شهدت برامج الهواء خلال الآونة الأخيرة، انسحاب العديد من الضيوف، والمذيعين والمذيعات منها نتيجة مشادات كلامية أو اختيار موضوعات شائكة، ومثيرة للجدل أو نتيجة تبنى وجهة نظر معينة كما حدث مع وائل الإبراشى بحلقة الأربعاء ٨ فبراير الماضى، حيث انسحبت مؤسسة مبادرة تعدد الزوجات منى أبوشنب الإعلامية بالتليفزيون المصرى من برنامج العاشرة مساء، وكان ضيوف الحلقة فريدة الشوباشى وأمنية طلعت والكاتبة رانيا هاشم، وتكرر ذلك من قبل أثناء تعدى الإعلامى الرياضى أحمد شوبير على المعلق الرياضى أحمد الطيب.
وتكرر أيضًا الشجار مع حبيبة مقدمة برنامج «نفسنة» والفنانة انتصار أثناء استضافة الفنان محمد سليمان، حينما وجهت انتصار حديثها للضيف، قالت فيه: «دى بداية الفشل أنك تفكر نفسك النجاح لوحدك»، لتقاطعها زميلتها «حبيبة»: «بجد؟ ماشى يا انتصار.. كلنا قاعدين ننفسن عليكى».
لتبدأ مواجهة بين مقدمتى البرنامج لينسحب الضيف وحبيبة.
وظهر تامر أمين خلال برومو حلقة ببرنامج «المتوحشة»، الذى تقدمه سالى عبدالسلام، والمذاع عبر فضائية «النهار»، منفعلًا على سالى قائلًا لها: «إوعى تسألى مذيع السؤال ده»، ثم ترك الاستوديو منسحبًا رافضًا استكمال البرنامج.
أيضًا المذيعة حكمت عبدالحميد مقدمة برنامج «صباح الخير يا مصر» بالتليفزيون المصرى، غادرت الاستوديو، وتركت الضيف بمفرده على الهواء، ما أصابه بالذهول، بعدما سألته عن رأيه فى قرار مجلس الوزراء على الموافقة على قانون تقسيم الدوائر، ليرد الضيف قائلًا: «إنها مسألة فى منتهى الخطورة»، وأوضحت بعد ذلك أن سبب مغادرتها الاستوديو يرجع إلى إصابتها بأزمة قلبية جعلتها تغادر الاستوديو.
عن هذه الظاهرة التى انتشرت مؤخرًا بين برامج الفضائيات تحدث أستاذ الإعلام دكتور صفوت العالم لـ«البوابة» وقال: إن ظاهرة انسحاب الضيف أو المذيع ظاهرة متكررة، خاصة عندما تتنوع الآراء المختلفة فى بعض القضايا الخلافية البينية، فبالتالى هناك بعض الأشخاص الذين يقررون الانسحاب فجأة لضعف الحجج أو نتيجة حالة التشدد والتعصب التى تولدت لدى الفكرة موضع النقاش، أو حدوث خلاف مع أحد المذيعين سواء فجائى أو خلاف مسبق، خاصة أن هناك بعض الضيوف من يظنون أنهم لم يحصلوا على فرصة مناسبة للدفاع عن فكرتهم.
وأضاف العالم: «هناك من يجد أن قدراته الإقناعية لا تتفوق على الأطراف الأخرى، فينسحب كمسلك للهروب، مشيرًا إلى أنه من الذكاء على من يدير البرنامج، ألا يعطى انطباعًا بالتحيز لتوجه من توجهات موضع النقاش، ويبتعد عن الأسئلة الإيحائية التى يشتم منها وجهة نظره ويجب الالتزام بالحياد وإتاحة الفرص المتساوية لكل وجهات النظر».
من جانبه أكد الإعلامى حمدى الكنيسى، أن الانسحاب، يعد اعترافًا من المنسحب سواء كان ضيفًا أو مذيعًا، بعدم القدرة على إقناع المشاهد بوجهة نظره، وأضاف الكنيسى أن تكرار ذلك يؤكد أن الساحة الإعلامية تعانى من انفلات إعلامى، ويؤكد أن الإعلام فقد الكثير من عناصر ترابطه.