الجمهور: «كنا بنروح المعرض بجنيه.. وفي التجمع هنصرف 15 جنيه.. كده بلاها كتب».
لاقى تصريح الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، عن نقل معرض القاهرة الدولى للكتاب، بدءًا من دورته المقبلة إلى أرض معارض تابعة للقوات المسلحة بمنطقة التجمع الخامس خلف مسجد المشير طنطاوي، بدلًا من أرض المعارض بمدينة نصر، حالة رفض كبيرة لدى قطاع واسع من الكُتاب والمثقفين، الذين اعتبروا قرار النقل إجهازا على معرض القاهرة الدولى للكتاب والثقافة بشكل عام، وأكدوا أن ذلك لن ينجح نظرًا لعدد من الأسباب التى كان أولها صعوبة الوصول إلى أرض المعرض الجديدة، مشيرين إلى أن القرار له دوافع لا تأخذ فى حسبانها أهمية الثقافة، لأن الأمر يخص نقل معرض الكتاب فقط وليس أرض كل المعارض كما يظن البعض.
وكان أبرز تعليق للجمهور على قرار وزير الثقافة بنقل المعرض إلى التجمع هو: «كنا بنروح فى المترو بجنيه.. حضرتك متخيل إننا هنروح بـ١٥ جنيه عشان نشترى كتاب.. انسى».
وقال الشاعر محمود قرنى عن تصريح النمنم: معرض القاهرة الدولى للكتاب فشل بامتياز فى سنواته الأخيرة فى تعظيم صورة الثقافة واستعادة معناها كسياق معرفى ينظم حركة المجتمع، وأظن أن نقله إلى التجمع الخامس تعزيزا لاستئصال هذا الدور دون إدراك لأهمية شيوع المعرفة كمرجعية مجتمعية تقيم نوعًا من الحماية لعقل طالما عبثت به يد الرجعية.
وأضاف قرني: «لا أفهم كيف يمكن توفير الخدمات اللوجستية إلى هذا المكان النائى حتى تتمكن الملايين من متابعة الأنشطة العامة، وتبقى المشكلة الرئيسية الأكبر فى العقل الأفقى المحدود الذى لا يستطيع التعرف لا إلى دور المعرض ولا أهميته، وأظن أن إدارة هيئة الكتاب الحالية غير صالحة وغير قادرة على لعب أى دور إيجابى فى هذا السياق».
من جانبها قالت الشاعرة والمترجمة أمل جمال: «أعتقد أن الأمر مربك بعض الشيء، وكل من احتج فورًا ألتمس له العذر وأقف فى صفه، فالمواصلات للمكان أمر حيوى جدًا، وتوفر الخدمات أيضًا يمكن أن يكون فاصلا فى القبول أو الرفض».
وأضافت جمال: «كنت أتمنى أن يُصحب القرار بتفصيل كامل حتى يتسنى لنا أن نختار بحرية وكون هناك مصداقية فى مردود القرار لدينا كجمهور، قد أشجع الأمر لو كانت هناك وعودا بتوفير مواصلات خاصة بالمعرض طوال اليوم سهلة وآمنة وتكلفتها فى متناول اليد ويتوفر فيها عنصر السيولة وخاصة فى العودة لوجود كثير من السيدات والبنات وهذا أمر حيوى فى معظم بيوتنا».
وواصلت: «قد أشجع الأمر أيضا لو امتدت هذه الشبكة إلى مختلف المحطات الرئيسية الحيوية التى تقل الزائرين من المحافظات، صحيح أننى أتصور أن الانتقال إلى الجديد يمكن أن يكون أفضل إذا صاحبته خدمات أفضل فتختفى الحمامات الكئيبة، وترصف الشوارع وتختفى الخيام، إلا لو كانت شكلا جماليا لكن ذلك لم يُعلن عنه وهو ما قصدته فى البداية بجملة قد يكون الأمر مربكا، ولذا أقف فى صف الرافضين للأمر لأن القرار جاء باتا باترا ولم تصحبه أى تفسيرات ولا وعود.
كما قال الناشر عاطف الجندي: إن محاولات نقل معرض الكتاب من أرض المعارض للتجمع الخامس هى محاولة لتهميش المعرض والثقافة بوجه عام، وتصريح وزير الثقافة غير مبرر، فالحجة أنه سينقل لمكان أوسع فمن قال إن المكان الحالى للمعرض ضيق؟.
وأضاف الجندي، إذا عدنا بالذاكرة سنجد أن المحاولات مستمرة من قبل ثورة ٢٥ يناير لنقل المعرض، لصالة المؤتمرات من قبل وفشل الموضوع حينئذ بعد هدم المبانى التى كلفت الدولة ملايين الجنيهات عند بنائها، التى كانت فى أرض المعارض، والدولة الآن تلجأ للمخيمات بدلا منها، والحقيقة الكامنة والتى يعلمها الجميع أن الطمع فى أرض المعارض وتحويلها إلى عمارات شاهقة مكانها لتجلب المليارات هذا هو السبب فى هذا الإصرار؟، نقل المعرض بمثابة نفى للمثقفين وطمس تراث وتاريخ ثقافى كبير لثانى أكبر معرض كتاب بالعالم فسهولة المواصلات ووجود مترو الأنفاق والتعود على المكان والحميمية معه لن يكون موجودا فى المكان الجديد، ومن هنا سيقل عدد الزوار والناشرين».
وأضاف موجهًا حديثه للمسئولين: عالجوا الأخطاء ولا تنقلوا المعرض فهو معلم من معالم مصر الثقافية المهمة ورئة ثقافية يريد البعض موتها لإقامة كتل خرسانية مكانها».
كما أعرب الشاعر عبده الزراع عن اندهاشه من قرار الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وقال الزراع: «لا أدرى ما وجهة نظر وزير الثقافة فى قرار نقل معرض القاهرة للكتاب من مدينة نصر، وأنا أرى أنها خطوة غير موفَّقة».
وأضاف: نقل مقر المعرض إلى التجمع يَحرم عددًا كبيرًا من المترددين على المعرض كل عام من حضوره؛ بسبب بُعد المكان عن وسط المدينة، وعن أطرافها، فالقادم من مدينة السادس من أكتوبر سوف يستغرق أكثر من ساعتين ونصف الساعة حتى يصل إلى المعرض، فما بالك بمن يأتى إلى المعرض من الأقاليم، فمَن يذهب إليه مرة لن يعود مرة أخرى؛ بسبب تعب المواصلات المرهقة فى القاهرة، ووصول المترو فى السنتين الأخيرتين إلى أرض المعارض أحدث انتعاشًا لمعرض الكتاب، وشجَّع الجماهير على التردد يوميًّا عليه، وشهد المعرض ازدحامًا كبيرًا وإقبالًا غير مسبوق، وأتمنى ألا يحدث نقل للمعرض من مكانه الحالي؛ حتى لا يفقد جزءًا كبيرًا من جمهوره.
بينما جاء رأى الروائى مصطفى عبيد مخالفًا للجميع، حيث رحَّب بنقل المعرض، قائلًا: «أعتقد أن نقل المعرض سيكون أفضل؛ لأن عدد الزوار كبير، ونحن نحتاج إلى مساحة أكبر، كما أن القاعات القديمة بمعرض الكتاب من الصعب تطويرها».
وأضاف عبيد: «لدينا مشاركات متنوعة سنويًّا من خارج مصر لعدد كبير من دُور النشر، وأرى فكرة نقل المعرض إلى أرض معارض جديدة توجُّها جيدًا وضروريًا».
ومن جانبه كشف مصدر مسئول بوزارة التجارة والصناعة أن ما صرح بها وزير الثقافة من نقل معرض القاهرة الدولى للكتاب، ليس له علاقة بهم، ولكن هناك أرض معارض بحى التجمع الخامس، تابعة لجهاز القوات المسلحة، تلك التى أشار إليها «النمنم».
ولفت المصدر، أن وزارة التجارة والصناعة تهتم بإنشاء قاعة للمعارض والمؤتمرات بالعاصمة الإدارية بحجم استثمارات ٦٠٠ مليون دولار على مساحة ٥٠٠ فدان، تم الانتهاء من ٣٠ ٪ منها، وستظل هيئة المعارض المقامة بمدينة نصر تعمل خلال المرحلة المقبلة حتى يتم الانتهاء بشكل نهائى من العمل بأرض المعارض بالعاصمة الإدارية.