استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد وفدًا من مجلس النواب الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري دانا رورباخر رئيس اللجنة الفرعية لشئون أوروبا وأوروآسيا والتهديدات الناشئة ومؤسس مجموعة أصدقاء مصر بمجلس النواب، وذلك في حضور سامح شكري وزير الخارجية.
ورحب الرئيس بوفد مجلس النواب الأمريكي، مشيدًا بما يقوم به النائب دانا رورباخر رئيس الوفد وغيره من الأعضاء من جهود من أجل تدعيم وتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة.
كما أكد الرئيس في هذا الإطار على ما يربط بين البلدين من علاقات قوية ومتشعبة وامتدادها على مدي عقود طويلة، معربًا عن تطلع مصر للعمل على الدفع قدمًا بالتعاون الثنائي مع الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة، وتعزيز التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.
وأكد أعضاء الوفد الأمريكي خلال اللقاء على أهمية العلاقات المصرية الأمريكية، وأعربوا عن دعمهم لكافة المساعي الرامية لتنميتها وتطويرها على مختلف المحاور خلال الفترة القادمة، ولاسيما عقب تولي الرئيس الأمريكي الجديد مهام منصبه رسميًا. كما عبروا عن تطلعهم لزيارة الرئيس المرتقبة إلى واشنطن، مشيرين إلى ما ستمثله تلك الزيارة من فرصة جيدة للتباحث تفصيليًا حول سبل الارتقاء بالعلاقات وتعزيز أطر التشاور والتنسيق بين الجانبين.
وأكد أعضاء الوفد الأمريكي في هذا الإطار على ما تُمثله مصر من شريك هام للولايات المتحدة، مشيدين بجهودها على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف وما تتبناه مصر من سياسة فعّالة وجادة في هذا المجال.
وقد تطرق الرئيس في هذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد الأمني أو من خلال الأبعاد التنموية والثقافية والفكرية، وخاصةً عن طريق تصويب الخطاب الديني وتفنيد الاسانيد المغلوطة التي تستغلها التنظيمات الإرهابية لنشر فكرها المنحرف.
وأشار الرئيس إلى ضرورة عدم التفرقة بين التنظيمات الإرهابية واتباع منهج موحد إزائها، بالإضافة إلى تعزيز الجهود الدولية من أجل وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، فضلًا عن التصدي لاستخدام تلك التنظيمات للمواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال الحديثة للترويج لمنهجها الإجرامي.
وقد استعرض أعضاء الوفد الأمريكي أثناء اللقاء ما عقدوه خلال زيارتهم لمصر من مقابلات مع مسئولين مختلفين واطلاعهم خلالها على تطورات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث أشادوا في هذا الصدد بالقرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها خلال الفترة الماضية في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لترسيخ مفهوم المواطنة، مُعربين عن تفاؤلهم بمستقبل مصر وثقتهم في تحقيقها التنمية الشاملة المنشودة.
وتناول اللقاء أيضًا المستجدات على الصعيد الإقليمي وسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث أكد الرئيس على أهمية الحفاظ على سيادة الدول التي تشهد أزمات وصون مُقدرات شعوبها والحفاظ على مفهوم وكيان الدولة الوطنية، والحيلولة دون انهيار مؤسساتها حتى يمكن استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، وهو ما يتطلب العمل على التوصل لتسويات سياسية والمُضي قدمًا في جهود بناء وإعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات.
وأشار الرئيس كذلك إلى استمرار جهود مصر الهادفة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، منوهًا إلى ما سيوفره التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من واقع جديد يساهم في تدعيم الاستقرار بالمنطقة.