"سعد صابر"، طفل لم يتجاوز عامه الخامس عشر بعد، فكر في طريقة يتمكن بها من مساعده أهله، فبدأ العمل على "توك توك"، إذ يخرج كل صباح ويعود في آخر اليوم ومعه مبلغ مالي، يعطيه لوالديه، لم يفكر يوم أن عمله سيكون السبب في قتله على يد أصدقائه.
كشفت التحقيقات التي أجراها حسن عامر، وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة، تفاصيل الواقعة، والتي رواها المتهم الأول "فريد. ش. ي"، بقوله: "أنا وسعد تعرفنا على بعض بحكم عملنا على التكاتك، نشأت بيننا صداقة استمرت لفترة طويلة، نخرج سويًا، ونعمل سويًا، حتى سيطر الشيطان على عقلي، وجلعني أفكر في قتله، فقبل الواقعة بعدة أيام، اشترى المجني عليه سماعات كاسيت كبيرة، ووضعها داخل التوك توك لسماع الأغاني، مرت الأيام وركبت معه ورأيتها فعجبتني كثيرًا، وطلبت منه أن أشتريها، فوافق، وطلب مني 400 جنيه كثمن لبيعها، لم يعجبني السعر وقولت له ثمنها غالٍ، ممكن نتفاوض فيه، وعرضت عليه 200 جنيه، وأصريت على ذلك، ولكنه رفض، وأخبرني أنه لن يبيعها".
وصمت المتهم للحظات واستكمل حديثه: "نشبت بيننا مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، كان في ذلك التوقيت معي صديقي، إبراهيم. م. ف، 15 عامًا، سائق توك توك هو الآخر، حاول تفرقتنا لكن دون جدوى، فتناول حجر "قالب طوب"، وتعدى على سعد بالضرب، فأصابه بجرح في الرأس وبدأ ينزف من أنفه ورأسه، وسقط على الأرض، أصبنا بحالة من الذهول ولم أفكر في شيء سوى الخروج من هذه المشكلة، فاتصلت بشقيقي الأكبر، "يحيى. ش "27 عاما، وأخبرته بما حدث، فقال "ضعوه في التوك توك حتى أحضر"، وبعد دقائق وجدناه معنا بمجرد وصوله قام بضرب المجني علية مرة أخرى على رأسه حتى تأكد من وفاته، وبعدها أخذناه إلى ترعة اللبيني، ووضعنا الجثة داخل جوال، ومعه كمية من الأحجار، وألقيناه في المياه، وتمكنا من الهرب".
واختتم المتهم حديثه، بقوله: "لم أفكر يومًا في قتله، لكنه استفزني وتشاجر معي وحاول ضربي، ما جعل صديقي يتدخل لإنهاء المشكلة".
وبعد الانتهاء من التحقيقات أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة برئاسة المستشار بدر مروان بحبس المتهم الأول وشقيقه الأخير 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإيداع المتهم الثاني أحد دور رعاية الأحداث المتخصصة، كما أمرت بالتحفظ على الدراجة "توك توك" وتكثيف جهود المباحث لعثور على جثة المجني عليه.