الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

دراسة: دور العيش في الخارج على القدرة الإبداعية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتاد الناس دوما على السفر لتحفيز الإبداع وتوسيع آفاقهم الفكرية، حيث اتسم القرنين الـ17 والـ18 بقيام شباب الطبقة الأروستقراطية في أوروبا بالرحلة الكبرى في أنحاء أوروبا، بحثا عن الإبداع، كما قطع بعض الفنانين أمثال بول جوجان، مسافات أبعد نحو بحثهم عن الإلهام الفني، ولكن ما هو الدور الذي يلعبه السفر في تحفيز الإبداع؟.

جاءت الإجابة على هذا السؤال من خلال الدراسة التي قام بها، آدم جالينسكي، الأستاذ بكلية كولومبيا للأعمال.. فقد أجرى وفريقه من الباحثين دراستين لقياس مدى تأثير البعد الثقافي على الإبداع.

وفى الدراسة الأولى، تتبع الباحثون السجل المهني للمهندسين من دول الشرق الأوسط العاملين في شركات وادي السيليكون بمدينة سان فرانسيسكو، لعقد مقارنة لسجلات أولئك الذين استوعبوا واندمجوا في الثقافة الأمريكية، وأولئك الذين شعروا بالغربة، وأولئك الذين تميزوا بثنائية الثقافة، وذلك لتتبع مسارهم من حيث السمعة المهنية والترقي.

ووجد الباحثون أن المهندسين الذين تمتعوا بالثنائية الثقافية تمت ترقيتهم بصورة أسرع، وتمتعوا بسمعة أفضل بين رؤسائهم وأقرانهم، حيث أن تحديد استحقاق التقدم والترقي مهنيا في مجال شركات التكنولوجيا الحديثة، يتم تقديره بناءا على القدرة على الابتكار، والدخول داخل عقول العملاء، وانتهاز الفرص الجديدة على الفور، وهو ما يتوفر لدى العناصر التي تتمتع بالازدواج الثقافي.

وفي الدراسة الثانية، بحث جالينسكي وفريقه في مجال صناعة الأزياء، وخاصة بالنسبة لكبار المصممين في بيوت الأزياء الكبرى، ووجدت الدراسة أن كبار المصممين يتنقلون بين عواصم الموضة وبيوت الأزياء في العالم، ويتطلب عملهم تصميم خطوط جديدة من الملابس والإكسسوارات، مرتين على الأقل في السنة بشكل منتظم، وفي أغلب الأحيان أكثر من ذلك، كما يخضع عملهم دوما للنقد الدقيق والرقابة المستمرة، وقام جالينسكي بجمع تصنيفات الجودة لأهم خطوط بيوت الأزياء الكبرى . 

وقد قامت بإجراء تلك التقييمات مجلة جورنال دي تكستايل الفرنسية لمدة 11 عاما، ووجد الباحثون أن اتساع وبعد المسافة الثقافية يعطي المصممين دفعة إبداعية في البداية، ولكنه يضيف لتصميماتهم عمقا على المدى الطويل.

وخلصت الدراسة إلى أن طول الفترة التي يعيشها الإنسان في الخارج هى الأكثر أهمية على إبداعه حيث إن السفر يعلم الإنسان التكيف مع الأماكن الجديدة، ويتطلب تحمل الصدمة الثقافية، والتكيف مع البيئة الجديدة، وتكوين صداقات جديدة وعلاقات مهنية، وتطوير القدرة على تفهم تقاليد وعادات غير مألوفة.

وترى الدراسة أن قضاء فترة ولو قصيرة في الخارج أفضل من لا شيء، حيث أن أسوأ شيء يمكن أن يفعله المبدع أن يتبع الطريقة الآمنة ويظل في بلاده دون سفر.