أكد محمود صالح، عضو
المكتب الفنى لصندوق مكافحة الإدمان، أن مصر الأعلى فى معدلات التعاطى وتتضمن
أعمارا من ١٢ إلى ٦٠ سنة بنسبة تتراوح من ١٠% إلى ٤.٤٪، أما الأطفال من أعمار ١٢
إلى ١٨ سنة فبلغت معدلات التعاطى ٤.٢٪، وهذه النسب ضعف المعدلات العالمية، والتى
تتراوح بين ٥.٤% إلى ٥٪.
وأوضح «صالح» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن
القيادة تحت تأثير المخدر على الطرق المصرية بما فيها سائقو المدارس كانت عام ٢٠١٤
«١٢٪» وانخفضت فى ٢٠١٧ إلى «٤%»، أما العمال والخدمات المعاونة بلغت نسبة التعاطى
بينهم فى الوقت الحالى «١٩٪»، ولم تنخفض لعدم وجود تكثيف للحملات فى الشركات نتيجة
لتخوف أصحابها من حدوث بلبلبة، ولكن هناك تواصلا مع الشركات الخاصة والمصانع
لتوفير مساحة للكشف بصورة أكبر ومتابعة ارتفاعها أو انخفاضها.
وأشار إلى أن مصر تعاني أزمة «انخفاض سن متعاطى
المخدرات»، مشيرا إلى ارتباط المخدرات بالشائعات، ومنها ما يتم ترويجه ما بين
السائقين بصورة عامة «أن تعاطى المخدرات يمنح القدرة على القيادة فترات ومسافات
طويلة» وكذا إشاعة ارتباط المخدرات «بالإجهاد والقدرة الجنسية ونسيان الهموم
والمشاكل والقدرة على الإبداع والتواصل المجتمعي»، مؤكدًا أن هناك شائعة تمثل
الخطورة القصوى وهى ما يتردد «إنه لا يوجد خطر من تجربة المخدرات» ولذلك «٣٠٪» من
الشباب لا توجد لديهم مشكلة فى تجربة المخدرات، وتصنف محافظة القاهرة فى المرتبة
الأولى وهى أكثر المحافظات فى معدلات نسب التعاطى والإدمان، كما تم رصد أن مخدرات
«الترامادول والحشيش والهروين» أعمدة أساسية للتعاطى.
وتابع: «تصدينا للشائعات من خلال حملات إعلامية
مكثفة خلال الفترة الماضية، وسبق أن أطلقنا الجزء الثانى من حملة «اختيار حياتك»
فى نهايات ٢٠١٥، وكان شعارها «أنت أقوى من المخدرات» بمشاركة الفنان محمد رمضان
واللاعب محمد صلاح والنادى الأهلى ومجموعة من الأعمال الغنائية التوعوية،
والحقيقية أن هذه الحملة أنتجت تأثيرا «قويا جدا» دفعت إلى زيادة نسبة التواصل
وطلب العلاج بنسبة ٨٥٪ ما بين الشرائح المستهدفة، وكان حجم التفاعل لدينا على منصة
التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قبل انطلاق الحملة «٥ آلاف»، والآن «تخطت المليون»،
بالإضافة إلى فكرة التفاعل وطلب خدمة العلاج من خلال الصفحة نفسها وكانت النتيجة
أنه «٢٠٪» من الذين تلقوا خدمات العلاج خلال ٢٠١٦ كانوا من خلال تواصلهم معنا على
مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن منصة التفاعل الاجتماعى تعد الأولى من نوعها
على مستوى الشرق الأوسط من حيث حجم التفاعل الإيجابي.
وأكد أن الحصر الأخير لمن تلقوا العلاج من صندوق
مكافحة الإدمان وتعافوا من المخدرات «٨٣ ألفا و٦٠٠ شخص»، مشيرا إلى أن مصر خلال
الأيام القادمة بصدد عرض تجربتها فى مكافحة الإدمان وحملتها الإعلامية الخاصة فى
الدمج المجتمعى في فيينا.
وأردف أن تأثير الإدمان على التنمية فى مصر مزدوج، يتمثل
الجانب الأول منه في ضرب القوى العاملة التى تعمل على محاور التنمية المختلفة فى
مصر وانخفاض إنتاجية الأفراد بشكل كبير، أما الجانب الآخر فيتمثل في سحب الموارد
المالية التى يتم رصدها للتنمية والتطوير وتحويلها للعلاج والمكافحة، مؤكدا أن
الحكومة مدركة لخطورة المخدرات ولذلك أطلقت خطة قومية رصدت لها ربع مليار جنيه
مصرى؛ للتعامل مع المشكلة وتداعياتها على جميع الأصعدة إعلاميا ووقائيا فى المدارس
والمؤسسات الشبابية، متابعًا: «الحكومة مش بتهزر».
وعن أهم المشكلات التى تواجه الشخص «المدمن» بعد أن
يتعافى، أوضح عضو المكتب الفنى لصندوق مكافحة الإدمان، أن وصمة العار وتمكينه
اقتصاديا فى المجتمع عقبة محورية، وتم التعامل والتفاعل معها من خلال منظومة دمج
مجتمعى بدأت من خلال برنامج تدريب مهنى متميز موجه للمتعافين يليها برامج توفير
مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، ومنظومة علاج للمرضى الذين أصابهم فيروس سى نتيجة
تعاطى المخدرات، والمراحل الثلاث حققت منظومة دمج مجتمعى متكاملة والتجربة المصرية
فى ذلك يحتذي بها عالميا، مختتما: «لدينا العديد من تجارب التعافى الناجحة
والمبهرة ومنا «أصغر مدمن فى مصر» ١٢ سنة، من أسرة متوسطة يتعاطى المخدرات من سن ٩
سنوات، استجاب للعلاج ويبلغ من العمر الآن ٢٠ سنة وبصدد التخرج فى الجامعة،
ونعتبره قصة نجاح».