بمناسبة مرور ٦٥ عامًا على ملحمة البوليس المصرى «الشرطة» يوم الجمعة الموافق ٢٥ يناير ١٩٥٢ فى الذود عن مبنى محافظة الإسماعيلية وقسم الشرطة فى معركة ضارية وغير متكافئة بين قوات الاحتلال البريطانى، ورجال البوليس المصرى الذين رفضوا الاستسلام وتسليم أسلحتهم، واستشهد فى هذه المعركة ٥٠ بطلًا من رجال الشرطة وأصيب ٨٠ آخرون، وقد اعتبرت الدولة المصرية هذا اليوم عيدًا مجيدًا للشرطة المصرية، تحتفل به مصر كل عام.
وفى هذه المناسبة قام الفريق أول صدقى صبحى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وكبار قادة الجيش بزيارة أكاديمية الشرطة، ولقاء اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية وكبار قادة الشرطة لتقديم التهنئة بعيد الشرطة، والزيارات المتبادلة بين المؤسستين العسكرية والأمنية لا تنقطع خاصة فى المناسبات الوطنية والقومية الخاصة بالقوات المسلحة والشرطة. وهذا التقليد الحميد بدأ بعد ثورة يناير ٢٠١١ بمبادرة فى ٢٠١٢ لوزير الدفاع آنذاك المشير عبدالفتاح السيسي، عندما طلب عقد لقاء يجمع قادة الجيش والشرطة فى نادى الجلاء ليشد السيسى من أزر وتعاضد وتكاتف المؤسستين الوطنيتين درع وسيف الوطن، وكانت نظرة وزير الدفاع آنذاك صائبة نظرًا لمحاولات جماعة أهل الشر الوقيعة بين الشعب وكل من الجيش والشرطة، إضافة إلى التحديات والتهديدات التى باتت تهدد الأمن القومى المصرى فى الداخل والخارج، وكانت أعظم قرارات وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى فى هذه اللحظات الصعبة فى تاريخ مصر، دعم المؤسستين العسكرية والأمنية، لمواجهة ما يهدد أمن وسلامة الوطن، وبدأ دعم القوات المسلحة بأحدث ما تحتاجه مصر لحماية حدودها وأمنها القومى بكل الأسلحة والطائرات والسفن الحربية برًا وبحرًا وجوًا، واستطاع السيسى وهو وزير للدفاع وبعد انتخابه رئيسًا للجمهورية أن يعظم من قدرات القوات المسلحة الهجومية ليس من أجل العدوان، بل لتحقيق الردع ضد كل من تسول له نفسه مجرد التفكير فى محاربة مصر أو تهديد أمنها القومي. كما دعم وزير الدفاع المشير السيسى أيضًا رجال الشرطة بأحدث الأسلحة والأجهزة المتطورة التى تساعد رجال وزارة الداخلية فى حماية شعب مصر والجبهة الداخلية، وبفضل هذا الدعم استطاعت قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة، اجتثاث جذور الإرهاب فى سيناء المباركة والوادى وأصبحنا بفضل الله وعنايته ثم بفضل تضحيات وبطولات خير أجناد الأرض من أولاد مصر، رجال الجيش والشرطة ننعم بالأمن والاستقرار، والمجد دومًا لرجال القوات المسلحة والشرطة والمجد دومًا لشهدائنا ومصابينا من أعظم وأنبل ما أنجبت مصر. إن زيارة وزير الدفاع ورئيس الأركان لوزارة الداخلية لتهنئة الوزير بعيد الشرطة، تحمل أكثر من دلالة منها أن الشعب والجيش والشرطة يد واحدة، وفى خندق واحد فى مواجهة أعداء مصر فى الخارج وأهل الشر فى الداخل، ومنها أن ما يجمع رجال الجيش والشرطة هدف واحد هو أمن مصر وشعبها العظيم، ومنها أيضًا التأكيد على المناسبة الوطنية المجيدة لرجال الشرطة وتضحياتهم التى تجسد ـ كما قال وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى ـ أسمى صور الانتماء للوطن والتضحية فى سبيله، كما أكد القائد العام للقوات المسلحة على أواصر التعاون الكامل بين وزارتى الدفاع والداخلية، وأعرب عن تقديره لمجهود رجال الشرطة وتضحياتهم فى أداء واجبهم الوطني.
وكما أكد اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية فى هذه المناسبة «أن القوات المسلحة والشرطة هما جناحا الأمن والاستقرار للأمة، وسوف يظلان معًا سدًا منيعًا فى مواجهة الفتن والتحديات، ومحاربة عناصر الشرطة والإرهاب»، كما أشاد وزير الداخلية بالتعاون الوثيق بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع.
وستظل مصر دومًا بشعبها الأبى وقائدها المقدام وجيشها وشرطتها البواسل، عصية على المؤامرات وقاهرة للتحديات وقادرة فى الحفاظ على ترابها وأمنها القومى ما دام الله القدير سبحانه وتعالى قد تعهد بأمنها واستقرارها عندما قال على لسان سيدنا يوسف فى سورة «يوسف»: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وما دام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد وصف شعب مصر بقوله لأصحابه: «إذا فتحتم مصر فاتخذوا من أهلها جندًا، فإنهم خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم القيامة». والتحية والتقدير والإعزاز واجبة لرجال الشرطة البواسل فى يوم عيدهم والتحية لشهداء الشرطة فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ ولشهداء ٢٠١١ و٢٠١٣ وحتى اليوم وكذلك التحية للمصابين.. وسيظل رجال الشرطة والجيش يضربون المثل والقدوة فى مواجهة التحديات والمؤامرت للحفاظ على أمن مصر القومى وشعبها الأبي.