الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر وأحقاد الخواجات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعض بلادنا يستحق ما يصيبه من سهام، وبعض آخر يُهاجم ظلما وعدوانا.
سبق أن أشرت إلى الجريدة التابلويد اللندنية «ديلى ميل» فلا شيء يحدث فى بريطانيا إلا وتنسب الفضل فيه إلى «حملة» لها عن موضوعه. قبل يومين، هاجمت الجريدة رئيس البرلمان جون بيركوف لأنــه قال إنه لن يستقبل الرئيس دونالد ترامب فى مجلس العموم خلال زيارة مقبلة له إلى لندن. الجريدة قالت إن البرلمان استقبل «حكاما استبداديين» أو «متسلطين»، وبين الــصور المنشورة مع التحقيق صورة للشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، وهو يخطب فى البرلمان البريطانى سنة ٢٠١٢.
الجريدة لم تجد ما تقول عن الكويت سوى أن الشاذين لا حقوق لهم، وأن النساء حقوقهن منقوصة، وهن فى البرلمان وكل وزارة.
عرفت الشيخ صباح العمر كله، وهو ديموقراطى جدا، من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، ولا أحتاج إلى دفاع كثير ففيما كانت الجريدة تنشر التحامل والتطرف والكذب عن الأمير والكويت كان البرلمان الكويتى يواجه وزير الإعلام الذى استقال بعد حملة عليه وصدام بين الحكومة وأعضاء مجلس النواب.
الكويت بلد ديموقراطى والأمير ديموقراطى وأنا أتحدث عن معرفة مباشرة، لا عن بعد خمسة آلاف كيلومتر عن الموضوع.
إن لم يكن الحديث عن الكويت فهو عن مصر وأقرأ فى الميديا الأمريكية التى تؤيد الإرهاب الإسرائيلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ديكتاتور. عرفت رئيس مصر قبل انتخابه رئيسا وحتى اليوم، وهو ليس ديكتاتورا على الإطلاق إلا أنه فى أصعب وظيفة فى العالم كله.
العدد الرسمى لسكان مصر هو ٩٤ مليون نسمة، وأراه يقترب من مائة مليون. ولا يوجد فى مصر سوى النيل وكيلومتر أخضر على كل من جانبيه. أما الدلتا، وهى من أخصب بقاع العالم، فأنا أراها ملأى بالأضواء عندما أصل إلى القاهرة من لندن على طائرة الخطوط البريطانية فى حوالى منتصف الليل. المدن فى الدلتا تتوسع على حساب الزراعة.
المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة تساعد مصر على بناء اقتصاد جديد يفيد السكان جميعا، وقد كتبت عن محافظة الوادى الجديد والمشاريع فيها، وعن ممر مائى موازٍ لقناة السويس، وعن مشاريع بناء فى طول مصر وعرضها. هذا كله موجود وسيكتمل فى وقت قريب، لكن جاك شنكر فى «نيويورك تايمز» يتحدث عن «ديكتاتورية مهزوزة فى مصر». الديكتاتورية اليوم فى الولايات المتحدة ودونالد ترامب يهدد أسس النظام فى واحدة من أقدم ديموقراطيات العالم. أو ربما كان الأمر هو رغبة أعداء العرب فى تدمير مستقبل مصر بدل أن تكون فى مركز قيادى فى وسط الأمة.
ومن مصر والكويت إلى البحرين، فجريدة «الصنداى تايمز» اليمينية تقول إن بريطانيا تساعد فى تدريب بوليس البحرين الذى تصفه بأنه «عنيف». هناك منظمات حقوق إنسان أحترمها مثل منظمة العفو الدولية وجماعة مراقبة حقوق الإنسان، وهما تخطئان فى نقل أخبار البحرين، لكن أنسب هذا إلى حسن النية لا القصد أو التعمّد. أعرف البحرين منذ كنت مراهقا، وأعرف أن فيها معارضة ولاؤها خارجى تكذب كل يوم بعد أن اختارت مقاطعة البرلمان لأن أسيادها أمروا بذلك. البحرين بلد مزدهر من دون موارد طبيعية، وأعرف رجال الحكم فيه وأجد أنهم يُظلمون عندما تصدق الميديا فى الخارج ما تقوله المعارضة العميلة. البحرين لكل أهلها.
نقلًا عن «الحياة» اللندنية