

وأضاف أن المحور الثالث هو بدء مشروعات تنمية شاملة فى سيناء
للارتقاء بالأوضاع المعيشية، ولفت إلى أن تأثير البيئة الأمنية بالشرق الأوسط
وتداعياتها على مصر حوّل بعض التنظيمات الإرهابية فى عدد من الدول كالعراق وليبيا
وسوريا مثل داعش إلى مفهوم الاستيطان بدعوى إقامة الدولة الدينية وإرساء نظام
الخلافة، والسيطرة على مناطق جغرافية شاسعة والتوسع بدول الجوار والعمل على إسقاط
الحكومات وفرض أيدلوجياتها مع امتلاكها مختلف نظم التسليح الحديثة.
وقال: "من هنا يتضح أن البيئة الأمنية المتردية بدول المنطقة
كان لها الأثر البالغ فى تصاعد الموجات الإرهابية فى مصر ارتباطا بتداعيات حالة
عدم الاستقرار بالمنطقة، الذى تشهده الدول المحيطة، ورغم ذلك تم تحقيق نجاحات فى
مجال مكافحة الإرهاب نتيجة للجهود التى تمت على مختلف الأصعدة والاتجاهات التى أدت
لوقوع خسائر مؤثرة بالعناصر الإرهابية، نجم عنها تقليص نشاطهم والحد من أعمالهم
بصورة كبيرة.
وعن تطور الأنشطة بالبلاد
وتداعياتها على الأمن القومى المصرى، قال: "فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013
تصاعدت محاور التنسيق والتعاون بين جماعة الإخوان وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس
وتوحدت توجهاتهم نحو هدف واحد، وهو الارتفاع بسقف الضغوط على الحكومة المصرية لدعم
جماعة الإخوان الإرهابية لاستعادة السلطة.
وأكد أنه لا يستطيع أحد
أن يمتلك أن يوقف الإرهاب فى مصر، كما أشار أحد قيادات الإخوان فى رابعة، وفقا
لعرض فيديو على لسان أحد قيادات الإخوان، قال فيه فى الثانية الواحدة نتيجة لارتباط
الإخوان بأنصار بيت المقدس، وأوضح أنه قد برز المخطط الإرهابى كمحاولة لإقامة
إمارة إسلامية متطرفة بمدينة الشيخ زويد فى أعقاب الهجوم الإرهابى بتاريخ 1 يوليو
2015، وقد قامت القوات المسلحة والشرطة المدنية فى هذا اليوم بإفشال هذا الهجوم
الإرهابى بكل قوة مدعومة بحجم من المجهود الجوى الذى استهدف كافة العناصر
الإرهابية الثابت منها والمتحرك، الأمر الذى ساهم بدرجة كبيرة فى إفقاد
تنظيم أنصار بيت المقدس توازنه إلى جانب القضاء على حوالى 50% من العناصر
القتالية الشديدة الخطورة.

واستعرض مدير المخابرات
الحربية مسارات التحرك للقضاء على الإرهاب باتجاه الشمالى الشرقى والساحة الداخلية،
وهى تدقيق أعمال الرصد لتجمعات الإرهابية وأماكن قياداتها، والمسار الثانى هو
أعمال التتبع الإلكترونى والمسار الثالث هو تجفيف منابع التمويل، ومن منطلق حرص
القوات المسلحة والدولة المصرية للحفاظ على أرواح الأبرياء من أهالى سيناء فقد
رعيت كافة الاحتياطات بتأكيد الأهداف المطلوب استهدافها للوقوف على حقيقة وشكل
الهدف، باعتبار أن التحدى الرئيسى للقوات المسلحة هو القضاء على الإرهاب دون
المساس بالأبرياء.
وكشف أنه بموجب نتائج
الرصد الدقيق، نجحت عناصر القوات المسلحة فى توجيه العديد من الضربات القاصمة عبر
مراحل عملية حق الشهيد، التى ركزت على استهداف القيادات الرئيسية المؤثرة والبنية
التحتية للنظم، حيث تم القضاء على عدد 250 هدفا (مخابئ، مناطق تجمع، مخازن أسلحة
وذخائر، احتياجات إدارية) وعدد 130 عربة وعدد 500 عنصر إرهابى من العناصر الشديدة
الخطورة، ما أفقدهم توازنهم، واستمرارا لجهود مكافحة الإرهاب فإن الأنفاق تلعب دورا
رئيسيا فى دعم العناصر الإرهابية الأمر الذى دفع القوات المسلحة لاتخاذ إجراءات
هندسية فعالة لتدمير الأنفاق إلا أنه ما زالت توجد أنفاق تمكنت العناصر الإرهابية
من تبطينها بالحوائط الخرسانية لمجابهة إغراقها بالمياه، وقد نجحت القوات المسلحة
فى تدمير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتى أعماق كبيرة.
وعن تجفيف منابع التمويل
المادى، أضاف أنه تم ضبط 1025 طنا من (المواد المتفجرة، المواد ثنائية الاستخدام) أثناء
وصولها لبعض الموانئ المصرية وبمناطق ومدن (إمبابة – كفر الشيخ – بورسعيد –
الخانكة – عين الصيرة) والتى تستخدم فى صناعة العبوات الناسفة وإمداد العناصر
الإرهابية بشمال سيناء، مشيرا إلى سعى العناصر الإرهابية للحصول على المواد ثنائية
الاستخدام المتوفرة بالسوق المحلى (الأسمدة الزراعية – حمض الكبريتيك – نترات
الأمونيوم – كربيد كالسيوم)، واستخدامها فى تصنيع العبوات الناسفة، حيث تم تشديد
الرقابة على تناول تلك المواد.

وأشار إلى القبض على شبكة
تعمل فى جلب وتهريب (دوائر كهربائية – معدات فنية – معدات أعمال الغطس) لصالح
العناصر الإرهابية)، وأنه تم القبض على بعض التشكيلات العصابية التى تقوم بتوفير
الدعم المادى واللوجيستى بالتعاون مع شركات الصرافة، محل المصوغات، شركات السياحة
يتجاوز عددها (10شركات) تتلقى مبالغ مالية، حيث تم ضبط 115 مليون جنيه، لافتا إلى أنه
أثناء استجواب بعض العناصر الإرهابية أشارت نتائج التحقيقات إلى تورط بعض الدول فى
توفير الدعم المادى واللوجيستى للعناصر الإرهابية، ودفعها إلى قيادات إخوانية
مقيمة بالبلاد (تخزين، نقل، تصنيع) المواد الكيميائية اللازمة لتصنيع العبوات
الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية.
وتابع: "أنه على ضوء
ذلك كان من الضرورى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لإحكام السيطرة على المنافذ
الحدودية بالدولة لمنع إمداد العناصر الإرهابية بالمواد المستخدمة فى تصنيع المواد
المتفجرة عبر أعمال التهريب، وتم ذلك من خلال الاشتراك فى عضوية اللجان الوزارية
المنوط بها تطوير الإجراءات الأمنية بالموانئ والمطارات المصرية، لا سيما فيما
يتعلق بمعدات وأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة مع مراعاة عدم التأثير على حركة الاستثمارات
الخارجية ودفع عجلة الإنتاج، كما أشار إلى إجراءات مكافحة الإرهاب على الاتجاه الاستراتيجى
الغربى الجنوبي، حيث تم تكثيف أعمال التحرى والتنسيق وتبادل المعلومات مع وزارة
الداخلية، حيث تم النجاح فى رصد العناصر الإرهابية بإحدى المناطق الجبلية بجنوب
مدينة أسيوط، وتم استهدافهم، ما أسفر عن مقتل (7 أفراد وانفجار مخزن متفجرات
والعثور على كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة).
وأكد فى ختام كلمته، أنه
فى ضوء ما تم عرضه، تحققت الإنجازات التالية، وهى بناء قاعدة تعاون بين الأجهزة
الأمنية بالدولة لتحقيق السيطرة على الإرهاب والقضاء على خلايا الإرهاب، إحكام
السيطرة على العناصر الإرهابية فى رفح والشيخ زويد والعريش ومحاور التحرك الرئيسية
داخل محافظات الجمهورية، تطوير منظومة تأمين الموانئ والمطارات والمنافذ الخارجية
للدولة وإمدادها بمعدات رصد وكشف عن المتفجرات والجرائم لمنع أى محاولات لاختراق
الجبهة الداخلية، امتلاك نظم تأمين حديثة مجهزة بوسائل رصد دقيقة، الاستمرار فى قطع
خطوط الإمداد المادى والدعم اللوجيستي.









