أثار قرار الأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو جوتيريش، ترشيح رئيس حكومة السلطة الفلسطينية السابق سلام فياض مبعوثا
خاصا للأمم المتحدة إلى ليبيا، خلفا للدبلوماسى الألمانى مارتن كوبلر غضبا واسعا
بين الليبيين.
وذهب البعض إلى أن قرار جوتيريش يؤكد عدم فهم الأمم
المتحدة لطبيعة الأزمة الليبية، معتبرين القرار إهانة صريحة للشعب الليبى خاصة أن
الأمم المتحدة لم تتشاور بشأن مبعوثها الخامس إلى ليبيا مع المؤسسات القائمة سواء
الحكومة المؤقتة أو مجلس النواب الليبي.
وقال الدكتور محمد أبوراس الشريف المحلل السياسى الليبى
فى تصريح خاص لـ"بوابة العرب": إن اختيار الفلسطينى سلام فياض مبعوثًا
دوليًا لليبيا إشارة واضحة وخبيثة من قبل اللوبى اليهودى إلى أن الوضع فى ليبيا
أسوأ بكثير من الوضع فى فلسطين المحتلة.
وأضاف الشريف: إن الترشيح إذا صح له أبعاد أخرى وهو
تحطيم الوجدان الداخلى للعرب ونقلهم من دائرة القدس إلى دائرة أوسع وهى الصراعات
العربية العربية ولن يقدم فياض كغيره أى تقدم فيما يخص الملف الليبى باعتباره لا
يملك صلاحية حل الأزمة بل يملك الصلاحية لإدارة الأزمة فقط دون المساس بأى خطة يتم
وضعها من قبل الدول الغربية.
ويرى معاوية الصويعى، دبلوماسى ليبى سابق، أن رفض
الليبيين لسلام فياض له أكثر من سبب أهمها أن العقل الليبى لا يثق كثيرا
بالفلسطينيين فقد يرضى الليبيون بوسيط دولى من دولة عربية جارة مثل مصر أو تونس
والجزائر أكثر من شخص ينتمى لدولة فلسطين لاسيما أن حركة حماس كانت ضالعة بشكل
كبير فى حالة الانفلات الأمنى المترتبة على أحداث 17 فبراير.
وأضاف الصويعى فى تصريح خاص لـ"البوابة
نيوز" أنه علاوة على عدم رضا الشارع الليبى عن الدور الفلسطينى متمثلا فى حركة
حماس داخل ليبيا بعد 17 فبراير 2011 فالدور الأممى أيضا محل تحفظ لاسيما أن الأمم
المتحدة وعبر 4 مبعوثيين دوليين لم تنجح فى الوصول إلى تسوية عادلة للأزمة الليبية.
وانتقد إبراهيم الدباشى مندوب ليبيا السابق لدى الأمم
المتحدة المقترح الذى تقدم به جوتيرس بتعيين سلام فياض كمبعوث أممى فى ليبيا.
وقال الدباشى فى تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل
الاجتماعى فيسبوك: "أمين عام الأمم المتحدة الجديد أنطونيو جوتيريش يهين مجلس
النواب والسلطات الدستورية، وينتهك سيادة ليبيا بفرض ممثل خاص جديد له دون
استشارته وأن مجلس النواب من واجبه ألا يتعامل مع أى ممثل جديد للأمين العام للأمم
المتحدة لم تتم استشارته بشأن تعيينه فسيادة ليبيا تتطلب ذلك".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أطلع مجلس الأمن،
فى رسالة رسمية، رغبته فى تعيين رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض مبعوثا
خاصا إلى ليبيا خلفا للمبعوث الحالى مارتن كوبلر.