شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، فعاليات الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التي تنظمها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بعنوان "مجابهة الإرهاب - إرادة أمة"، حيث بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ حجاج الهنداوي.
حضر الندوة الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والشرطة، وبعض القادة القدامى بالقوات المسلحة، فضلا عن عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة ومجموعة من الكتاب والصحفيين والإعلاميين وشباب الجامعات وطلاب الكليات العسكرية.
وشاهد الرئيس السيسي خلال الندوة فيلماً تسجيلياً بعنوان "حرب وجود"
حول الجهود المبذولة من القوات المسلحة والشرطة لمواجهة الإرهاب فى سيناء، كما استمع
سيادته إلى مداخلات من كل من الداعية الإسلامي/ الحبيب على الجعفرى والدكتور/ عبد المنعم
السعيد، فضلاً عن الرائد/ كريم بدر أحد أبطال معركة كمين "الرفاعى" بالشيخ
زويد، ووالدة احد شهداء المعركة الملازم أول/ محمد أحمد عبده. كما استمع السيد الرئيس
الى عرض قدمه اللواء محمد فرج الشحات مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع حول
الجهود المبذولة لمكافحة الاٍرهاب على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية .
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن أدهى وسيلة لتدمير الدول هى الإرهاب، مستشهدًا بما حدث في سوريا والعراق وليبيا.
وعلق الرئيس السيسي، على ما عرضه رئيس جهاز المخابرات
والاستطلاع، قائلا انه يعكس حجم المعركة والحرب الضروس التي تتعرض لها مصر.
وأضاف: "ما سمعتموه يمثل حجم ما تتعرض له مصر
ولولا الجهد المبذول لمواجهة تلك المخاطر لأصبحنا مثلما أصبحت دول كثيرة هزمها الارهاب"،
موجها رسالة للمصريين قائلا: "صمدوا وتحملوا يامصريين واعرفوا ان اللى بيستشهد
ابنى لكن مفيش خيار تانى".
بناء مصر
وقال الرئيس السيسي: إن مصر تحارب الإرهاب وتبني وتعمر في نفس الوقت، موجهًا رسالة للجيش والشرطة بأنهم يحمون دولة من الضياع وأمة من التشرذم.
وأكد السيسي على دور الجيش والشرطة العظيم والشريف والمقدس في حماية ربوع الوطن.
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على دور دور الجيش والشرطة في مكافحة الإرهاب، واصفا هذا الدور بأنه دور عظيم وشريف ومقدس.
وأكد الرئيس السيسي أن ولاء المواطنين لبلادهم وليس لشخص الرئيس، قائلا: "إحنا اتكلمنا كتير في الولاء قبل كده.. وليس عندنا ولاء طائفي أو مذهبي وليس لدينا ولاء للرئيس.. ولاؤنا لمصر فقط".
وأضاف، أنه لا توجد أي توجهات مذهبية في القوات المسلحة أو الشرطة، موضحًا أن من يثبت تورطه في ذلك يتم استبعاده.
وقال الرئيس السيسي: إن أفراد الجيش والشرطة مصريون وليس لهم توجهات، مؤكدا أن جيش مصر توجهاته وطنية لا تخدم مذاهب أو توجهات طائفية.
وقال الرئيس السيسي: إن هناك خطة محكمة وكبيرة جدا من أهل الشر لتدمير الدولة.
وقال الرئيس السيسي: نحن في حالة حرب للحفاظ على الدولة حتى لا تكون مثل الدول الأخرى.
وأضاف السيسي، أن التحديات الداخلية ضخمة جدًا والمؤسسات تأثرت بتدعيات الحالة الثورية خلال السنوات الماضية.
وقال: إن التحديات التي تواجهها مصر أكبر من الرئيس والحكومة ومن مؤسسات الدولة.
وأشاد الرئيس السيسي بزيادة الوعي لدى الشعب المصري، وإدراكه أهمية مشاركته في تحسين الوضع الاقتصادى بالبلاد والتطلع لمستقبل أفضل لاسيما في ضوء الجهد المبذول على مدى العامين الماضيين لمواجهة المشكلات المختلفة.
وأكد السيسي أن المصريين يتميزون بالوعي وتحملوا الإصلاحات الاقتصادية.
ووجه السيسي الشكر لجنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة الساهرين على حماية مصر.
بكاء السيسي:
وأكد السيسي أن شهر يوليو الماضي كانت هناك معركة فاصلة ضد تنظيم ما يسمى "ولاية سيناء"، مشيرًا إلى أنه تم القضاء على خطط التنظيم الإرهابي وتصفيتهم وإفشال مخططهم التخريبي في الإعلان عن ولايتهم، مؤكدًا أن المعركة مازلت قائمة وهى فاصلة.
وأجهش الرئيس السيسي بالبكاء خلال مشاهدة فيلم تسجيلي عن الشهيد ملازم أول محمد أحمد، أحد أبطال معركة كمين "الرفاعى" بالشيخ زويد، خلال مشهد خاص برواية والدته عن لحظة استشهاد نجلها.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "أنا بشكرك يا رائد كريم، وأشكر كل صف ضابط وجندى يقوم بمهمة كبيرة في سيناء وكل مكان في مصر.. ناس كتير في مصر ميعرفوش مدى تضحياتكم.. أحب أفكر المصريين أن معركة كمين أبو رفاعى التي وقعت في شهر يوليو لعام 2015 كانت معركة فاصلة، وكان الهدف منها إعلان ولاية سيناء، وكان حجم الهجوم على جميع الكمائن في وقت واحد تقريبًا، وأيضًا حدث تشكيك في هذا الموضوع وقتها، ثم بدأت الحقيقة تظهر بعد إعلان حجم الخسائر والقتلى والدمار الذي ألحق بالقوات".
وأضاف: "أحب أن أقول لكم كلمة وأنا بحاول أستخدم تعبيرات مهذبة، المنطقة التي وقعت فيها المعركة بالكامل كانت رائحة قتلاهم صعبة وكانت معركة فاصلة بين مرحلة ومرحلة، ونحن مستمرون حتى نقضى على تلك المسألة تمامًا إن شاء الله، وأحب أقول للمصريين ولوالدة الشهيد الحاضرة معنا وباقي الأمهات أوجه لكم كل التحية والتقدير والاحترام والإعزاز، أنا لن أعزيكى أن أهنئك لأن ابنك اللي فقدتيه هو عند الله من أجل الدفاع عنك وعن بلاده، وقلت من قبل: إننا على استعداد أن نتلقى الرصاص والنار في صدورنا بدلًا عن المصريين، ده اللى بيقوم بيه الجيش والشرطة وفى الآخر هم أولاد المصريين، أشكرك يا كريم مرة أخرى".
جاء ذلك تعقيبًا على رواية الرائد مقاتل كريم بدر، أحد أبطال معركة كمين أبو رفاعى بالشيخ زويد، الذي فقد فيها إحدى ذراعيه، حيث قدم له الجمهور التحية والتصفيق تكريمًا لمجهوده الكبير.
وتم عرض فيلم تسجيلى يروى تفاصيل استشهاد أحد أبطال معركة كمين أبو رفاعى بالشيخ زويد، وهو الملازم محمد أحمد عبده، وحديث لوالدته عن اللحظات الأخيرة قبل وفاة نجلها في معركته مع العناصر الإرهابية بسيناء، واختتم الرائد كريم بدر كلامه بأنه أراد الاستشهاد في سبيل الله أثناء المعركة.
ووجّه الشكر، للقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان، مؤكدًا أن روحه ودمه ووقته ملك مصر وملك القوات المسلحة المصرية، وأنه على أتم الاستعداد رغم إصابته لتنفيذ أي مهمة أخرى تكلفه بها مصر أو القوات المسلحة.
من جانبه، أكد الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، أن سر قوة الجيش المصري تكمن في وحدته وعدم تعرضه للتشتت مثل الجيوش الأخرى.
وأضاف الجفري أن الجيش المصري قوي؛ لأنه على قلب رجل واحد وهو بطبيعته غير عدواني، ليس من طبعه الاعتداء على الآخرين.
وأكد الداعية الإسلامي أن من أبرز سمات الجيش المصري أنه يعرف مهمته جيدًا، وهى بناء الوطن والعمل على حمايته، ويتحول إلى أسد يزأر عندما يشعر بالخطر على الوطن.
وقدم الجعفري النصيحة لرجال القوات المسلحة والجهاز الشرطي في مصر بالاستمرار في التفاني في العمل وحب الوطن.
وأكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المصرى اليوم، "أن مصر في الوقت الحالي تخوض أكبر حروبها على مدار التاريخ ضد الإرهاب، مضيفا: أن "مصر شهدت حروبا كثيرة ولكن الحرب ضد الإرهاب مختلفة وتعد من أصعبها على الإطلاق".
وأضاف أن الإرهاب لا يقتصر فقط على العمليات الإجرامية التي تحدث في الشوارع والميادين العامة، ولكنها تصدر من أهل الشر، الذين وصفهم الرئيس عبدالفتاح السيسي بجماعات ودول تحاول تدمير الدولة المصرية وتشويه صورتها داخليا وخارجيا.
وقال: إن "أهل الشر يحاولون زعزعة الاستقرار المصري على جميع المستويات ولعل أهمها الاقتصادي والأمني والسياسي، وذلك عن طريق بعض الأكاذيب والأفكار الخاطئة التي تثير الذعر بين المواطنين، وهو ما يسمى بالحرب الإعلامية وهى أهم أذرع الإرهاب لتدمير الدول".