تداولت جبهة القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، محمود عزت، رسالة منسوبة للمرشد محمد بديع، الذي يواجه أحكامًا قضائية وصلت إلى الإعدام، يطالب فيها عناصر الجماعة بالصبر والالتزام بـ"أوامر القيادة"، قائلًا: "التزموا بأوامر قادتكم، وإياكم أن تسمعوا لمثيري الفتنة، فالله حافظكم وناصركم، ثبَّتَنا الله وإياكم حتى يميتَنا وهو راضٍ عنا، غير خزايا ولا مفتونين، ولا مبدِّلين ولا مغيِّرين".
وتُعتبر هذه الرسالة الأولى التي يتضح فيها موقف "بديع" من الأزمة التي تشق صف الجماعة بين القيادات التاريخية والشباب، إذ يبدو فيها "بديع" مؤيدًا لصف "عزت"، على صف الشباب الذي يسعى لما يسمى "التأسيس الثالث".
ورغم عدم تحديد بديع أي القيادات التي قصدها في رسالته (تاريخية أم شباب)، فإنها لقيت حفاوة في أوساط المؤيدين لجبهة "عزت"، فيما تجاهلت النوافذ الإعلامية للشباب تناقلها من الأساس.
من جانبهم مضى الشباب في فكرهم إذ أعلنوا، أمس الأربعاء، عن تدشين نافذة إعلامية جديدة تسمى "ق" من "مقاومة"، معرِّفة نفسها بأنها ستكون جزءًا من الإعلام الذي سينشر ويرسخ قيم "الحرية".
وقال خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية: إن الرسالة يبدو فيها أن "بديع" سينضم لصف محمود عزت، مرجحًا أن يترتب على ذلك أمران، أولهما أن يتراجع جزء كبير من الداعمين لصف الشباب عن دعمهم ملتزمين بقرار المرشد، وهو ما يؤدي إلى انشقاقات لدى الشباب، والثاني أن يقوم الشباب المؤمن بمشروع "التأسيس الثالث" والقائمون عليه بالانشقاق فعلًا عن الجماعة وإقامة تنظيم جديد، بخلاف القائم حاليًّا، بأفكار جديدة مأخوذة من الجماعة الأصلية.
وحذَّر: "سنكون أمام كيانين إخوانيين، ليس لهما قيمة لكنهما يمثلان فكرين متطرفين في المجتمع كلاهما يدعم خيار حمل السلاح".
من جانبه قال طارق البشبيشي، المنشق الإخواني: إن رسالة "بديع" واضحة"، وتنبئ بتوترات جديدة ستشهدها الجماعة خلال الشهور المقبلة؛ لأن "بديع" من خلالها حسَم موقفه بالوقوف إلى صف "عزت" وهو ما قد يستفز الشباب.
ولفت إلى أن الشباب سيكونون أمام طريقين، إما أن يتصدوا لـ"بديع" أو يلتزموا بكلامه، أو يحاولوا التواصل معه؛ للتعرف على رأيه بوضوح وبعيدًا عن الرسائل الضمنية.