السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

رواد المعرض يودِّعونه بالترحُّم على أيام "ماما سوزان"

 معرض الكتاب الدولي
معرض الكتاب الدولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المثقفون لم يقف الغلاء عائقًا أمامهم.. والروايات الأكثر مبيعًا.. تضخم في الكتب دون محتوى هادف
شهد معرض الكتاب الدولي في الدورة 48 إقبالًا كثيفًا من رواد المعرض، لكن تختلف تلك الدورة عن سابقتها من الدورات المنقضية في السنوات الماضية، ليشهد المعرض عددًا كبيرًا من الزوار على سبيل الترفيه، في مقابل تراجع أكبر من حيث شراء الكتب؛ نظرًا لارتفاع الأسعار، والتضخم في معظم المعروض من الكتب دون محتوى هادف.
ذهبت "البوابة نيوز" لمعرض الكتاب وعملت جولة مع رواد المعرض، واقتربت من مديري التوزيع لدُور النشر والتوزيع، ليُجمع "الباعة والرواد" على التراجع عن الشراء بنسبة كبيرة عن الأعوام الماضية، ويتفقوا على أن السبب وراء ذلك هو "الأسعار المُبالَغ فيها"، والتي لا دخلَ لأحدهم بها، فالسبب يرجع لزيادة أسعار الورق والأحبار والطباعة، ليقف أغلب رواد المعرض مكتوفي الأيدي دون شراء ما رغبوا فيه من الكتب، ليضطر المثقفون ودارسو الماجستير للشراء.
وشهدت عدسات "البوابة نيوز" أثناء جولتها بمعرض الكتاب، أعدادًا كبيرة من الزوار، يفترشون الحديقة المُلحَقة بالمعرض يتناولون الأطعمة والمشروبات، وتكدسًا أكبر من الزوار متجمعًا أمام الفقرات الترفيهية التي نظّمها السيرك، وأعداد أكبر ربما شُغلوا بـ"السيلفي" وسط حديقة المعرض.
"أسعار الكتب في العام الماضي بالمعرض كانت على قد الإيد، ونظرًا لارتفاع الأسعار المُغالَى فيها اشتريت في أضيق الحدود، بينما اضطريت لشراء كتب تخص رسالة الماجستير التي أدرسها، ونظرًا لعشقي للكتب الإسلامية اشتريت كتابين لـ"مصطفى حسني" و"عمرو خالد" بـ50 و40 جنيهًا. هكذا قالت "مريم علوان".
وأشار أحمد خليل، مدير مؤسسة بداية للنشر والتوزيع، إلى أن المعروض من الكتب ضخم جدًّا دون محتوى هادف، فضلًا عن تكرار عناوين أسماء ومحتوى الكتب، وعلَّق قائلًا: "كل اللي يجي على باله فكرة يعملها كتاب".
وأضاف: "الأسعار زعلت الناس وهما مش مستوعبين إننا مالناش ذنب، وده بيرجع لارتفاع أسعار الورق والطباعة والعمالة والنقل والأجور، وبالتالي ينعكس على سعر الكتاب".
وأكد أن كتب الكتاب العظماء لم تلقَ إقبالًا من الشباب، مثل "مصطفى المنفلوطي، وصادق الرافعي، ومصطفى أمين، ومصطفى محمود، والعقاد ونجيب محفوظ، وقاسم أمين، وغيرهم من العمالقة، رغم توفير طبعات شعبية بأسعار قد تكون في متناول الجميع، وأرجع ذلك ربما لانحدار الذوق والثقافة العامة، بينما ظل "وليام شكسبير هو كاتب كل عصر حيث شهدت مسرحياته إقبالًا كبيرًا.
من جهته أشار أحمد عبدالمنعم، مدير توزيع بدار "سما" للنشر والتوزيع، إلى أن الدار راعت الظروف الاقتصادية بعمل خصم على الكتب ليصل بعض الكتب لسعر 15 جنيهًا، فضلًا عن عمل عروض خاصة بخصومات مميزة مثل بيع "3 كتب تنمية بشرية" بـ40 جنيهًا، مع ثبات أسعار بعض الكتب الصادرة العام الماضي، مثل رواية "رحمة" للكاتبة ميسون سرور سعرها 70 جنيهًا، بينما الجزء الثاني للرواية بـ55 جنيهًا، فيما أرجع ذلك إلى أن الدار حدَّدت هامش ربح بسيطًا؛ نظرًا لأنها المسئولة عن نشر وتوزيع إصداراتها، وربما وصلت أسعار بعض الكتب لـ7 جنيهات بعد الخصم.
وذكرت علا فوزي، ماجستير علم النفس، أن الأسعار بالمعرض صدمتني، فأقل سعر كتاب 25 جنيهًا، وربما يكون سور الأزبكية هو الحل الأمثل للجوء إليه في حالة سد حاجاتي من الكتب العلمية لرسالة الماجستير، حيث إن الأسعار على "قد الإيد". 
"أكثر الروايات سحبًا وتعتبر دون مضمون هادف، هي التي لقيت دعاية على مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك، مثل "شكلها سافرت"، "مطلوب حبيب"، "لك لن أنسي"، "الأسود يليق بي"، وغيرها من الروايات التي يطلبها "الشباب الصغير في سن المراهقة، حسبما أوضح محمود مسئول مبيعات بإحدى دُور التوزيع.
وذكر محمد يونس، مسؤل مبيعات، أن الأكثر مبيعًا هي كتب التنمية البشرية والروايات بين الشباب، بينما كبار السن نادرًا ما أجدهم يقبلون على الشراء، إلا المضطرين منهم كأساتذة أو ربما أطباء.
فيما أوضح أحمد إبراهيم، مسئول مبيعات بدار "ن" للنشر، أن "اللي بيحب القراية واللي مولود مثقف، هو اللي بيشتري الكتب رغم ارتفاع أسعارها، أيًّا كانت طبقته الاجتماعية".
وفي السياق نفسه أشار محمد فهمي، من رواد المعرض، قائلًا: القراءة في دمي، ولذلك عملت جمعية استعدادًا لشراء ما أرغب به من كتب، ولم أنكر ارتفاع الأسعار عن كل عام، لكن لم يعقني الغلاء عن الشراء.
"بدرس علاج طبيعي، وفي حاجة لشراء كتب علمية تساعدني بالدراسة، فضلًا عن رغبتي في شراء كتب ترفيهية وروايات تكسر ملل الحياة و(المُود) الذي وصلنا له، وأطالب وزير الثقافة بتوفير الكتب العلمية والثقافية والترفيهية أيضًا لتكون في متناول الجميع، لتختتم "ميرنا مينا" كلماتها: "فين أيام ماما سوزان".
"لو الأسعار مناسبة هشتري، ولو لم تكن في متناول يدي، مش مهم روايات ولا قصص رعب، كما قالت سلمى مجدي بابتسامتها الطفولية.
وقالت ميادة فهمي: إنها معتادة زيارة المعرض كل عام، لشراء كتب تثقيفية لها وأخرى لأبنائها، لتُفاجأ بأن أسعار كتب الأطفال مهولة- على حد قولها، لذلك اكتفت بـ4 كتب، وصرفت نظر عن شراء كتب أطفال واكتفت فقط بأن تشاهد طفلتها الصغيرة فقرة السيرك".
وأبدت "بسملة حسن"، في الصف الأول الإعدادي، استياءها حيث لم تجد ما يناسب عمرها من كتب تحمل أفكارًا تناسب عقليتها وحبها للعلوم، وذكرت أنها بحثت كثيرًا عن نوعيات كتب معينة ولم تجدها، فضلًا عن رغبتها المُلحّة في "كتب لعلوم الفضاء" لكن دون جدوى.
بدأ محمد إبراهيم كلماته بـ"هذا موعد الغذاء ومش هاكل لأن الوجبة بـ30 جنيه، وما بحصلهمش في اليوم" هنتظر لمّا أرجع البيت"، بائع كتب أطفال بالمعرض، أكد أن هذا العام شهد ركودًا كبيرًا بسبب الزيادة التي ربما وصلت لـ70% في الأسعار بعد تعويم الجنيه، مؤكدًا أن الأُسَر لم يقبلوا على شراء كتب أطفال أو السيديهات العلمية واكتفوا بالكتب المدرسية، قائلا: ما أتينا به محملين من بضاعة للمعرض سنعود به على الشركة ثانية.
وراقبت "البوابة نيوز" رواد المعرض عند بوابة الخروج لتجد القليل من الرواد قد اشتروا كتبًا، والأكثر منصرف من أرض المعرض ويداه فارغتان مثلما دخل، وربما خرج ببالونة لطفله، أو زجاجة مياه فارغة كانت زادًا له أثناء جولته بالمعرض.