ثمة خلط شائع بين مفهومي العروبة والإسلام، ويرجع ذلك الخلط إلى حقيقة أن أغلبية العرب مسلمون، مع أن تلك الحقيقة تتناقض تناقضًا جوهريًا مع ذلك الخلط. حيث تتعارض العروبة بمفهومها الجغرافي والحضاري والتاريخي مع مفهوم الإسلام كديانة عالمية ينتشر معتنقوها في أرجاء العالم.
يبلغ عدد سكان دول العالم الإسلامي حوالي 1,361,441,883 نسمة منهم حوالي 940 مليونًا من السُنة، و120 مليوناً من الشيعة، ويمثل المسلمون حوالي 22.7% من مجموع سكان العالم، في حين يمثل المسيحيون حوالي 33%، منهم حوالي 968 مليوناً من الكاثوليك، وحوالي 360 مليوناً من البروتستانت، وحوالي 218 مليونًا من الأرثوذكس. كما يمثل الهندوس حوالي 15%، والبوذيون حوالي 6%، ومن لا ينتمون لدين ما حوالي 14% من سكان العالم. توثيق
أما في ما يتعلق بالعالم العربي، فإن الأغلبية العظمى من أبناء العالم العربي من المسلمين، ولكنه يضم ضمن أبنائه أيضًا جماعات من المسيحيين واليهود، والصابئة، والبهائية. فضلاً عن ديانات وثنية. ورغم انتماء الأغلبية العظمى من المسلمين في العالم العربي للمذهب السني، فإنه إلى جانب تلك الأغلبية يوجد أتباع المذهب الشيعي بتنوعاته المختلفة من اثني عشرية، وزيدية، وإسماعيلية، فضلاً عن الدروز، والعلويين، والأباضية.
كذلك، فإن المسيحيين العرب ينتمون إلى طوائف عدة فمنهم البروتستانت، والروم الأرثوذكس، وأتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، والكنيسة اليعقوبية الأرثوذكسية السورية، والكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية، والكنيسة الكاثوليكية الغربية في روما، والكنيسة الكاثوليكية اليونانية، والكنيسة الكاثوليكية السورية، والكنيسة الكاثوليكية الأرمنية، والكنيسة الكاثوليكية القبطية، والكنيسة الكاثوليكية الكلدانية، والكنيسة المارونية. كذلك، فإن اليهود العرب منهم اليهود الربانيون الأرثوذكس، واليهود الفراءون، واليهود السامريون.
و يقدر عدد من لا يدينون بالإسلام من أبناء المنطقة العربية بحوالي 20%. فإذا كانت أغلبية العرب من المسلمين، فإنه من الخطأ القول إن جميع أو حتى أغلبية المسلمين عرب، ويكفي أن نلقي نظرة سريعة إلى توزيع المسلمين في العالم لكي يتضح لنا الأمر.
يعد العالم الإسلامي أحد أهم مكونات التقسيمات العالمية جغرافياً وسكانياً، وتتوزع دول العالم الإسلامي على أربع قارات، إلا أنها تتركز أساسًا في قارتي أفريقيا وآسيا. حيث يوجد في الأولى 26 دولة، وفي الثانية 27 دولة، إضافة إلى دولتين في أمريكا الجنوبية وواحدة في أوروبا. وتبلغ مساحة دول العالم الإسلامي حوالي 32 مليون كم2، أي ما يقارب ربع مساحة اليابسة التي تبلغ حوالي 149 مليون كيلو متر مربع، وتحيط به حدود برية تقدر بحوالي 168,760 كم. أما أكبر دول العالم الإسلامي مساحة فهي كازاخستان، التي تصل مساحتها إلى حوالي 2,717,300 كيلو متر، وتقع في المرتبة الحادية عشرة في ترتيب دول العالم من حيث المساحة، تليها السودان [قبل انفصال جنوبها] 2,505,810 كم2، فالجزائر 2,381,740 كيلو متر مربع. أما أصغر دول العالم الإسلامي مساحة فهي المالديف (300 كم2)، فالبحرين (620 كم2)، ثم جزر القمر (2170 كم2).
وأكثر الدول الإسلامية تعدادًا هي أندونيسيا (حوالي 225 مليون نسمة)، تليها باكستان (حوالي 142 مليونًا)، ثم بنغلاديش (حوالي 129 مليونًا). ويشكل مجموع سكان هذه الدول الثلاثة ما نسبته 36% من مجموع سكان العالم الإسلامي. أما أقل الدول الإسلامية عددًا فهي المالديف (حوالي 301 ألف نسمة)، تليها بروناي (حوالي 336 ألفاً)، ثم سورينام (حوالي 431 ألفاً).
و بتوزيع سكان العالم الإسلامي على القارات نجدهم يتمركزون أكثر في آسيا، حيث يبلغ عددهم حوالي 852 مليون نسمة، ثم في أفريقيا ويبلغ عددهم حوالي 438 مليونًا. ومن بين الدول الأربعين الأكثر سكاناً في العالم عشرة دول إسلامية، منها: أندونيسيا في المرتبة الرابعة، وباكستان في المرتبة السابعة، ونيجيريا في المرتبة العاشرة.
لقد وصل تعداد السكان المسلمين في بداية القرن الواحد والعشرين حوالي ملياري نسمة، منهم حوالي 65% يسكنون الدول الإسلامية، والباقي يقيم في دول غير إسلامية كأقليات، أو في دول يمكن اعتبارها إسلامية ولكنها لم تنضم بعد إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، مثل البوسنة والهرسك، أو في دول لا تعتبر نفسها إسلامية رغم أن المسلمين يشكلون فيها نسبة عالية من السكان، مثل أريتريا وإثيوبيا.
Kadrymh@yahoo.com