لن أتوقف أو ينتابنى اليأس أو الخوف من تناول الحديث عن المؤامرة التى تعرض لها الشرق الأوسط ومصر، وسأظل أجمع كل ما قيل عنها على ألسنتهم أنفسهم، وفى عقر ديارهم من سنوات عديدة سواء قبل التنفيذ أو وقت أن كانت مجرد مخططات داخل الغرف المغلقة، وما يحزننى أننا لا نأخذ حذرنا ولا نتخذ التدابير الاحترازية، ودائما نكون رد فعل ولولا عناية الله والدولة العميقة التى كانت تدرك وتعلم الأمر منذ التخطيط له، وتعاملت بمنتهى الدهاء والهدوء لكانت مصر لاقت نفس مصير الدول الأخرى، وأغلب الشعب المصرى أدرك حجم المؤامرة بعد فوات الأوان، وبعد عام من حكم الإخوان، رغم أن هناك من ينكر أن هناك مؤامرة من الأصل، لذا استوجب على كل من هو صاحب قلم أن يقول الحقيقة ويضع الضوء على أبعاد وتفاصيل المؤامرات التى تم وضعها، والتى لا تزال تحاك لنا ذلك واجب وفرض، وقبل البداية فى سرد المقال أريد أن أحكى لكم قصة مؤثرة، وهى قصة حقيقية حدثت وبدايتها أن هناك قرية أهلها قد خُصِّص لهم بئر يشربون منها، ولا توجد سواها فى القرية بأكملها وفى يوم من الأيام قاموا بإنزال الدلو فى البئر فجاء الحبل بلا دلو، وكرروا المحاولة وفى كل مرة يتكرر نفس الشيء، فأصابهم الخوف والرعب والعطش وعجزوا عن استخراج الماء حتى يفى باحتياجاتهم وأصبح الأمر مزعجًا، وظنوا أن البئر أصبحت مسكونة من الجن، واجتمع كبار القرية وقرروا أنه يجب أن ينزل أحد من أهل القرية داخل البئر، ليعرف حقيقة الأمر، ولكن الجميع أصابه الخوف من النزول واحتمال الموت، فتبرع أحدهم لتلك المهمة ولكنه اشترط عليهم أن يأتوا بأخيه ويمسك معهم الحبل الذى سوف يتم ربطه به، فاندهش أهل القرية من الشرط والطلب، لأنهم جميعا أقوياء البنية، فلماذا يشك فى قوتهم الجسمانية وقدرتهم على أن يمسكوا بالحبل المربوط فيه؟! بالإضافة إلي أن أخاه غائب عن القرية وهم فى أشد الاحتياج للماء، ولكنه أصر على طلبه ووافق أهل القرية وأرسلوا وجاءوا بأخيه ليمسك معهم الحبل ونزل الرجل فى غياهب البئر، فاكتشف أن هناك قردًا يعيش داخله فى فجوة فى الصخور، وهو الذى يقوم بفك الدلو من الحبل، فحمل القرد على رأسه دون أن يخبرهم وأعطى لهم إشارة بالحبل مرتين، ليقوموا بسحبه، فلما اقترب من فم البئر وجدوا منظرًا مرعبًا ووجهًا ليس للرجل الذى نزل، فظنوا أنه مسخ من الجن أوالعفاريت فتركوا جميعًا الحبل وفروا هاربين، ولم يتبق سوى أخيه ممسكًا بالحبل بمنتهى القوة والثبات الذى ازداد بعد أن تركه الجميع خوفًا من أن يموت أخوه، وسحب الحبل حتى أخرجه يحمل القرد فوق كتفيه وأدرك الجميع حينئذ لماذا طلب أن يكون أخوه من ضمن من يمسك بالحبل المربوط فيه وإنه لولاه لكان مات. والشاهد والعبرة هنا يؤكد قول الله تعالى «سَنَشُدُّ عَضُدَك بِأَخِيك»، لذا وجب علينا جميعا أن نتوحد ونقف يدًا واحدة فى مواجهة جميع الأزمات مهما كانت شديدة وعصيبة فالاتحاد قوة، يد الكل خير من يد الفرد، وبذلك سوف نتخطى جميع الصعاب والشدائد والمِحَن وكل الأحداث الماضية أكدت وأثبتت ذلك، فما من مرة كنا يدًا واحدة وقلبًا واحدًا، إلا وعبرنا وتقدمنا وقاومنا كل المكائد والمخططات فى الداخل والخارج، نواصل فتح ملفات المؤامرة على مصر والشرق الأوسط وقد تناولنا فى مقال سابق الكتاب الذى قام بتأليفه كاتبان فرنسيان، ونكمل ما جاء فيه بعد أن نذكركم بنبذة عنه، قام اثنان من كبار صحفيى التحقيقات فى فرنسا الكاتبان الفرنسيان نيكولا بو ـ جاك مارى بورجيه، بنشر كتاب بعنوان «قطر هذا الصديق الذى يريد بنا شرًا» يتضمن الكتاب مجموعة كبيرة من المعلومات والأسرار والتفاصيل والمقابلات لمسئولين كبار، وكل ما جاء فيه يكشف المؤامرات التى حيكت للشرق الأوسط فى الغرف المغلقة، وتم ترويجها تحت مسمى الربيع العربى، وجاء بالكتاب شرح تفصيلى عن حجم الاستثمارات القطرية الهائلة فى فرنسا، وكيف أن القادة القطريين قد قاموا بشراء معظم رجال السياسة وإغراء الرئيس السابق ساركوزى والحالى فرانسوا هولاند بتلك الاستثمارات، وأن تكون ورقة ضاغطة عليهم وقاموا بتوظيف وزير الخارجية السابق دومينيك دوفيلبان محاميًا لهم، وبالمقابل يشيران إلى بداية الغضب الفرنسى الفعلى من قطر بسبب اكتشاف شبكات خطيرة من التمويل القطرى للجهاديين والإرهابيين فى «مالى» ودول أخرى. وأكد الكاتبان أنها شبكة هائلة من المصالح قد جعلت قطر تسيطر على القرار الفرنسى والتحكم به، وتشترى كل شيء بأموالها بما فى ذلك مؤسسة «الفرانكفونية»، ولكن كل ذلك قد لا ينفع طويلًا، صحيح أن قطر قد اشترت فى فرنسا كثيرا من المصانع والشركات والعقارات والفرق الرياضية، إلا أن هولاند الذى أنقذت الشيخة موزة أحد أبرز مصانع منطقته الانتخابية، قد تجنب زيارة قطر فى أولى زياراته الخارجية، حيث ذهب إلى السعودية ثم الإمارات ومن الأمور اللافتة للنظر فى صفقات المال والأعمال أن رفيقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وأثناء مشاركتهما فى قمة دول مجموعة الثمانى فى واشنطن، أهدت زوجة الرئيس الأمريكى حقيبة يد من ماركة «لوتانور» أى ماركة لاسم المصنع الذى أنقذته الشيخة موزة، فارتفعت فجأة مبيعات المصنع، وقد التقى الكاتبان خلال الإعداد والتجهيز للكتاب بعشرات المسئولين الفرنسيين والأمريكيين والعرب، وكان من ضمن هؤلاء «أسماء» مطلقة الشيخ القرضاوى وقال عنها: من بين هؤلاء السيدة الجزائرية التى أصبحت عضوًا فى مجلس الشعب فى بلادها والتى تحدثت عن القرضاوى قائلة: بالنسبة لى فإنه كان وسيلة ضغط وقد زار إسرائيل سرًا فى بداية عام ٢٠١٠ وحصل على شهادة تقدير من الكونجرس الأمريكى، ودليلى على أنه عميل هو أن اسمه ليس موجودا على لائحة الشخصيات غير المرغوب فيهم فى الولايات المتحدة، وأنه دائم التواجد والاتصال بالإدارة هناك، من المؤكد أن ذلك الكتاب أثار ضجة كبيرة فى فرنسا والخارج وهو يُعَد واحدًا من سلسلة إصدارات متوفرة فى المكتبات الفرنسية كشفت وفضحت الكثير من المؤامرات والتفاصيل والقرارات السياسية التى اتخذت بين فرنسا وقطر، وكانت خلفيتها مصالح مالية مشتركة ضخمة، وأكدت أن المشروع الخطير الذى وقف خلف مؤامرة الربيع العربى فى الشرق الأوسط، كانت قطر إحدى الأيادى المنفذة والمحركة للأحداث به وأن المال هو السيد المتكلم والتحكم فى فرنسا على مدى الأعوام الأخيرة، وتلك تعتبر كارثة لبلد يتشدق بشعارات الحرية والعدل والمساواة.. وللحديث بقية.
آراء حرة
كشف المستور
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق