سعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء إلى اكتشاف ما تطلعت إليه تركيا خلال أول اتصال هاتفي جرى يوم أمس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، لاسيما وأنه لم يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية للمحادثة.
وقالت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن هذا الاتصال لطالما ترقبته تركيا؛ حيث تزداد التوقعات بأن أردوغان سعى من خلاله للضغط على الرئيس الأمريكي الجديد من أجل رفض مقترحات البنتاجون بتسليح المقاتلين الأكراد في سوريا، بجانب تسليم رجل دين تركي منفي في ولاية بنسلفانيا وتعتبره تركيا عدوا لها.
وأضافت الصحيفة "أن ترامب ربما فضل تغيير الموضوع؛ حيث يقول محللون إن تلبية أيا من هذه المطالب قد يمثل مشكلة بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما يختبر العلاقة بين الرجلين والتي عُلقت عليها منذ أشهر آمالا كبيرة وغلفتها الإعجاب المتبادل".
وأشارت إلى بيان البيت الأبيض عقب الاتصال؛ حيث ذكر أن الزعيمين ناقشا "الالتزام المتبادل بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، كما أن ترامب أكد دعم الولايات المتحدة لتركيا باعتبارها شريكة استراتيجية وحليف مهم في حلف الناتو، ورحب بمساهمات أنقرة في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش الإرهابي".
وأوضحت الصحيفة أن ترامب أشاد بمصطلحات إيجابية –خلال حملته الانتخابية- بتعامل أردوغان مع محاولة الانقلاب الفاشلة التي هزت تركيا الصيف الماضي، كما تحدث بتفاؤل عن العلاقات الثنائية، معبرا عن أمله في أن تستطيع تركيا فعل المزيد حيال تنظيم داعش على حد تعبيره.
وأردفت الصحيفة تقول:"إن أردوغان أشاد، من جانبه، بإنتخاب ترامب، موجها إليه على نحو سريع دعوة لزيارة تركيا، وأخيرا، قرر الرئيس التركي تجنب انتقاد قرار ترامب بفرض حظر مؤقت على سفر المهاجرين والمسلمين من سبع دول إسلامية - على الرغم من أن أردوغان قائد مسلم لدولة ذات أغلبية مسلمة ولطالما تحدث في الماضي وبقوة ضد النظرة المتحيزة ضد المسلمين".
مع ذلك، استطردت الصحيفة الأمريكية تقول:"إنه عندما يتعلق الأمر بأكثر المطالب الملحة بالنسبة لتركيا،فإنه سيكون من الصعب للغاية على ترامب أن يظهر المزيد من المرونة.لا سيما وأن البنتاجون لايزال بحاجه إلى أسابيع إضافية من أجل تلبية أوامر ترامب بمراجعة الاستراتيجية الأمريكية لهزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا".
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين ضغطوا مرارا على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من أجل تسليح المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بشكل مباشر لتجهيزهم لمعركة تحرير الرقة، العاصمة الفعلية لتنظيم داعش، غير أن تركيا لطالما حذرت من أنها تعتبر أكراد سوريا يعملون لصالح حزب العمال الكردستاني المحظور داخل تركيا، والذي تدرجه كلا من تركيا والولايات المتحدة على قوائم الإرهاب.