أعلن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، أن جماعة الإخوان بصدد إجراء مراجعات شاملة، لطريقة تعاملها مع الدولة، وطريقة تعاطيها مع المتغيرات الحالية، يأتى ذلك فيما يسعى عدد كبير من شباب الإخوان الموجودين فى السجون المصرية للتوقيع على المراجعات الفكرية للجماعة، أو ما يعرف بـ«إقرارات التوبة» كمحاولة وساطة مع النظام والدولة، للخروج مرة أخرى من السجون للعودة إلى الشارع من جديد.
وتهدف المراجعات للسير على نهج عدد من قيادات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية فى عدد من البلدان العربية، والتى قامت بمراجعات فكرية للتخلى عن العنف، ومن أبرز تلك الرموز التى قامت بنشر مراجعات فكرية لها راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسي، وجمال حشمت، القيادى بالجماعة، والمفكر أحمد الريسينى.
دعوة الغنوشي، لم تلق التأثير القوى لدى الشارع وقيادات بالجماعة نفسها، حيث قلل منشقون عن جماعة الإخوان من تأثير تلك المراجعات لأنها لا تصب فى المحاور الرئيسية التى تعتمد عليها الجماعة حول فكرة العنف.
أكد سامح عيد القيادي، المنشق عن جماعة الإخوان، أن تلك المراجعات ما هى إلا اعتراف بالأخطاء السياسية التى قامت بها الجماعة، وأنها تدفع بالشباب مرة أخرى من السجون للترويج لتلك الفكرة، مضيفا فى تصريح لـ«البوابة» أن مجموعة الشباب الذين يقدمون أنفسهم لتلك المرجعات لم يتخلوا عن الأفكار الرئيسية المتعلقة بتطبيق الشريعة ومواجهة الدولة، وهو ما يؤكد أنها نوع من الاستقطاب السياسى للدولة المصرية، يرجع لدخول الكتلة الصلبة من الإخوان والمعروفة بالعنف فى مواءمة سياسية لتبريد الموقف المصرى تجاه الإخوان. طبقا للتغيرات الإقليمية التى تفرضها بعض الدول الداعمة للتنظيم، والتى من بينها تركيا وقطر.
وتابع: «الإخوان دخلوا معركة خاسرة على المستوى السياسى والإقليمى أجبرتهم على التخلى عن العنف الآلي، والمباشر وليس التخلى عن فكرة العنف ذاتها، لتحويل الهزيمة المؤقتة إلى نصر مؤجل، وأن نسبة صغيرة منهم ستظل متمسكة بالعنف المباشر فى مواجهة الدولة المصرية ولن تتخطى نسبتها ٥٪».
فى السياق ذاته قلل طارق أبوالسعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، من فكرة «إقرارات التوبة» التى تسعى لها جماعة الإخوان والموالين لها. مؤكدًا أنه عمل بلا مضمون، يصب فى إطار التراجع السياسى للجماعة، كمحاولة للتلون أمام العالم، خاصة فى ظل الحرب الشرسة التى تعلنها الإدارة الأمريكية الجديدة على الجماعة.