شهدت قاعة صلاح عبدالصبور بمعرض الكتاب ندوة بعنوان «صلاح عبدالصبور ناقدا ومترجما»، شارك فيها بعض النقاد والمترجمين، هم «عزوز على إسماعيل، وفاطمة الصعيدى، ومنار عمر» وأدارها الكاتب محمد بربرى، بديلا عن الشاعر رفعت سلّام الذى تقرر مشاركته فى منصة الندوة.
الندوة التى تعد استكمالا لندوات سابقة خلال تلك الدورة من المعرض، ومنها «المسرح الشعرى عند صلاح عبدالصبور» و«صلاح عبدالصبور مثقفا»، قدمها البربرى، معطيا الكلمة للمنصة حسب الترتيب الأبجدى، لتذهب الكلمة لـ «د. عزوز على إسماعيل» الذى قال: إن صلاح عبدالصبور كان مثقفا ومبدعا وقارئا واعيا، مؤكدا أن تلك المؤهلات هى التى تلزم الناقد أو المترجم، مضيفا أن صلاح عبدالصبور كان أيضا مؤرخا وخصوصا فى كتابه «أقول لكم» الذى أرخ فيه للأدباء العرب ومنهم طه حسين فى روايتيه «دعاء الكروان» و«الحب الضائع»، ووصف عزوز «دعاء الكروان» أنها تعبر عن العلاقات العاطفية فى ريف مصر، فيما تعد «الحب الضائع» أول عمل أدخل الرومانسية المعروفة فى الغرب إلى مصر.
وأضاف عزوز، أن صلاح عبدالصبور لم يكن أول مؤرخ أدبى فى مصر، فمن قبله كانت جماعة الديوان وعلى رأسهم عباس العقاد، مؤكدا أن نقد جماعة الديوان كان نقدا هادما لا بناء، على عكس صلاح عبدالصبور الذى كان مجتهدا باحثا عن الحقيقة.
من جانبها وصفت د. فاطمة الصعيدى صلاح عبدالصبور أنه كان ناقدا واعيا، واستشهدت بما كتبه صلاح عبدالصبور عن مسرح شوقى، مضيفة أن صلاح عبدالصبور كان منصفا للأدباء ينسب كل شيء لصاحبه الأصلى، مشيرة إلى ثقافته العالية التى كونها منذ الصغر حيث قرأ للمنفلوطى وقرأ أيضا «الأرواح المتمردة» و«الأجنحة المتكسرة» لجبران خليل جبران إضافة إلى أعمال جبران التى ترجمها للعربية «ميخائيل نعيمة» ومن خلالها تعرف على تأثر جبران بالفيلسوف العدمى «نيتشه» فقرأ له «هكذا تكلم زرادشت»، وانتهت إلى أنه كان باحثا عن المعرفة، من خلال القراءة لمعظم أدباء العالم باختلاف جنسياتهم، وذلك بعد إحاطته بالتراث العربى.
من جانبها أكدت المترجمة د. منار عمر أن صلاح عبدالصبور لم يكن مترجما فقط، بل متأثرا ومتفاعلا حيا بمن يترجم له، وخصوصا «تى اس اليوت» الأديب الإنجليزى المعروف الذى ترجم أعماله صلاح عبدالصبور، مؤكدة أن أعمال «تى اس اليوت» ترجمت مرات عديدة، وهذا على حد تعبيرها محاولات من رؤى مختلفة لفهم الشاعر الإنجليزى، والغوص أكثر فى فلسفته، وأشارت إلى تأثر عبدالصبور بـ «اليوت» فى أعماله الخاصة مثل ليلى والمجنون، مؤكدة أن ترجمة الشعر هى أصعب أنواع الترجمة، وأنهت مشيرة بأن صلاح عبدالصبور كان مترجما كبيرا مثلما كان شاعرا كبيرا، وتم إنهاء الندوة بفتح باب المداخلات.