عبدالحكيم قاسم أحد رواد جيل الستينيات الأدبى، الذى مر بمعاناة إنسانية كبيرة نظرا لفترات اعتقاله وسنوات المنفى، حيث اعتقل فى ٢٦ ديسمبر من عام ١٩٥٩ بتهمة الانتماء للحزب الشيوعى المصرى، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات قضاها بسجن الواحات، وأفرج عنه فى ١٤ مايو عام ١٩٦٤، ليعمل بعد تخرجه فى مكتبة «ركسان» أرملة شهدى عطية الشافعى. فيما بعد وتحديدا فى منتصف السبعينيات سافر إلى برلين، عام ١٩٧٤ للمشاركة فى ندوة أدبية، لتمتد إقامته بها قرابة الإحدى عشر عاما، شرع خلالها فى الإعداد لأطروحة الدكتوراه عن الأدب المصرى، وتحديدًا عن جيل الستينيات، ذلك الجيل المتمرد على قواعد الكتابة الكلاسيكية.
كان قاسم يود أن يكتب أطروحة عن معاناة جيله وتفرده الإبداعى، أطروحة نقدية عن إبداع «إدوار الخراط وإبراهيم أصلان،وصنع الله إبراهيم، وجمال الغيطانى وسعيد الكفراوى»، لكنه بسبب سوء أوضاعه المالية اضطر إلى العمل حارسًا ليليًا لكى ينفق على عائلته، حتى عاد إلى مصر سنة ١٩٨٥.
بدأت مسيرة عبدالحكيم قاسم الأدبية ١٩٥٧ عندما كتب أول قصة له بعنوان «العصا الصغيرة» واشترك بها فى مسابقة نادى القصة بالقاهرة لكنها رُفضت، لكن بدايته الحقيقية كانت خلال فترة السجن، حيث كتب روايته «أيام الإنسان السبعة» التى صدرت فى عام ١٩٦٩ وترجمت إلى الإنجليزية عام ١٩٨٩.
كما نشرت أولى قصصه «الصندوق»، فى مجلة الآداب البيروتية عام ١٩٦٥، ثم تتابع النشر بعد ذلك فى مجلة «المجلة» القاهرية، التى كان يشرف عليها الأديب يحيى حقى فى منتصف الستينيات من القرن الماضى، وصدرت له روايته «محاولة للخروج» عام ١٩٧٨، ثم مجموعته القصصية «الأشواق والأسى»، والتى ضمت تسع قصص عام ١٩٨٤.
كما صدر له فى كتاب الهلال حكايات للأطفال بعنوان «الصغيران وأفراخ اليمامة» عام ١٩٩٠م، كما صدرت مجموعته القصصية «ديوان الملحقات» فى سلسلة مختارات فصول، وصدر بعد رحيله فى العام ١٩٩١ كتابه «الديوان الأخير» عن دار شرقيات الذى ضم ١٧ قصة قصيرة، وعدة فصول من روايته التى لم تكتمل «كفر سيدى سليم» والمسرحية الوحيدة التى كتبها لإذاعة البرنامج الثانى عام ١٩٨٨ «ليل وفانوس ورجال»، وصدر له كتاب «كتابات نوبة الحراسة - رسائل عبدالحكيم قاسم» والذى يضم مراسلات ورسائل عبدالحكيم قاسم التى كتبها بخط يده.