لا أسعى للشهرة ولا أحبها.. وأخشى «داعش» كما يخشاه العالم
نساء العراق لهن دور كبير فى بناء دولتنا.. و«الدليمى» و«نازك» و«لميعة» أبرزهن
جمانة ممتاز، شابة عراقية عشرينية استطاعت خلال الفترة الأخيرة أن تصبح نجمة الإعلام العالمى بلا منازع، بسبب مجهوداتها فى مدينة الموصل لتوعية المواطنين بمخاطر تنظيم داعش الإرهابى، ونقلها أخبار مدينتها للعالم، ليس هذا فحسب بل ساهمت جمانة ممتاز أيضا فى إنقاذ عدد كبير من الأطفال الذى جندهم داعش لصفوفه من خلال إعادة تهيئتهم من جديد كى يمارسوا طفولتهم دون أن يتحولوا لأسلحة فى أيادى التنظيم الإرهابى.
جمانة ممتاز قالت لـ «البوابة»:» أعمل فى مجال الإعلام مراسلة ومقدمة برامج وناشطة فى مجال حقوق الانسان، حاصلة على بكالوريوس لغة إنجليزية من جامعة بغداد، دورى يتمثل فى نقل الخبر والمعلومة، لكنى مهتمة أكثر بتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية فى الأخبار ومؤخرا، حاولت إيصال صوت أهالى الموصل للعالم، لكنى أبقى فردا من مجموعة كبيرة من الشباب العراقى المهتم بوضع البلد ومجريات الأحداث، ممن يرفعون راية السلم الأهلى والتركيز على ثقافة التعايش.
عن مواجهتها لأفكار تنظيم «داعش» الإرهابى، أكدت جمانة، أنها تسعي لخلق حالة من التهدئة وفتح جسور الحوار، والإصغاء للآخر، عبر تبنى الخطاب العقلانى الإنسانى، وعبر التوعية، وأنها تحاول إيصال صوت أهالى الموصل إلى العالم، وما تعرضوا له فى فترة الاحتلال الداعشى، وما دفعوه من ثمن غال ، وما قدموه من شهداء، وضحايا، ومفقودين، وما عانوه من تشريد وتهجير، إضافة إلى معاناة أطفالهم، و مئات الجرحى فى البيوت أو المستشفيات، معتبرة، أن صوت الحقيقة، يقلق داعش، لأن التنظيم روج للعالم وليس العراق فقط أن الموصل عاصمتهم، وأن أهالى الموصل معهم على غير الحقيقة.
وتابعت جمانة: «سكان الموصل مليونا نسمة ونحن نرفض رفضا قاطعا أن يرانا العالم على أساس أننا إرهابيون، نحن مسالمون نحب الحياة ونحترم حقوق الآخر ونقدس العائلة، ونهتم بالدراسة وهذه هى حياة الموصلى باختصار».
ورفضت جمانة الإجابة على سؤال حول طائفتها، مؤكدة، أن هذا السؤال يثير حساسية أى عراقى، وقالت، أنا عراقية، أنتمى لكل طائفة ودين ومنطقة وجدول مياه صغير فى العراق.
وعن التهديدات التى تلقتها من تنظيم داعش الإرهابى، قالت جمانة، إن التنظيم يتابع صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى الـ «فيس بوك»، ويعتبرها مرتدة وكافرة، وهاجمها عدة مرات فى التعليقات على صفحتها، وإنه مع بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل، هاجم التنظيم الصفحات التى تخص، أبناء الموصل، ووضعوا صورا فى التعليق على الموضوعات التى تخص الموصل، لإعدام الرهائن المحتجزين لديه بشكل بشع ومريع.
وحول استغلال تنظيم داعش للأطفال، قالت جمانة: «هناك أطفال تأثروا بأفكار داعش، و استغلهم التنظيم وجندهم ويعرفون بأشبال الخلافة، وهذه أكبر جرائم التنظيم، لأنه اعتدى على الأطفال، وحقوقهم وسحق إنسانيتهم وحولهم لأسلحة تواجه الدولة وزجهم فى معاركه، وهم معرضون للقتل فى أى لحظة، هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم إطلاقا لأنهم ليسوا فى مرحلة الوعى وانما فى مرحلة التلقين والحفظ دون استيعاب، لا يدركون أنهم جندوا من قبل إرهابيين وأن طفولتهم سرقت بأبشع صورة».
ونفت جمانة وجود فتنة طائفية فى العراق، مشيرة إلى أن الشعب العراقى شعب طيب محب، وبات أكثر وعيا من السابق، يعرف عدوه جيدا، مؤكدة أن عدو الشعب العراقى هم مروجو الخطاب الطائفى، الذين يستفيدون من إشعال فتيل الفتنة، وأن الصراع يضمن لمثل هؤلاء البقاء فى الصدارة، وتحت الأضواء ويوصلهم للأسف لمناصب صنع القرار؛ لأن هناك من يتبعهم، وقالت: «الشعب العراقى سجل أروع الأمثلة الوطنية فى معركة الموصل، فلقد اشترك الجميع فى الدفاع عن الوطن من كل طائفة ودين، بل إن الشباب المتطوعين جاءوا من كل مكان فى العراق لمساعدة أهالى الموصل وتقديم المساعدات العاجلة والطارئة، ليست هناك فتنة طائفية لكن لا يمكن القفز عن حقيقة وجود صناع فتنة وهم أشد خطرا على المجتمع».
تؤكد جمانة أنها ترفض حمل السلاح، مشيرة، إلى أنها تقاوم السلاح وثقافة السلاح بالكلمة، وتقول: «نعيش بجنون بوجود أسلحة تحيط حياتنا، الأسلحة يجب أن تبقى بعيدة عن نظر وأذهان الناس والأطفال تحديدا سواء فى الشارع أو فى التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعى، يجب أن تبقى نفسيات الناس هادئة جميلة نظيفة لأنهم يستحقون الحياة وهذا حقهم بعيدا عن أشكال العنف، والأسلحة شكل من أشكال العنف المخيف».
وعن دورها فى إنقاذ أطفال العراق من براثن تنظيم داعش، قالت جمانة إنها لا تستطيع أن تنقذهم وحدها، وتقول: «أنا فرد ولا أملك طاقة الإنقاذ، هذه إمكانيات دولة ومسئولية مجتمع والاثنان معا يجب أن يعملا على احتضانهم وطمأنتهم وتوعيتهم وإشغالهم بنشاطات ثقافية ورياضية، وتشجعيهم على ممارسة هوياتهم، وحثهم للتفوق فى دراساتهم، و للاهتمام بما يملكونه من مشتركات عامة وممتلكات عامة، المواطنة والانتماء للآخر إلى جانب البيئة والمواقع الأثرية والطبيعية والمبانى الحكومية هذه مشتركات عامة يجب أن يتحمل الناس مسئولية الدفاع عنها».
وتؤكد، جمانة أنها تخشى داعش كما يخشاه كل العالم، وتتساءل كيف تفسر تحالف الدول الكبرى والصغرى لقتاله إلى جانب القوات الأمنية العراقية؟ إذا لم يكن هذا التنظيم الإرهابى فعلا مخيفا، وتكمل: «دعنى أقول لك شيئا آخر، أنا أخشى التطرف أكثر من داعش؛ لأن داعش فرع من جذر التطرف، ولأن التطرف قد يضرب أى جماعة من أى دين أو طائفة أو قومية، فى أى بلد، وتبدأ هذه الجماعة بممارسة سلوكيات تشبه سلوكيات داعش وتصبح مصدر خطر على المجتمع والاستقرار والبلد.. وهنا يأتى واجب الدول فى الحفاظ على أمنها الداخلى عن طريق التصدى للأفواه المتطرفة».
وبشأن الانتقادات، التى توجه للحشد الشعبى، قالت جمانة: «الحشد الشعبى أصبح الآن يعمل وفق القانون وهذا يعنى أنه أصبح ضمن منظومة الدفاع الوطنى الرسمية، خاضعا لقانون العقوبات العسكرية، وهذا الأمر يضمن إلى حد ما سلوكه فى المعارك أو خارجها وخاضع للرقابة المجتمعية المتمثّلة فى الصحافة والإعلام والرقابة الرسمية المتمثّلة فى مجلس النواب أو القضاء، من وجهة نظرى أنا مهتمة بالجانب الإنسانى أكثر من الجوانب السياسية، وما يهمنى فى قضية الحشد الشعبى أن يحصل عوائلهم وأطفالهم على الرعاية والاهتمام خاصة عوائل الشهداء بعيدا عن ضنك الحياة وصعوبتها، فالأطفال يستحقون من الدولة والمجتمع كل الاهتمام».
واعتبرت جمانة أن الجهد العسكرى غير كاف لتطهير بلادها من الإرهاب، مشيرة إلى وجود أدوار أخرى، يجب أن تلعبها مؤسسات معنية، منها البحث عن أسباب ولادة الإرهاب وكيف نشط واستطاع أن يأخذ مدنا فى العراق، الإرهاب فكر وليس مجرد بندقية بيد مقاتل إذا قُتل فمعناها قتل الإرهاب، مؤكدة، ضرورة أن يحارب الفكر بالفكر، إضافة إلى ضرورة احتواء المواطنين وتذليل صعوبات الحياة عليهم وتوجيه الكليات والمدارس لتثقيف الطلبة بمفاهيم السلام والمواطنة عبر مواد دراسية مخصصة من شأنه أن يدحض الإرهاب إلى جانب تطبيق خطط سلامة مجتمعية أخرى.
وعن أبرز النساء العراقيات اللائى يلعبن دورا وطنيا، قالت جمانة:
«العراق كما تعلم أرض خصبة لإنتاج المبدعين فى كل للمجالات والمرأة فى العراق تشغل حيّزا مهما، فهى البلد الأول تقريبا فى الشرق الأوسط الذى أنجب وزيرة مثل نزيهة الدليمى وشاعرة مثل نازك الملائكة ولميعة عباس عمارة ونائبات وفنانات وقاضيات وسفيرات أيضا، بشكل عام أعتقد أن المرأة ساهمت فى بناء الدولة العراقية بالقدر ذاته الذى ساهم فيه الرجل، الآن أعتقد أن العديد من النسوة فى العراق يحتللن مكانة مهمة فى المجتمع بضمنه الراحلة مؤخرا زها حديد والناشطة العراقية المناضلة هناء أدور والصحفية العريقة سلوى زكو فضلا عن الناشطات الشابات اللواتى يحتللن مكانات رفيعة سواء فى العراق أو خارجه وحققن العديد من الإنجازات المهمة التى تستدعى الفخر والاعتزاز».
ووجهت جمانة رسالة للدول العربية قالت فيها : «العالم العربى يحتاج أن يقترب من العراق أكثر، يحتاج أن يفهم أن فى العراق حياة حقيقية ونضالا وسعيا حثيثا من أجل إنتاج دولة قوية وحكم مدنى رشيد، فى العراق جيل كامل بدأ ينشأ ويشغل حيّزا مهما رافضا للفصل الطائفى ومؤمن بالهوية الوطنية يعمل بإخلاص مِن أجل غد أفضل، يحارب التطرّف بمختلف أشكاله ويحاول أن يصنع حياة أفضل، هناك هوية فى العراق تقاوم التجهيل والتمييز الطائفى، وتحارب النيل من الهوية الوطنية، هؤلاء يحتاجون دعما من المعتدلين العرب ويحتاجون فهمًا للمجتمع العراقى بشكل عميق، المجتمع العراقى ليس مجتمعا طائفيا بتاتا والتقسيم المتعمد للمجتمع يجب أن يحارب فى فكر العرب والدول الإقليمية للعراق، من يريد الخير للعراق عليه أن يباعد عن السؤال المعتاد للعراقيين هل أنت سنى أو شيعى فهو عراقى قبل أن يصيح سنيّا أو شيعيّا».
نساء العراق لهن دور كبير فى بناء دولتنا.. و«الدليمى» و«نازك» و«لميعة» أبرزهن
جمانة ممتاز، شابة عراقية عشرينية استطاعت خلال الفترة الأخيرة أن تصبح نجمة الإعلام العالمى بلا منازع، بسبب مجهوداتها فى مدينة الموصل لتوعية المواطنين بمخاطر تنظيم داعش الإرهابى، ونقلها أخبار مدينتها للعالم، ليس هذا فحسب بل ساهمت جمانة ممتاز أيضا فى إنقاذ عدد كبير من الأطفال الذى جندهم داعش لصفوفه من خلال إعادة تهيئتهم من جديد كى يمارسوا طفولتهم دون أن يتحولوا لأسلحة فى أيادى التنظيم الإرهابى.
جمانة ممتاز قالت لـ «البوابة»:» أعمل فى مجال الإعلام مراسلة ومقدمة برامج وناشطة فى مجال حقوق الانسان، حاصلة على بكالوريوس لغة إنجليزية من جامعة بغداد، دورى يتمثل فى نقل الخبر والمعلومة، لكنى مهتمة أكثر بتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية فى الأخبار ومؤخرا، حاولت إيصال صوت أهالى الموصل للعالم، لكنى أبقى فردا من مجموعة كبيرة من الشباب العراقى المهتم بوضع البلد ومجريات الأحداث، ممن يرفعون راية السلم الأهلى والتركيز على ثقافة التعايش.
عن مواجهتها لأفكار تنظيم «داعش» الإرهابى، أكدت جمانة، أنها تسعي لخلق حالة من التهدئة وفتح جسور الحوار، والإصغاء للآخر، عبر تبنى الخطاب العقلانى الإنسانى، وعبر التوعية، وأنها تحاول إيصال صوت أهالى الموصل إلى العالم، وما تعرضوا له فى فترة الاحتلال الداعشى، وما دفعوه من ثمن غال ، وما قدموه من شهداء، وضحايا، ومفقودين، وما عانوه من تشريد وتهجير، إضافة إلى معاناة أطفالهم، و مئات الجرحى فى البيوت أو المستشفيات، معتبرة، أن صوت الحقيقة، يقلق داعش، لأن التنظيم روج للعالم وليس العراق فقط أن الموصل عاصمتهم، وأن أهالى الموصل معهم على غير الحقيقة.
وتابعت جمانة: «سكان الموصل مليونا نسمة ونحن نرفض رفضا قاطعا أن يرانا العالم على أساس أننا إرهابيون، نحن مسالمون نحب الحياة ونحترم حقوق الآخر ونقدس العائلة، ونهتم بالدراسة وهذه هى حياة الموصلى باختصار».
ورفضت جمانة الإجابة على سؤال حول طائفتها، مؤكدة، أن هذا السؤال يثير حساسية أى عراقى، وقالت، أنا عراقية، أنتمى لكل طائفة ودين ومنطقة وجدول مياه صغير فى العراق.
وعن التهديدات التى تلقتها من تنظيم داعش الإرهابى، قالت جمانة، إن التنظيم يتابع صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى الـ «فيس بوك»، ويعتبرها مرتدة وكافرة، وهاجمها عدة مرات فى التعليقات على صفحتها، وإنه مع بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل، هاجم التنظيم الصفحات التى تخص، أبناء الموصل، ووضعوا صورا فى التعليق على الموضوعات التى تخص الموصل، لإعدام الرهائن المحتجزين لديه بشكل بشع ومريع.
وحول استغلال تنظيم داعش للأطفال، قالت جمانة: «هناك أطفال تأثروا بأفكار داعش، و استغلهم التنظيم وجندهم ويعرفون بأشبال الخلافة، وهذه أكبر جرائم التنظيم، لأنه اعتدى على الأطفال، وحقوقهم وسحق إنسانيتهم وحولهم لأسلحة تواجه الدولة وزجهم فى معاركه، وهم معرضون للقتل فى أى لحظة، هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم إطلاقا لأنهم ليسوا فى مرحلة الوعى وانما فى مرحلة التلقين والحفظ دون استيعاب، لا يدركون أنهم جندوا من قبل إرهابيين وأن طفولتهم سرقت بأبشع صورة».
ونفت جمانة وجود فتنة طائفية فى العراق، مشيرة إلى أن الشعب العراقى شعب طيب محب، وبات أكثر وعيا من السابق، يعرف عدوه جيدا، مؤكدة أن عدو الشعب العراقى هم مروجو الخطاب الطائفى، الذين يستفيدون من إشعال فتيل الفتنة، وأن الصراع يضمن لمثل هؤلاء البقاء فى الصدارة، وتحت الأضواء ويوصلهم للأسف لمناصب صنع القرار؛ لأن هناك من يتبعهم، وقالت: «الشعب العراقى سجل أروع الأمثلة الوطنية فى معركة الموصل، فلقد اشترك الجميع فى الدفاع عن الوطن من كل طائفة ودين، بل إن الشباب المتطوعين جاءوا من كل مكان فى العراق لمساعدة أهالى الموصل وتقديم المساعدات العاجلة والطارئة، ليست هناك فتنة طائفية لكن لا يمكن القفز عن حقيقة وجود صناع فتنة وهم أشد خطرا على المجتمع».
تؤكد جمانة أنها ترفض حمل السلاح، مشيرة، إلى أنها تقاوم السلاح وثقافة السلاح بالكلمة، وتقول: «نعيش بجنون بوجود أسلحة تحيط حياتنا، الأسلحة يجب أن تبقى بعيدة عن نظر وأذهان الناس والأطفال تحديدا سواء فى الشارع أو فى التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعى، يجب أن تبقى نفسيات الناس هادئة جميلة نظيفة لأنهم يستحقون الحياة وهذا حقهم بعيدا عن أشكال العنف، والأسلحة شكل من أشكال العنف المخيف».
وعن دورها فى إنقاذ أطفال العراق من براثن تنظيم داعش، قالت جمانة إنها لا تستطيع أن تنقذهم وحدها، وتقول: «أنا فرد ولا أملك طاقة الإنقاذ، هذه إمكانيات دولة ومسئولية مجتمع والاثنان معا يجب أن يعملا على احتضانهم وطمأنتهم وتوعيتهم وإشغالهم بنشاطات ثقافية ورياضية، وتشجعيهم على ممارسة هوياتهم، وحثهم للتفوق فى دراساتهم، و للاهتمام بما يملكونه من مشتركات عامة وممتلكات عامة، المواطنة والانتماء للآخر إلى جانب البيئة والمواقع الأثرية والطبيعية والمبانى الحكومية هذه مشتركات عامة يجب أن يتحمل الناس مسئولية الدفاع عنها».
وتؤكد، جمانة أنها تخشى داعش كما يخشاه كل العالم، وتتساءل كيف تفسر تحالف الدول الكبرى والصغرى لقتاله إلى جانب القوات الأمنية العراقية؟ إذا لم يكن هذا التنظيم الإرهابى فعلا مخيفا، وتكمل: «دعنى أقول لك شيئا آخر، أنا أخشى التطرف أكثر من داعش؛ لأن داعش فرع من جذر التطرف، ولأن التطرف قد يضرب أى جماعة من أى دين أو طائفة أو قومية، فى أى بلد، وتبدأ هذه الجماعة بممارسة سلوكيات تشبه سلوكيات داعش وتصبح مصدر خطر على المجتمع والاستقرار والبلد.. وهنا يأتى واجب الدول فى الحفاظ على أمنها الداخلى عن طريق التصدى للأفواه المتطرفة».
وبشأن الانتقادات، التى توجه للحشد الشعبى، قالت جمانة: «الحشد الشعبى أصبح الآن يعمل وفق القانون وهذا يعنى أنه أصبح ضمن منظومة الدفاع الوطنى الرسمية، خاضعا لقانون العقوبات العسكرية، وهذا الأمر يضمن إلى حد ما سلوكه فى المعارك أو خارجها وخاضع للرقابة المجتمعية المتمثّلة فى الصحافة والإعلام والرقابة الرسمية المتمثّلة فى مجلس النواب أو القضاء، من وجهة نظرى أنا مهتمة بالجانب الإنسانى أكثر من الجوانب السياسية، وما يهمنى فى قضية الحشد الشعبى أن يحصل عوائلهم وأطفالهم على الرعاية والاهتمام خاصة عوائل الشهداء بعيدا عن ضنك الحياة وصعوبتها، فالأطفال يستحقون من الدولة والمجتمع كل الاهتمام».
واعتبرت جمانة أن الجهد العسكرى غير كاف لتطهير بلادها من الإرهاب، مشيرة إلى وجود أدوار أخرى، يجب أن تلعبها مؤسسات معنية، منها البحث عن أسباب ولادة الإرهاب وكيف نشط واستطاع أن يأخذ مدنا فى العراق، الإرهاب فكر وليس مجرد بندقية بيد مقاتل إذا قُتل فمعناها قتل الإرهاب، مؤكدة، ضرورة أن يحارب الفكر بالفكر، إضافة إلى ضرورة احتواء المواطنين وتذليل صعوبات الحياة عليهم وتوجيه الكليات والمدارس لتثقيف الطلبة بمفاهيم السلام والمواطنة عبر مواد دراسية مخصصة من شأنه أن يدحض الإرهاب إلى جانب تطبيق خطط سلامة مجتمعية أخرى.
وعن أبرز النساء العراقيات اللائى يلعبن دورا وطنيا، قالت جمانة:
«العراق كما تعلم أرض خصبة لإنتاج المبدعين فى كل للمجالات والمرأة فى العراق تشغل حيّزا مهما، فهى البلد الأول تقريبا فى الشرق الأوسط الذى أنجب وزيرة مثل نزيهة الدليمى وشاعرة مثل نازك الملائكة ولميعة عباس عمارة ونائبات وفنانات وقاضيات وسفيرات أيضا، بشكل عام أعتقد أن المرأة ساهمت فى بناء الدولة العراقية بالقدر ذاته الذى ساهم فيه الرجل، الآن أعتقد أن العديد من النسوة فى العراق يحتللن مكانة مهمة فى المجتمع بضمنه الراحلة مؤخرا زها حديد والناشطة العراقية المناضلة هناء أدور والصحفية العريقة سلوى زكو فضلا عن الناشطات الشابات اللواتى يحتللن مكانات رفيعة سواء فى العراق أو خارجه وحققن العديد من الإنجازات المهمة التى تستدعى الفخر والاعتزاز».
ووجهت جمانة رسالة للدول العربية قالت فيها : «العالم العربى يحتاج أن يقترب من العراق أكثر، يحتاج أن يفهم أن فى العراق حياة حقيقية ونضالا وسعيا حثيثا من أجل إنتاج دولة قوية وحكم مدنى رشيد، فى العراق جيل كامل بدأ ينشأ ويشغل حيّزا مهما رافضا للفصل الطائفى ومؤمن بالهوية الوطنية يعمل بإخلاص مِن أجل غد أفضل، يحارب التطرّف بمختلف أشكاله ويحاول أن يصنع حياة أفضل، هناك هوية فى العراق تقاوم التجهيل والتمييز الطائفى، وتحارب النيل من الهوية الوطنية، هؤلاء يحتاجون دعما من المعتدلين العرب ويحتاجون فهمًا للمجتمع العراقى بشكل عميق، المجتمع العراقى ليس مجتمعا طائفيا بتاتا والتقسيم المتعمد للمجتمع يجب أن يحارب فى فكر العرب والدول الإقليمية للعراق، من يريد الخير للعراق عليه أن يباعد عن السؤال المعتاد للعراقيين هل أنت سنى أو شيعى فهو عراقى قبل أن يصيح سنيّا أو شيعيّا».