السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

إدماج تقنية الجيل الخامس في الحياة اليومية ثورة بعالم الاتصالات

 الجيل الخامس
الجيل الخامس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد سكوت جيجنهايمر الرئيس التنفيذي لمجموعة "زين" وعضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، أنه تزامنًا مع إطلاق تقنية الجيل الخامس كثورة واسعة الانتشار في عالم الاتصال، فان هذه التقنية التي ستشكل ثورة حقيقية في كل جوانب الحياة العصرية للحكومات، القطاعات الاقتصادية، الشركات والمؤسسات، والأفراد، فلا بد من تقييم نتائجها الإيجابية من قبل مشغليها ووضع الاستراتيجيات للتأكد من توافق أعمالهم ونشاطاتهم مع التغييرات الجذرية التي يشهدها قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في العصر الحالي.
ويعتبر الكثير من المشغلين أن تقنية الجيل الخامس سهلة الفهم وبالتالي سيتم انتشارها بسرعة، ولكن نشر حالات الاستخدام وشرحها وعرض نتائجها يعتبر ضرورة حيوية لسد الفجوة القائمة بين المشغلين والعملاء في مجال التعامل مع هذه التقنية، ولزيادة الوعي بالتغييرات الثورية التي سيؤدي إليها إطلاق هذا الجيل الجديد من التقنيات في الحياة اليومية للبشر.
ووفقًا لتقرير اريكسون للاتصالات النقالة عام 2016، سيتضاعف عدد الهواتف الذكية المستخدمة من 230 إلى 480 مليون هاتف بين عامي 2016 و2022، وبينما يستخدم 33% من المستخدمين هواتف ذكية، ستزداد هذه النسبة لتصل إلى 56% خلال السنوات الخمس المقبلة، كما انه طالما تعتبر حركة الهواتف الذكية عنصرًا أساسيًا للتحكم بحركة البيانات، سيتم ادماج تقنية الجيل الخامس عند ازدياد استخدام الهواتف النقالة ذات النطاق العريض.
إضافة إلى ذلك، يتوقع بأن يرتفع معدل استخدام البيانات في الهواتف النقالة خلال الشهر الواحد من 1.8 جيجابايت (GB) بنهاية العام 2016 إلى 13 جيجابايت خلال العام 2022، كما يتوقع أن تبلغ حركة البيانات المتنقلة في المنطقة حوالي 4.8 إكسا بايت في الشهر الواحد في نهاية العام 2022، مما يعني 13 ضعفًا عما كان متوقعًا في نهاية العام 2016. هذه العوامل مجتمعة، تظهر التطور إمكانيات النمو الضخمة التي سنشهدها في مجال البيانات خلال الأعوام القادمة، وستلعب تقنية الجيل الخامس دورًا هامًا في تأمين استمرارية العمل بكفاءة وفعالية على هذه المستويات العالية والمتطورة في مجال نقل البيانات.
وستؤمن تقنية الجيل الخامس، وبناء على توسيع الموردين لحدود التكنولوجيا، فرصًا جديدة لإنترنت الأشياء، إضافة إلى دورها الهام في الحفاظ على وتيرة النمو السريع في استخدام الهواتف الذكية، وتعتبر السلامة والاستدامة شرطين أساسيين من شروط نجاح الاعتماد على خدمات تقني الجيل الخامس، لا سيما وأن ملايين الهواتف، الأجهزة وآلات الاستشعار ستكون متصلة بالأنترنت فيما بينها مما قد يؤدي الى زيادة حالات الاختراق والقرصنة الإلكترونية، حيث يتوقع في العام 2022 أن يستخدم تقنية الجيل الخامس ما يزيد على الـ20 مليون مستخدم في منطقة الشر الأوسط وشمال أفريقيا، وتزداد حالات الاتصال بإنترنت الأشياء الخليوي من 10 ملايين في العام 2016 إلى ما يزيد على 45 مليون في السنوات المقبلة.
وباتت حالات استخدام تقنية الجيل الخامس منتشرة في كافة القطاعات الاقتصادية، ففي قطاع التلفزيون والإعلام، ستسمح تقنية الجيل الخامس الفرصة بتوسيع البث والقدرة على الوصول لكافة الوسائل الإعلامية بسهولة، إضافة إلى تسهيل الاتصال وتسريعه حتى في أقصى أوقات الذروة. أما في مجال النقل ستتمكن أجهزة الاستشعار الموجودة على الطرقات البرية، على امتداد السكك الحديدة، في المطارات وفي المركبات من التواصل مع بعضها البعض عبر شبكة الجيل الخامس مما يشكل النقل أكثر سهولة وأمانًا.
وفي مجال البنية التحتية ستزيد تقنية الجيل الخامس من معدل الموثوقية وستخفض مستوى الكمون واللذين يعتبران أمران ضروريان للتحكم بالخدمات الأساسية وبالبنية التحتية. أما لجهة القطاع التصنيعي، فستساهم تقنية الجيل الخامس في تأمين التحكم الإلكتروني بالآلات الضخمة مما سيؤدي حتمًا إلى زيادة الفعالية وتخفيض التكاليف. ولا تقتصر حالات الاستخدام إلى هذا الحد، حيث ستقوم تقنية الجيل الخامس بخلق ثورة حقيقية في مجالات الرعاية الصحية، الزراعة، المرافق العامة وغيرها الكثير من القطاعات، وستكون شركات الاتصالات في صلب ثورة التقنية.
وتمتلك تقنية إنترنت الأشياء قوة كبرى لتسهيل التحول الرقمي في الغالبية العظمى من القطاعات الاقتصادية، من خلال ايجادها نماذج تجارية مبتكرة وإبداعية مما سيساعد مشغلي الشبكات في المنطقة على الازدهار في المستقبل. علاوة على ذلك، ستشهد المنطقة ارتفاعًا ملحوظًا في الاستثمارات التكنولوجية لا سيما في قطاعي النقل والصناعة والذي يتوقع بأن يشكلا القطاعين الأكثر إسهامًا في مجال هذه الاستثمارات.
ومع اقتراب استخدام تقنيات المستقبل بوتيرة متسارعة، يجب على المشغلين تقييم التكاليف المرتبطة بإطلاق تقنية الجيل الخامس وانتشارها مقارنة مع إمكانيات الدخل التي ستؤمنها هذه التقنية، وإتباع نهج شمولي للاستثمار تزامنًا مع رؤية تقنية الجيل الجدي المتناسبة في مراحلها الأولية بهدف تحسين الحالات المتقدمة لاستخدام هذه التكنولوجيا.
ومن المتوقع أن يقوم حوالي ثلث المشغلين (31%) حول العالم بإطلاق خدمة تقنية الجيل الخامس تجاريًا بحلول العام 2021، وأن تزداد هذه النسبة لتبلغ (44%) في نهاية العام 2025، وعلى المشغلين بالتالي التعرف على الشروط الضرورية للتنسيق بين الشبكات الثابتة والمتنقلة، وعلى الحاجة لمشاركة المصادر بطريقة أكثر فعالية وكفاءة. إن الاستثمار الناجح لتقنية الجيل الخامس وحالات استخدامها سيكون الدور الحيوي الأساسي للنجاح في إيجاد المجتمع الشبكي المتصل بشكل متكامل.