أكدت رئيسة جمهورية كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش، اليوم الاثنين، إن دول الاتحاد الأوروبي لا تملك كل الإمكانيات اللازمة لتوفير متطلبات العيش اللائق للاجئين والمهاجرين الفارين من الصراعات في بلدانهم "لذا تضطر بعض دولها إغلاق أبوابها أمامهم".
وقالت الرئيسة كيتاروفيتش - في لقاء مشترك اليوم، مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت عقب افتتاح مقر سفارة بلادها لدى الكويت - إن قضية اللاجئين كانت أحد أبرز محاور النقاشات مع القيادات الكويتية خلال هذه الزيارة مبينة أن كرواتيا تعد أرضًا انتقالية للمهاجرين واللاجئين الفارين من الصراعات إذ يبقون فيها فترات وجيزة لحين انتقالهم إلى دول أوروبية أخرى لا سيما ألمانيا.
وأوضحت أنه على دول العالم أن تتفهم أن أوروبا لا تملك كل الإمكانيات اللازمة لمساعدة الجميع وهذا ما يدفع بعض الدول الأوروبية لإغلاق أبوابها أمام اللاجئين نظرًا لعدم مقدرتها على توفير متطلبات العيش اللائق لهم.
وأشارت إلى ضرورة البحث عن حلول مناسبة لتنظيم الهجرة فضلاً عن العمل على منع ووقف الحروب التي تؤدي إلى فرار الناس من أوطانهم.
وحول افتتاح مركز إقليمي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في دولة الكويت، قالت الرئيسة كيتاروفيتش "عملت أمينًا عامًا مساعدًا للشؤون الدبلوماسية العامة في الحلف قبل توليها منصب رئاسة الجمهورية؛ لذا أعرف جيدًا أهمية وجود مكتب للحلف هنا في المنطقة وخصوصًا في دولة الكويت التي كانت دائمًا شريكًا رائدًا في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين".
ولفتت إلى أن ما تشهده المنطقة من تحديات متعلقة بمكافحة الإرهاب ودعم جهود عملية السلام تتطلب المزيد من التعاون العالمي "لذا كان من المهم جدًا وجود هذا المركز الذي سيوفر سبلاً أفضل للتعاون بين الدول وفهمًا أدق لمهام (ناتو) في حفظ السلام والاستقرار".
وذكرت أن زيارتها إلى دولة الكويت تهدف إلى بحث وتطوير سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين ومناقشة عدد من القضايا العالمية لا سيما ملف "السلام" ومكافحة الإرهاب، لافتة إلى دعم بلادها الكامل لملف دولة الكويت أمام الاتحاد الأوروبي الخاص بإعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة دخول دول الاتحاد "شنجن".
وأوضحت أن الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس كرواتي منذ استقلال بلادها مطلع تسعينات القرن الماضي ، معربة عن سعادتها لتقديم الوسام الأكبر للملك توميسلاف ذو الوشاح ونجمة الصباح العظمى لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لجهوده العظيمة في العمل الإنساني وإرساء دعائم السلام العالمي ودوره البارز على الساحة السياسية إقليميًا وعالميًا.
وأعربت عن اعتزازها الشديد بحصولها على قلادة "مبارك الكبير" من قبل أمير الكويت ، مبينة أن اجتماعاتها مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة مررزق علي الغانم والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والقيادات الكويتية خلال الزيارة "كانت بناءة وهادفة".
كما أعربت عن الأمل بأن تكون الزيارة بداية "فصل جديد" في العلاقات المشتركة بين البلدين ، موضحة أن الحكومة الكرواتية تتخذ إجراءات جدية لجذب المستثمرين وتسهيل أمورهم.
وذكرت أن "كرواتيا بلد مفتوح للتجارة" مشيرة إلى ما تشهده بلادها من نشاط استثماري وتعاون تجاري في عدة مجالات لا سيما في صناعة السفن والصناعات الدفاعية والمنتجات الزراعية والغذائية.
وفيما يتعلق بوجهة نظر كرواتيا بشأن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، قالت الرئيسة كيتاروفيتش "بالطبع لسنا سعداء بذلك ولكن يجب احترام رغبة واختيار غالبية الشعب البريطاني الذي قرر اختيار الخروج من عضوية الاتحاد ولا اعتقد أن كرواتيا ستتأثر بذلك".
كما عبرت عن قلقها نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد و"اهتزاز بعض القيم" لدى الاتحاد الأوروبي لا سيما أن العديد من الأمم الأوروبية بدأت "بالانغلاق على نفسها" ، مؤكدة الرغبة في اتحاد أوروبي "أفضل وليس أكبر" مع الاهتمام بدعم عملية السلام والمضي قدمًا فيها.
