يبدو أن الضغوط الأوروبية على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب للبقاء في حلف الناتو قد أتت بثمارها، فالرئيس الذي أعلن عن نيته مرارا وتكرارا برغبته في الانسحاب من الناتو والانفصال عن القارة العجوز التي اعتبر حمايتها عبئا على الميزانية الأمريكية قد أصبح أكثر تساهلا حول هذه القضية.
وصرح زيجمار جابرييل، وزير الخارجية الألماني، أنه تأكد بعد اجتماعات في الأسبوع الماضي مع كبار المسئولين الأمريكيين، أن الولايات المتحدة ملتزمة بوحدة أوروبا وبحلف شمال الأطلسي.
وأوضح جابرييل، الذي التقى مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي للإذاعة والتليفزيون الألمانيين: "كلنا شعرنا بقلق بسبب التصريحات المختلفة للإدارة الأمريكية الجديدة".
وأكد أن كلا من نائب الرئيس بنس وزميله تيلرسون قد شددا خلال المحادثات أن ترامب لديه اهتمام قوي بوجود أوروبا موحدة، وأنه يقف إلى جانب وجود شراكة عبر الأطلسي في حلف شمال الأطلسي.
وطالب جابرييل، النواب الألمان والمسئولين الأوروبيين بالسفر إلى الولايات المتحدة لتأكيد هذه الاتصالات.
ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض أمس الأحد أن الرئيس ترامب اتفق مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج خلال مكالمة هاتفية عن المشاركة في اجتماع مع قادة بقية دول الأعضاء في الحلف في أواخر مايو القادم.
وقال البيت الأبيض - في بيانه: إن "ترامب أعرب خلال الاتصال عن دعمه القوي لحلف شمال الأطلسي".
وتطرق الرئيس الأمريكي خلال حديثه مع ستولتنبرج إلى كيفية تشجيع كل أعضاء الحلف على الوفاء بالتزاماتهم بشأن الإنفاق الدفاعي، فيما اتفق الطرفان على التعاون والتنسيق المكثف لإزالة جميع التحديات التي تواجه الناتو.
وكانت تصريحات ترامب السابقة قد أثارت حالة من الذعر بين القادة والرؤساء الأوروبيين ولاسيما الرئيس الفرنسي أولاند والمستشارة الألمانية ميركل اللذان أعربا عن قلقهما حول مستقبل القارة العجوز مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بسبب مواقفه من الاتحاد الأوروبي، ودعمه انسحاب بريطانيا من الاتحاد، بل وتوقعه انسحاب المزيد من الدول الأخرى.
فضلا عن وصفه المروع لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بالحلف "الذي عفا عليه الزمن"، كما وصفه قبل توليه الرئاسة بأنه "عقبة"، بالإضافة إلى القلق الأوروبي من التقارب الواضح بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.