دخلت الحكومة البريطانية في شراكة مع تجار الحبوب الزيمبابويين من خلال مرفق خاص يساعد على استيراد 55 ألف طن متري من الذرة البيضاء وعرضها للبيع في الأسواق العامة لمواجهة أزمة الغذاء الناجمة عن أسوأ أزمة جفاف تعانيها البلاد منذ نحو عقدين من الزمن تزامناً مع أزمة سيولة طاحنة.
وقالت رئيس قسم التنمية الدولية لدولة زيمبابوي الذراع التنموي للحكومة البريطانية أنابيل جيري، إن مرفق سوق الحبوب صمم من أجل توريد الذرة إلى زيمبابوي بصورة أكثر يسراً بالنسبة لتجار الحبوب المشهود لهم بالمصداقية خصوصا بعد اندلاع أزمة السيولة الأخيرة.
وأشارت جيري، على هامش جلسة ناقشت حوار المرأة السياسي التي عقدت تحت رعاية الحكومة البريطانية في مقر سفارة المملكة المتحدة لدى هراري، إلى أنه "في ضوء أزمة السيولة في زيمبابوي، يكافح القطاع الخاص من أجل سداد قيمة وارداته من الحبوب، الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص الذرة في الأسواق، وقد صمم المرفق ليعمل خارج النظام الحكومي".
ولفتت المسؤولة البريطانية إلى أن قسم التنمية الدولية لدولة زيمبابوي لا يقوم بشراء الذرة أو توزيعها مباشرة عبر مرفق سوق الحبوب، لكنه يقدم سيولة نقدية تحول إلكترونيا إلى الأسر الأكثر عرضة للفقر والمجاعة، مؤكدة "أن تحسين عرض الذرة، ولاسيما في المناطق النائية، قلص من فرص تسييس مساعدات الغذاء، وساهم في استكمال التحويلات النقدية الإلكترونية إلى أكثر من 360 ألفاً من القاطنين في 15 مقاطعة" داخل زيمبابوي.
كانت ظاهرة النينو المناخية قد أثارت موجة من الجفاف التي خلفت وراءها نقصاً حاداً في المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي والمجاعات التي تضرر منها ما يقرب من 40 مليون نسمة في منطقة جنوب القارة الأفريقية ومن بينها زيمبابوي، التي تعتبر من أكثر الدول تضرراً بإجمالي 4ر4 مليون نسمة في المناطق النائية بالإضافة إلى 1ر1 مليون شخص في المناطق الحضرية ممن في احتياج ماس للعون الغذائي.