أقامت الدار المصرية اللبنانية، حفل توقيع أحدث روايات الكاتب والروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد «قطط العام الفائت»، الصادرة مطلع العام الجاري، وذلك بجناح الدار فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، المنعقد حاليًا بأرض المعارض، وحصل الحضور على تخفيض وصل إلى ٥٠٪ على سعر الرواية.
وقال «عبدالمجيد» عن الرواية: «منذ بداية ثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١، يراودني حلم للكتابة عن الثورة، والثورة قد تنتج أعمالًا فنية مختلفة تصلح أن تكون فيلمًا، أو مسرحية، لكن تظل الرواية عملًا مختلفًا تحتاج إلى وقت طويل، وليست آنية وحالية كما هو الحال فى الأشكال الأخرى».
وأضاف: «يراودنى حلم الكتابة عن الثورة منذ اليوم الأول، لكنى كنت أنتظر الوقت المناسب، ووجدته وأنا فى إحدي المدن الفرنسية عام ٢٠١٤. لجأت إلى الشكل الساخر والرمزى للتعبير عن أحداث الثورة، وجعلت للشباب مساحة أكبر فى الأحداث والشخصيات، والتأثير أيضًا للتأكيد على أنهم أساس الثورات وعمود الأمة الفقري».
وفى الرواية تستفز رمزية «عبدالمجيد» القارئ، الذى يظل يقارن بين ما حدث فى الحقيقة وما يدور من أحداث خيالية فى الرواية.
ففى مدينة «لاوندة» يتمتع الحاكم بقدرات خارقة، تمكنه من إعادة الأشخاص إلى أعوام غير تلك التى يعيشونها، ويستغل حاكم مدينة «لاوندة» تلك القدرات فى إعادة شباب «الفيسبوتشا» إلى العام الفائت، كحل سلمى لمواجهة التظاهرات التى خرجت فى الميدان الكبير فى الخامس والعشرين من يناير عام ٢٠١١.
بخطة محكمة وبمساعدة معاونيه «مدير المحن والأزمات»، و«مدير الأمن والأمان» و«السر عسكر»، تمكن الحاكم من إلقاء المواد المخدرة على المتظاهرين بالميدان الكبير، وكى يتسنى له إعادتهم إلى العام الفائت، ومن ثم يسخر الحاكم إعلاميى ورموز مجتمعه وسياسييه المدنيين وجماعة «النصيحة والهدي» الدينية التى يقول عنها الحاكم إنهم «الفزاعة التى عاشت عليها نظمنا العسكرية السابقة»، لإقناع المواطنين بأن هناك أخطاء فى التقويم الميلادى والهجرى، ومن ثم فاليوم هو ٢٥ يناير ٢٠١٠ وليس ٢٠١١.
لكن قدرات الحاكم الخارقة وحيل مساعديه لم تنجح أمام قدرة «هديل» تلك الفتاة التى ولدت بمدينة «مصرايم» ودفنت بمدينة «لاوندة»، والتى تتمتع بقدرة خارقة تمنح من خلالها المتظاهرين قبلة الحياة، وتتفوق على الحاكم فى قدرتها على تحويل كل السياسيين الذين تم وضعهم فى السجون إلى قطط، وتلجأ الدولة إلى حل لقتل جميع القطط، ولكنها سرعان ما تدرك أن هذا الحل الأمنى لن يجدى، إذ إن قتل جميع القطط سوف يؤدى إلى انتشار الفئران فى كل البلاد بما فيها قصر الحاكم.