ظاهرة لافتة للنظر تسترعى انتباه الكثير من المصريين، وتشكل في الوقت نفسه خطورة على حياة عشرات المواطنين، ففي الوقت الذي تنادي فيه الدولة بمراعاة الالتزام بإشارات المرور منعا لحوادث الطرق التي تقتل وتصيب سنويا عشرات الآلاف من المواطنين، لكننا نجد خرقًا غير عادي لتلك القوانين بين الحين والآخر داخل مصر، وفي مناطق بعينها بصورة ملحوظة.
ويتمثل الخرق هنا في قيادة الأطفال القاصرين ومَن تحت السن القانونية للسيارات الأجرة، وهو الأمر الذي نلحظه بشكل كبير بين سائقي التوك توك في الميادين والمناطق الشعبية بجانب سائقي الميكروباص مثل ميدان المطرية وغيرها من الميادين والمناطق الأخرى.
فحينما تتجه إلى ميدان المطرية أو عين شمس أو الجيزة على سبيل المثال ستجد العشرات من سائقي التكاتك والميكروباص من أصحاب السن الصغيرة رغم خطورة وحيوية تلك المناطق، في الوقت الذي ينص فيه القانون المصري على أن سن الرخصة القانوني يبدأ من 18 عامًا، يتم منحها بعد عمل امتحان شفوى على الرموز وإشارات المرور عن طريق الحاسب أو بإشراف مدير وحدة المرور ويكون ذو رتبة رفيعة بعدها يتم عمل امتحان عملى على القيادة يختلف من مكان لآخر في الصعوبة.
الأمر الذي يجعلنا نطرح تساؤلات حول تلك الظاهرة وخطورتها وأسباب انتشارها في الميادين والمناطق الشعبية.
وتعد مصر من الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تودي بحياة الآلاف، حيث أشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية قبل عامين إلى أنه يموت حوالي 1.25 مليون شخص بسبب حوادث الطرق علما بأنه يمثّل عمر 15 إلى 44 عامًا حوالي 48% من أولئك الذين يموتون في حوادث المرور كما تمثّل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أهم أسباب وفاة الشباب من الفئة العمرية 15-29 سنة هذا بجانب الإصابات غير المميتة.
وفي آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أرجع خبراء الجهاز السبب الرئيسي للحوادث إلى العنصر البشري، حيث بلغت نسبته 71.3%.
وقال اللواء أحمد عاصم، الخبير المرورى: إن قيادة التوك توك في الشوارع الرئيسية والمناطق العامة من قبل الأطفال ممن دون السن القانوني أمر خطير ويعرض حياة الكثيرين للخطر، لافتًا إلى أن من دون سن الـ21 عامًا يكون معرضًا للأخطاء، خاصة أن التوكتوك مركبة غير آمنة وغير مطابقة للمواصفات أيضًا على حد وصفه، ولذلك لابد من مواجهة هذه الظاهرة حتى لا تتحول إلى فوضى.
وأضاف عاصم: إذا كان التوك توك مركبة البسطاء إلا أنه يجب أن يكون العمل عليه في إطار ضوابط محددة أهمها المنع الكامل من السير بالميادين والطرق الرئيسية وعواصم المحافظات في الإطار القانوني الملزم للجميع، مؤكدًا أنه لمواجهة تلك الظاهرة لا بد على رجال الشرطة تنفيذ القانون بحذافيره وتحقيق الردع الكامل للحفاظ على انضباط حركة المرور.
وأكد أنه يمكن استخدامه في الشوارع الجانبية وغير الرئيسية فقط وداخل القرى وبعض المحافظات التي يعد استخدام التوك توك فيها غير مخالف للقانون.
وأكد مجدي الشاهد، الخبير المروري، أن حوادث الطرق في مصر لن تتوقف مادامت المنظومة لا يفعل داخلها القانون، فحينما يكون هناك طفل لا يتجاوز عمره الـ16 عامًا يقود السيارة الأجرة، مضيفًا أن مهمة المجلس الأعلى للمرور تتمثل في التنسيق بين الجهات المختلفة من المحليات وإدارة المرور وكل الجهات الأخرى المنوط بها لمنع أي مشكلات تقع في الطرق، وإذا ما كان هناك تنسيق بين تلك الجهات فذلك يؤدي إلى تقنين وقوع المشكلات على الطرق، مؤكدًا أنه لا تتوقف حوادث الطرق إلا بمواجهة حقيقية، ولكي يتم حل تلك الأزمة لا بد من وجود مواجهة تلك الظاهرة بوجود إرادة سياسية حقيقية.
أكد الدكتور خالد مصطفى، خبير سلامة الطرق وتحليل الحوادث، أن السلوكيات المرورية عنصر وعامل أساسي في وقوع الحوادث، مستشهدًا بمثال أنه خلال عام 2013 فقط وقع 13 ألف قتيل في سنة واحدة فقط.
وأضاف مصطفى، أن هذا "العدد ليس عدد ضحايا حرب مدمرة، بل عدد ضحايا حوادث الطرق فقط"، لافتًا إلى أنه خلال العام ذاته وقعت أكثر من 10 آلاف حادثة، مشيرًا إلى أن تجنب الحوادث أمر يتطلب منظومة متكاملة تشارك فيها العديد من الجهات تتحدث عن حالة الطرق والسيارات والسائقين وقوانين رادعة.
وحول الأبعاد النفسية للظاهرة قال الدكتور محمد هاني، خبير الصحة النفسية والعلاقات الأسرية: أن الجيل الحالي للأسف يوجد منه الكثير من المتهورين بطبعهم، ويريدون وضع بصماتهم على الأشياء مثل الشاب الذي يقود بسرعات جنونية، لافتًا إلى أن تلك التصرفات ذات صلة بالتنشئة الاجتماعية في الأسرة ومستوى التعليم وهي المشكلة الأساسية وسبب ظهور تلك الظاهرة وانتشارها.
وأشار هاني، إلى أن هناك الكثير من الآباء يعلمون أبنائهم القيادة تحت سن العاشرة وهو عمر لا يستطيع في الطفل التمييز حتى بين الصواب والخطأ، فينشأ بتصرفات عشوائية غير مكترث أو مهتم بما قد يترتب على ما يقوم به من أخطاء ويتعجل في أداء العديد من الأمور من بينها القيادة، مطالبًا الآباء برعاية أبنائهم والتصرف معهم بمسئولية وعدم إعطائهم أمورًا أكبر من عمرهم بحجة أنهم بهذا يتحملون المسئولية، لأنه خلال فترة المراهقة لا يدرك فيها الشاب طبيعة التصرفات العشوائية التي من الممكن أن يقوم بها نتيجة التغيرات البيولوجية التي تحدث له، مشيرًا إلى أن العمر المناسب لتعليم القيادة لدى الأبناء هو السن المعتمدة لصدور رخصة القيادة وهو عمر ما بين 18 إلى 20 عامًا والقيادة قبل ذلك يعني تعريض حياة المواطنين للخطر، على حد وصفه.
ويتمثل الخرق هنا في قيادة الأطفال القاصرين ومَن تحت السن القانونية للسيارات الأجرة، وهو الأمر الذي نلحظه بشكل كبير بين سائقي التوك توك في الميادين والمناطق الشعبية بجانب سائقي الميكروباص مثل ميدان المطرية وغيرها من الميادين والمناطق الأخرى.
فحينما تتجه إلى ميدان المطرية أو عين شمس أو الجيزة على سبيل المثال ستجد العشرات من سائقي التكاتك والميكروباص من أصحاب السن الصغيرة رغم خطورة وحيوية تلك المناطق، في الوقت الذي ينص فيه القانون المصري على أن سن الرخصة القانوني يبدأ من 18 عامًا، يتم منحها بعد عمل امتحان شفوى على الرموز وإشارات المرور عن طريق الحاسب أو بإشراف مدير وحدة المرور ويكون ذو رتبة رفيعة بعدها يتم عمل امتحان عملى على القيادة يختلف من مكان لآخر في الصعوبة.
الأمر الذي يجعلنا نطرح تساؤلات حول تلك الظاهرة وخطورتها وأسباب انتشارها في الميادين والمناطق الشعبية.
وتعد مصر من الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تودي بحياة الآلاف، حيث أشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية قبل عامين إلى أنه يموت حوالي 1.25 مليون شخص بسبب حوادث الطرق علما بأنه يمثّل عمر 15 إلى 44 عامًا حوالي 48% من أولئك الذين يموتون في حوادث المرور كما تمثّل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أهم أسباب وفاة الشباب من الفئة العمرية 15-29 سنة هذا بجانب الإصابات غير المميتة.
وفي آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أرجع خبراء الجهاز السبب الرئيسي للحوادث إلى العنصر البشري، حيث بلغت نسبته 71.3%.
وقال اللواء أحمد عاصم، الخبير المرورى: إن قيادة التوك توك في الشوارع الرئيسية والمناطق العامة من قبل الأطفال ممن دون السن القانوني أمر خطير ويعرض حياة الكثيرين للخطر، لافتًا إلى أن من دون سن الـ21 عامًا يكون معرضًا للأخطاء، خاصة أن التوكتوك مركبة غير آمنة وغير مطابقة للمواصفات أيضًا على حد وصفه، ولذلك لابد من مواجهة هذه الظاهرة حتى لا تتحول إلى فوضى.
وأضاف عاصم: إذا كان التوك توك مركبة البسطاء إلا أنه يجب أن يكون العمل عليه في إطار ضوابط محددة أهمها المنع الكامل من السير بالميادين والطرق الرئيسية وعواصم المحافظات في الإطار القانوني الملزم للجميع، مؤكدًا أنه لمواجهة تلك الظاهرة لا بد على رجال الشرطة تنفيذ القانون بحذافيره وتحقيق الردع الكامل للحفاظ على انضباط حركة المرور.
وأكد أنه يمكن استخدامه في الشوارع الجانبية وغير الرئيسية فقط وداخل القرى وبعض المحافظات التي يعد استخدام التوك توك فيها غير مخالف للقانون.
وأكد مجدي الشاهد، الخبير المروري، أن حوادث الطرق في مصر لن تتوقف مادامت المنظومة لا يفعل داخلها القانون، فحينما يكون هناك طفل لا يتجاوز عمره الـ16 عامًا يقود السيارة الأجرة، مضيفًا أن مهمة المجلس الأعلى للمرور تتمثل في التنسيق بين الجهات المختلفة من المحليات وإدارة المرور وكل الجهات الأخرى المنوط بها لمنع أي مشكلات تقع في الطرق، وإذا ما كان هناك تنسيق بين تلك الجهات فذلك يؤدي إلى تقنين وقوع المشكلات على الطرق، مؤكدًا أنه لا تتوقف حوادث الطرق إلا بمواجهة حقيقية، ولكي يتم حل تلك الأزمة لا بد من وجود مواجهة تلك الظاهرة بوجود إرادة سياسية حقيقية.
أكد الدكتور خالد مصطفى، خبير سلامة الطرق وتحليل الحوادث، أن السلوكيات المرورية عنصر وعامل أساسي في وقوع الحوادث، مستشهدًا بمثال أنه خلال عام 2013 فقط وقع 13 ألف قتيل في سنة واحدة فقط.
وأضاف مصطفى، أن هذا "العدد ليس عدد ضحايا حرب مدمرة، بل عدد ضحايا حوادث الطرق فقط"، لافتًا إلى أنه خلال العام ذاته وقعت أكثر من 10 آلاف حادثة، مشيرًا إلى أن تجنب الحوادث أمر يتطلب منظومة متكاملة تشارك فيها العديد من الجهات تتحدث عن حالة الطرق والسيارات والسائقين وقوانين رادعة.
وحول الأبعاد النفسية للظاهرة قال الدكتور محمد هاني، خبير الصحة النفسية والعلاقات الأسرية: أن الجيل الحالي للأسف يوجد منه الكثير من المتهورين بطبعهم، ويريدون وضع بصماتهم على الأشياء مثل الشاب الذي يقود بسرعات جنونية، لافتًا إلى أن تلك التصرفات ذات صلة بالتنشئة الاجتماعية في الأسرة ومستوى التعليم وهي المشكلة الأساسية وسبب ظهور تلك الظاهرة وانتشارها.
وأشار هاني، إلى أن هناك الكثير من الآباء يعلمون أبنائهم القيادة تحت سن العاشرة وهو عمر لا يستطيع في الطفل التمييز حتى بين الصواب والخطأ، فينشأ بتصرفات عشوائية غير مكترث أو مهتم بما قد يترتب على ما يقوم به من أخطاء ويتعجل في أداء العديد من الأمور من بينها القيادة، مطالبًا الآباء برعاية أبنائهم والتصرف معهم بمسئولية وعدم إعطائهم أمورًا أكبر من عمرهم بحجة أنهم بهذا يتحملون المسئولية، لأنه خلال فترة المراهقة لا يدرك فيها الشاب طبيعة التصرفات العشوائية التي من الممكن أن يقوم بها نتيجة التغيرات البيولوجية التي تحدث له، مشيرًا إلى أن العمر المناسب لتعليم القيادة لدى الأبناء هو السن المعتمدة لصدور رخصة القيادة وهو عمر ما بين 18 إلى 20 عامًا والقيادة قبل ذلك يعني تعريض حياة المواطنين للخطر، على حد وصفه.