انتقد المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني، مَن تجاهلوا النصيحة في السلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالعراق.. وقال: إن "هناك مَن خانوا الهبات، ولم يستفد أصحاب السلطة من نصيحة ولا موعظة ولا توجيه ولا إشارة ولا كناية".
وذكر ممثل المرجعية العليا أحمد الصافي، في خطبة الجمعة، اليوم، من داخل الصحن الحسيني بكربلاء جنوبي العراق، أن "من يتكلم مع الحائط مجنون ويجب أن يتكلم مع العقلاء ولكن إذا لم يترتب لذلك أثر سيكون أسوأ من الحائط فلا سمع ولا بصر ولا فؤاد له، ولكن من كان يتكلم مع من عنده هذه الهبات دون تحقيق الغرض منها فلا فرق بينه وبين الحائط".
وأضاف: نرشدكم إلى البر والنصيحة وكيف تتصرفوا بهذا الأمر أو ذاك، وأن هذا أفضل لكم، لكن لا فائدة منه لمن يجحدون، إنهم يتعجلون غضبة الله وتنزل عليهم النقمة والعذاب بما كانوا يستهزئون من نصيحة وتوجيه وإرشاد وكانوا عنها يُعرِضون.. وحيَّا المقاتلين الذين يعانون الظروف القاسية والبرد القارس ويرابطون على الجبهات قتال داعش.
وكانت مصادر عراقية قد كشفت أن رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم ووفدًا من التحالف طلبوا موعدًا للقاء السيستاني الذي اعتذر عن لقائهم كما هي عادته منذ سنوات لنفس الأسباب التي دعته لمقاطعة القوى السياسية، والتي ذكرتها المرجعية العليا سابقًا خلال تظاهرات المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد وكرَّرتها ولكن دون جدوى.. وقالت إن المرجعية لا تريد الزجَّ بنفسها في موضوع "التسوية الوطنية" ولا ترى مصلحة في ذلك.
يُذكر أن السيستاني انتقد- أيضًا في أغسطس الماضي- عدم ملاحقة كبار المتهمين والمتورطين في الفساد المالي والإداري واستشراء الرشوة في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وقال: إن "الذين بيدهم تطبيق القوانين أو الذين يجلسون بمواقع القضاء والسلطة يراعون الشريف ويخشون حزبه أو جماعته المسلحة، ولكنهم يطبِّقون القانون على الضعيف الذي لا سطوة له، وهذا ضرب من الظلم".