وقع الأردن والولايات
المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، اتفاقية منحة قمح لعام 2017 يقدمها الجانب
الأمريكى ومقدارها 100 ألف طن، ضمن برامج المساعدات الغذائية التى تنفذها الحكومة
الأمريكية.
ووقع الاتفاقية عن الجانب الأردنى وزير التخطيط
والتعاون الدولى عماد نجيب الفاخورى، وعن الجانب الأمريكى مساعد وزير الزراعة
الأمريكى جوزلين براون.
وقال الفاخورى، فى تصريح صحفى عقب التوقيع: إن
الإعلان عن هذه المنحة الاستثنائية (وللمرة الرابعة) جاء فى ظل تفهم الجانب
الأمريكى للتحديات القائمة والاستثنائية التى يواجهها الأردن حالياً بما فيها
تبعات استضافة اللاجئين السوريين.. معربا عن الشكر والتقدير للولايات المتحدة،
حكومة وشعبا، على الدعم المتواصل المُقدم للأردن والذى يعكس المستوى المتقدم الذى
وصلت إليه العلاقة بين الجانبين.. ومؤكدا تطلع الحكومة الأردنية نحو المزيد من
التعاون بين البلدين على مختلف الصعد وفى شتى المجالات.
وأضاف أنه سيتم توريد القمح على دفعتين الأولى فى
شهر مايو القادم والشحنة الثانية خلال شهر يوليو أو أغسطس المقبل.
واتفق الجانبان على استغلال عوائد بيع القمح لتنفيذ
مشروع الشيدية-الحسا عمان المرحلة الأولى فى قطاع المياه، والذى سيكون رديفا
استراتيجيا لمشروع ناقل البحرين من خلال استغلال المياه العميقة.
وفى لقاء سبق حفل التوقيع، اطلع الوفد الأمريكى على
سير العمل بمشروع ناقل البحرين والجهود المبذولة لتنفيذ هذا المشروع بالنظر إلى شح
هذا المورد كون الأردن ثانى أفقر دولة فى العالم فى هذا الجانب، ولمس أهمية
المشروع فى حماية البحر الميت بيئيا وسياحيا واقتصادياً وتراثيا، وكذلك فى إرساء
دعائم السلام والاستقرار فى المنطقة.
يذكر أن الأردن استفاد خلال عامى 2011-2012 من منحتى
قمح مقدمتين من الحكومة الأمريكية مقدارها 100 ألف طن تبلغ قيمتهما الإجمالية
حوالى 36 مليون دولار.. والمنحتان هما استثناء للأردن من الجانب الأمريكى الذى
يقدم منح القمح عادةً للدول الأكثر فقرا.
وبحسب وزارة التخطيط الأردنية فقد أسهمت المنحتان فى
تعزيز الأمن الغذائى والمخزون الاستراتيجى للمملكة من القمح، وساهمتا أيضا فى
تنفيذ مشروع سد الكرك، والذى يعتبر مشروعا استراتيجيا فى منطقة وادى الأردن.
كما استفادت المملكة خلال العام 2015 من منحة قمح
أخرى مقدمة من الحكومة الأمريكية بقيمة 100 ألف طن، تبلغ قيمتها حوالى 1ر25 مليون
دولار، تسهم فى تنفيذ عدد من المشاريع التنموية الحيوية ذات الأولوية الواردة فى
الموازنة العامة فى قطاعى الزراعة والمياه، إضافةً إلى دعم المؤسسة العامة للغذاء
والدواء.
وأثنى الفاخورى على المساعدات التى وفرتها الولايات
المتحدة للأردن والتى كان لها قيمة مضافة ساعدت فى تنفيذ برامج الأردن الإصلاحية
والتنموية وبرامج ومشاريع فى قطاعات حيوية هامة للمساهمة فى تمكين الأردن من تحمل
تبعات استضافة اللاجئين السوريين ولتلبية احتياجات المجتمعات المستضيفة للاجئين
السوريين وحسب خطة الاستجابة الأردنية.
ووضع الوزير الوفد الأمريكى الضيف بصورة التطورات
الأخيرة فى الأردن والأثر المستمر للأزمة السورية واللجوء السورى الهائل إلى
الأردن الذى زاد من حجم التحديات التى تواجه الأردن فى القطاعات المختلفة.
وأكد أهمية استمرار دعم المجتمع الدولى للأردن خاصة
دعم الموازنة ومشروعات تعزيز المنعة للمجتمعات المستضيفة بموجب خطة الاستجابة
الأردنية 2017-2019، إضافة إلى التمويل الميسر لمساعدة الحكومة فى تغطية الفجوة
التمويلية للموازنة وذلك للاستمرار فى دعم الإطار الشمولى العقد مع الأردن للتعامل
مع تبعات الأزمة السورية حسب مؤتمر لندن حول دعم سوريا والمنطقة.
وأوضح الفاخورى أن الأردن انتهج أسلوباً جاداً فى
المضى بالإصلاحات، وفى التطوير الشامل النابع من الداخل القائم على المواطنة
الفاعلة والانفتاح والاعتدال والاحترام والحوار وتمكين المواطنين خاصة النساء
والشباب، وخلق فرص جديدة لرفع مستوى المعيشة فى جميع أنحاء المملكة.
وتأتى المنحة إضافة إلى برنامج المساعدات الاقتصادية
المتفق عليه بين الطرفين من خلال مذكرة التفاهم التى تحكم المساعدات الأمريكية
للمملكة خلال الفترة 2015-2017، والتى تم توقيعها بين الجانبين فى شهر فبراير من العام
2015.