حينما يبدأ النظام المدرسى بمنهج تعليمى يعطى القدر الكافى من العلم والتعليم فهنا يحتاج إلى مواد تعليمية مختارة حسب ما يفضله، ومن الناحية العملية قد يفضل البعض علمى الرياضيات والحسابات.
ويأتى بعد ذلك الاهتمام بعلم اللغات بتنوعها، وهذا جزء مهم حينما نعلم أهمية اللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية، ويأتى بعد ذلك علما الجغرافية والتاريخ، والتاريخ ينقسم إلى ما قبل التاريخ ما يسمى «Antiquity» أى العهد الذى يسبق مولد السيد المسيح ومولد «Roman» ومولد العهد المصرى.
وحينما يبدأ النظام المدرسى فهنا يشعر الجميع أن ما يتعلمه الطلاب يعطى استفادة كبيرة فى تنظيم العلوم، وفى نهاية المطاف فإن النظام المدرسى يعطى مكانا وقيمة مدرسية تفيد الجميع.
وفعلا فإن النظام المدرسى يعطى نتائج مبهرة حينما يعطى الشباب بالذات جهدا متميزا، وحين تأتى الفرص للشباب للانفراد بتعليم اللغات بالذات، ويشعرون أن كل لغة تعطيهم قدرة وتميزا خاصا لديهم.
ومرة أخرى، نتكلم عن النتائج المبهرة التى سيتميز بها معظم الشباب، هذه النتائج التى سيختار الشباب المواد التى سينجحون فيها بقدرة يفتخرون بها، ونحن نعلم أن كلا من هؤلاء الشاب يفضلون بعض مواد عن غيرها، فمنهم من يريدون التفوق مثلا فى الرياضيات، ومنهم من يفضلون اللغات وبالذات اللغة الإنجليزية التى يصعب عليهم ممارستها، وبصفة عامة فإن تعلم اللغات يغنى الشخصية، ويضيف إلى علمها الكثير، ولا يستهان باللغة العربية، فقد يكون من الصعب تعلمها، ولكن بعد تعلمها يستطيع الشباب أن يفتخر بلغة هى لغة أجدادنا.
وحينما نقترب من الطلبة الأجانب ودراستهم سنشعر بأن مستوى التعليم عالٍ جدا، وأن المواد التى يتعلمونها تحتاج إلى جهد منهم، وعندما ينتهون من دراستها يفتخرون بالنتائج التى يحصلون عليها.
ومن الدراسات التى أفضلها والتى تحتاج إلى تأن ودراسة وإيمانية هى العلوم الدينية التى تعطينا العلم والمعرفة بنصوص القرآن والسنة.
وحينما نطوف حول كل هذه العلوم نستوعب مضمونها ونتعمق فى معانيها نشعر أننا نرتقى بأنفسنا نحو التعليم والثقافة.
ويهمنى هنا أن نفرق بين استيعابنا للثقافة قبل وبعد التعليم، فلا انفصال بين الموضوعين، ونحن فى حاجة ماسة إلى التعليم كعلم وإلى بحر الثقافة ننهل منه بلا حدود.
من يقول إن العلم له حدود وإن الثقافة أيضا لها قيمة الاحترام. المثقفون والمتعلمون تربطهم رابطة علم وثقافة، ترتفع بمستوى الجميع، والشباب يشعرون كيف أن علاقتهم بالعلم والثقافة تعطى شعورا بالفخر والاعتزاز. وكثير من الشباب وهم يحملون شهادات علمية عالية المستوى، يشعرون بأن العلم ومستواه أعطاهم ما أشعرهم بالسعادة التى يشعر بها أهل العلم والعلماء.
وفى كثير من مؤسسات التعليم والثقافة تعودت أن تنشئ داخلها بعض مؤسسات الموسيقى والفنون، فترتقى بمستوى يلقى ما يغنى مستواها.
وحينما تجتمع دراسة العلم والفنون والثقافة تكون النتيجة خلق المجتمع الأمثل فى الرقى والارتفاع بمستوى الشباب والطلاب والمثقفين.
والمعلوم أن مستوى التعليم والاهتمام بما يدرسونه هما جزء رئيسى يتعلمه كل منهم، ثم يقوم بدوره بتعليمه للآخرين.
والقاعدة فى نظم التعليم أن مستوى التعليم يقتضى أن يعطى كل درجة منه من العلم ما يحتاجه الآخرون، العلم درجات يأخذ كل فرد منه الجرعات التى يحتاجها.
وإننى أتساءل عن مستوى ودرجة الاستفادة من جانب الشباب والطلاب مما يتلقونه من علم، أقول إن هذا المستوى وهذه الدرجة تختلف من مستوى إلى آخر، وأحيانا يتطلب المستوى دعما كبيرا ليحمى الدرجة المطلوبة لإنجاح الطالب بالقدر المطلوب، كل شاب وطالب بمستواه.
نريد أن نتخيل أن الشباب والطلاب وهم أمام أدوات دراستهم ومع أساتذتهم يستعيدون مناهج علومهم، وكل طالب وشاب منهم يراجع مع أساتذته برامج كل ما أعدوه من مناهج طوال العام هذا الجو الذى يعطى صورة جدية لمن يريدون أن يستوعبوا علومهم، لا أن يحفظوا دروسهم ولكن أن يقرأوا ويفهموا معانى ما يدرسونه والمطلوب منهم فى نهاية المطاف أن يأخذوا من أساتذتهم الاستنارة، وأن يتعلموا بمعنى الكلمة ما جاءوا لدراسته وتعلمه.
ومن ناحية، أخرى نريد علاقة احترام من الشباب والطلاب وأساتذتهم لأن هذه القاعدة ترسخ فى أنفسهم روح احترام العلم وأيضا الاحترام الراسخ بين الأستاذ والطالب، والفطرة الجادة إلى العلم الذين يتلقونه. ومن الأكيد أن مستوى التعليم واستيعابه يفرقان فى المستويات، فنجد أن طالبا يتميز فى علمه ويتفوق فى النتائج التى يحصل عليها، والأكيد أن الطالب المتميز والمتفوق له الحق أن يفتخر بنفسه.