السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يمكرون ويمكر الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المؤامرة.. أثبتت الأيام حقيقة تلك الكلمة وأنها أقل بكثير مما وقعت فيه الشعوب العربية من أفخاخ ومصائد ومخططات ومكائد وتحالفات قذرة وأكاذيب وتضليل وغدر وخيانة. فالمصالح تتصالح وقد ساعد فى سرعة التنفيذ أن أمة اقرأ لا تقرأ، ولو أنه كان هناك إدراك وتوعية وحذر واحتياطات وتحذيرات وعدم الاستهتار بالمعلومات المسبقة للمخططات والمؤامرات، وشرح الأمور وتبصير الشعوب لما وصلنا إلى ما نحن فيه بالمنطقة، وكانت الشعوب هى الدروع الواقية وليست أدوات هدم لأوطانها، فالذى ساعد الشعب المصرى على أن يتدارك الأمر بعد ابتلاعه الطُعْم ووقوعه فى الفخ، هو علمه بحقيقة الأمر وفضح وكشف الخونة فى الداخل والخارج وتبصيره بكل شيء فأصبح درعًا للوطن وقلب كل الموازين وقلب السحر على الساحر، وكانت قوَّته فى وحدته وأصبح ظهيرًا وحائط صد خلف جيشه وشرطته وقيادته. نواصل فتح الملفات التى تكشف أبعاد وتفاصيل المؤامرة على الشرق الأوسط ومصر.
قام اثنان من كبار صحفيى التحقيقات فى فرنسا، وهما الكاتبان الفرنسيان نيكولا بو ـ جاك مارى بورجيه، بنشر كتاب بعنوان «قطر هذا الصديق الذى يريد بنا شرًا» يتضمن الكتاب مجموعة كبيرة من المعلومات والأسرار والتفاصيل والمقابلات لمسئولين كبار، وكل ما جاء فيه يكشف المؤامرات التى حيكت للشرق الأوسط فى الغرف المغلقة، وتم ترويجها تحت مسمى الربيع العربى، ويشرح الكتاب أنها علاقة وطيدة بدأت بين إسرائيل وقطر منذ مطلع تسعينيات القرن الماضى، حيث إن الدوحة فى عام ١٩٩٣ قررت تحت قيادة الأمير حمد أن طريقها الوحيد لدائرة الأصدقاء فى واشنطن وإسرائيل من خلال بيع الغاز والعلاقة المباشرة مع تل أبيب، وذكر الكتاب قصة باخرة «لطف الله»، مع بداية الربيع السورى أغمض العالم عينيه عن البواخر المحملة بالسلاح من قطر وليبيا عبر لبنان إلى سوريا، ولكن مع تزايد عمليات التهريب ازدادت وتيرة القلق لدى الموساد الإسرائيلى، فأسرع إلى إبلاغ قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبنانى وهكذا تم توقيف الباخرة «لطف الله» فى٢٧ إبريل ٢٠١٢ فى البحر، وكان ذلك إنذارًا للدوحة لكى تكون أكثر حيطة وسرية فى عملياتها وتخفف من دعمها للجهاديين، وتم اكتشاف أن قطر ساعدت ولا تزال هؤلاء الجهاديين أيضا بمستشاريين مثل عبدالكريم بلحاج، القيادى بالقاعدة سابقًا، وأحد المسئولين السياسيين بليبيا لاحقًا، وتم الكشف أيضا عن أنه منذ أن افتتحت الدوحة مكتب التمثيل الدبلوماسى الإسرائيلى، اعتادت على استقبال شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق وتسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة حزب «كديما» اليمينى التى كانت دائمة التسوق فى المجمعات القطرية المكيفة وزيارة القصرالأميرى الذى به حالة من التنافس، ويؤكد الكاتبان أن رئيس الوزراء حمد بن جاسم، ليس من المتعاطفين مع الفلسطينيين، وأن هناك رجل أعمال مقربًا من بن جاسم، حكى موقفًا، حيث كانا يشاهدان معا التلفاز سمعه يصرخ عندما رأى المسئولين الفلسطينيين قائلا «هل سيزعجنا هؤلاء الأغبياء طويلا؟»، ويوضح الكاتبان أن أسباب تأسيس قناة الجزيرة أو التلفاز المملوك للدولة، فإنه بعكس الشائع فإن فكرة إطلاق قناة الجزيرة لم تكن وليدة عبقرية الأمير حمد، بل كانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام ١٩٩٥. فبعد الاغتيال مباشرة قرر الأخوان ديفيد وجان فريدمان، وهما فرنسيان أصلهما يهودي عمل كل ما فى وسعهما لإقامة السلام بين إسرائيل وفلسطين، وهكذا تم الاتصال بأصدقائهما الأمريكيين الأعضاء فى «إيباك»، أى لجنة الشئون العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية، الذين ساعدوا أمير قطر فى الانقلاب على والده لقدرتهم على السيطرة على الأمير وإقناعه بالأمر. وبالفعل وجد الأمير حمد الفكرة مثالية تخدم أصدقاء المستقبل وتفتح أبواب العالم العربى لإسرائيل من جهة، وتخدم إدارته لشئون البلاد من جهة أخرى. ويقول الكاتبان الفرنسيان إن الأمير سرق الفكرة من اليهوديين وأبعدهما بعد أن اتهمته الرياض بالتأسيس لقناة يهودية، وتم تعيين الليبي محمود جبريل، مستشارًا للمشروع وقام الأمريكيون بتسليمه أحد أبرز مفاتيح القناة، وذلك ما يثبت بالقطع أن هدف القناة كان قلب أنظمة الحكم وتدميرالشرق الأوسط تنفيذًا للأجندة الصهيوأمريكية، تلك كانت مهمة جبريل الذى أصبح بعد١٥ عامًا رئيسًا للمجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا ولم يكن محمود جبريل وحده من يشار إليه بالتنفيذ كأحد البيادق الأمريكية فى صناعة الربيع العربى. فقد بدأت القصة قبل سنوات، حيث اتخذت أمريكا قرارًا ومخططًا بتغييرالوطن العربى عبر الثورات الناعمة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعى فى سبتمبر ٢٠١٠ نظم محرك جوجل فى بودابست منتدى حرية الإنترنت، أطلقت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت اسم مؤسسة شبكة مدوِّنى المغرب والشرق الأوسط، سبق ذلك وتبعه سلسلة من المنتديات فى قطربعنوان «منتدى الديمقراطيات الجديدة أو المستعادة» شارك أحدها فى فبراير٢٠٠٦ بيل كلينتون وابنته وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة وصاحبة مصطلح الفوضى الخلاَّقة. وتم الاتفاق على وثيقة سرية باسم «مشاريع للتغيير فى العالم العربي» كان من نتائجه أن أسس المصري هشام مرسي صهر الشيخ القرضاوى أكاديمية «التغيير» تضم المؤسسة عددًا من الهاكرز والمدونين أطلقت فى يناير٢٠١١ عملية الثورة التونسية التى كانت تدار مباشرة من الولايات المتحدة، وقام الكاتبان الفرنسيان بذكر اسم يعتبرونه مؤثرا فيما حدث وهو «جينى شارب» صاحب فكرة الثورة دون عنف، وتستند إلى الإنترنت وفيديو «التمرد»، بحيث يتم تصوير مقاطع ومشاهد تثير التعاطف والغضب فى وقت واحد حتى لو كانت مفبركة «شارب» هو مؤسس معهد أينشتاين تحت إشراف الاستخبارات الأمريكية مع الزعيم الصربي «سردجا بوبوفيتش» الذى مهد للثورات البرتقالية فى أوكرانيا وجورجيا، وبعد مغامراته تلك فإن «شارب» راح يستقبل المتدربين ومن يقوم بتجنيدهم الذين ترسلهم قطر وأمريكا إلى بلجراد، وتدرب فى معهد أينشتاين محمد عادل بطل الربيع العربى فى مصر وهو عضو فى أكاديمية التغيير فى قطر، وقام الكاتبان الفرنسيان بفضح أساليب الفبركة الإعلامية مثال تلك الصور التى نشرتها القنوات الأمريكية ١٩٩١ لطيور النورس التى قالت إن مازوت الرئيس العراقى الراحل صدام حسين قتلها، بينما هى صور مأخوذة أصلا من غرق باخرة «تورى كانيون» فى بريطانيا، كما تم تصوير لقطات أخرى فى استوديوهات أمريكية وفضح الكتاب كيفية قتل العقيد معمرالقذافى وكيفية احتلال ليبيا وأنه تم اغتيال ٣ شخصيات على الأقل من الذين يعلمون أسرار كرم القذافى مع الرئيس الفرنسي ساركوزى وغيره منهم وزير النفط السابق شكرى غانم، الذى قيل إنه مات غرقًا فى سويسرا، وأكدا أن المصالح المالية والنفطية وراء ضرب ليبيا منها الودائع المالية الضخمة للعقيد فى قطر ورغبة قطر فى الحلول محل القذافى فى إفريقيا، حيث مدت خيوطها المالية والسياسية والأمنية بحجة المساعدات الإنسانية، وأشار الكاتبان الفرنسيان إلى غضب ساركوزى من القذافى، حين حاول إغراء زوجته الأولى سيسيليا أثناء زيارتها لليبيا لإطلاق سراح الممرضات المتهمات بنقل فيروس الإيدز فى دماء أطفال ليبيين، وأشارا أيضًا إلي شيء مماثل بين الشيخة موزة والقذافى.. وللحديث بقية.