قال الروائي والقاص محمد عبد النبي، إن هناك أمرين يؤثران على الكتابة بشكل جوهري، وهما، الملل والجدوى.
جاء ذلك خلال الورشة التي عقدت بملتقى الشباب، بقاعة أمل دنقل، بعنوان "ورشة كتابة الإبداع"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تحدث فيها عن تقنيات الكتابة وهمومها.
وفي حديثه عن الملل، قال عبد النبي، إنه من الممكن أن يكون الكاتب غير مستمتع وهو يكتب في البداية، عندما يكون العمل متعبا ومرهقا كتابيًا، وتظل الحالة هكذا، حتي تتكشف أشياء جديدة، أو أن يدخله أشخاص الحكاية في حياتهم وأسرارهم، وهنا يبدأ الكاتب الاستمتاع بالنص.
وشبه عبدالنبي الملل بالحب والجواز، فمثلا عند بداية الحب تشعر بالرغبة والغموض مثل بداية النص، ولكن بعد الزواج والعشرة تكون قد عرفت النص وعاشرته.
ويضيف عبد النبي، أن الملل غير مرتبط بعدد كلمات النص، فقد يكون قصيرًا جدًا ومملًا، وقد يكون طويلًا وشيقًا.
عن الجدوى، قال عبدالنبي إنه سؤال مفروض دائمًا، ولا يسأل عن الجدوى إلا من كان غير سعيد في حياته، فلو كنت سعيدًا لن تسأل عن جدواها، ولكي تتخلص من الملل والإحباط عليك ألا تفكر فيما سيحدث بعد الكتابة، ولكن عليك أن تفرح وتسعد بأنك انجزت وانتهيت من الكتابة "مثلا".
وعن تقنيات الكتابة، قال عبدالنبي، إنها تنبثق من شيئين، الوصف والحوار، ويستخدمان في الرواية والقصة معًا، وما يحدد إن كنت ستكتب رواية أو قصة، هو طبيعة الفكرة نفسها، فالأفكار البسيطة تكتب في قصة، أما العميقة فتحتاج إلى رواية.
وقال عبدالنبي إن لكل كاتب طريقته والمخطط الخاص به في كتابته والتعبير عنها، يختاره كيف يشاء، مشيرًا إلى أن الكاتب قد يكتشف شخصيات جديدة أثناء الكتابة تجبره علي تعديل مخططه، ومن الممكن أن تظهر ملامح جديدة لشخصيات الرواية الأساسيين، تجعل الكاتب مضطرًا إلى تغيير مخططها.
وعن اللغة المفضلة للكتابة بين العامية والفصحى، قال عبدالنبي، إن الأمر متروك لحرية الكاتب، الذي يستطيع أن يكتب بالطريقة التي يفضلها فقط، مشيرا إلى أن يحيى حقي كان يستخدم العامية في كتابته، وأن نجيب محفوظ كان من أوائل الذين حاولوا اختراع لغة وسط تدمج الاثنين معا.