صرخات الأطفال الضائعة
بالشوارع تتصاعد، لا أحد يسمع لا أحد ينتبه، الحكومة ممثلة في وزارة التضامن ترتدي
نظارة سوداء فيما يلاحق الخطر البراعم، الإحصائيات تقول: إن أكثر من مليوني طفل يعشون في الشوارع حياة التشرد بلا مأوى أو رعاية، يسكنون الهواء الطلق والعراء بالميادين
والعقارات المهجورة دون من ينتشلهم من الضياع والخطر الذي يلاحقهم.
الأغرب
أنه لا توجد إحصائية رسمية دقيقة تؤكد أعدادهم الحقيقية إلا أن هناك بعض التكهنات
والدراسات التي أجريت في هذا الصدد مثل دراسة رسمية لمنظمة اليونيسيف قدرت عدد
أطفال الشوارع فى مصر بنحو 2 مليون طفل، وفي إحصائية لوزارة التضامن الاجتماعي
أجريت عام 2014 كشفت عن أن 16019 طفلا موجودون بشوارع ثلاثة محافظات بلا مأوى، واحتلت القاهرة وحدها 4487 طفلا، والجيزة 1658 طفلا، والقليوبية وبها 1342 طفلا.
الأخطر أن الإدارة العامة
لمباحث رعاية الأحداث وأقسامها الجغرافية، ضبطت من خلال الحملات الأمنية عام 2016،
أكثر من 19699 قضية متعلقة بالأحداث، بزيادة قدرها 76% فى مجال ضبط قضايا الأحداث
مقارنة بعام 2015، ماذا يعني ذلك ؟، أين وزارة التضامن ومؤسسات المجتمع المدني من
هذا الخطر الجلل؟
وترد
الدكتورة سمية الألفي رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، موجودة لكن ليس
بالشكل الكافٍ، وتابعتأن أطفال الشوارع دائمًا ما يتخذون الميادين مقرًا لهم،
لكونها مركز نشاط يستطيعون فيه التجارة أو التسول، مؤكدة أن أغلب الاطفال يأتون من
الريف إلى المدن ومن الصعيد إلى القاهرة والجيزة حيث تكون مناطق جذب لهم على حد
وصفها.
وأضافت:
هناك ضرورة لوضع الدور الاجتماعية في الاعتبار وتوفير ملاجئ تليق بالأطفال بإشراف
مشرفين وخبراء متخصصين وليس مجرد مدربين بلا رؤية حتى لا يم تربية الأطفال تربية
خاطئة تودي به للعودة مرة أخرى للشارع.
و قال حسني يوسف رئيس اللجنة
التنفيذية ومدير برنامج حماية الأطفال بلا مأوى، أن الأطفال بلا مأوى هم ضحايا
ظروفهم السيئة مثل التفكك الأسري أو المشكلات الاقتصادية وليسوا مجرمين كما ينظر
لهم البعض وخاصة من داخل دور الرعاية التي تنظر لهم تلك النظرة، لافتا إلى أن تلك
النظرة هي السبب الأساسي الذي يجعل الأطفال يهربون من دور الرعاية.
وأكد يوسف
أن الهدف من برنامج حماية الأطفال بلا مأوى خلال الفترة المقبلة أن يتم العمل على
إعادة دمج الأطفال في المجتمع مرة أخرى، وحمايتهم من المشاكل الأسرية لكي يصبحون
مواطنين صالحين.
وأضاف
هاني هلال رئيس ائتلاف حقوق الطفل، أن ظاهرة الأطفال المشردة قنبلة موقوتة إنفجرت
بالفعل داخل المجتمع المصري لافتا إلى أنه لا يوجد أي إحصائيات دقيقة حول نسبة
الظاهرة في مصر والتي تزايدت مؤخرا بصورة كبيرة حيث يلجأ الأطفال إلى أماكن
التجمعات والميادين على حد وصفه.
وقال هلال: هناك كارثة وهي أن معدلات الهروب والنفور من دور الرعاية الإجتماعية المخصصة
للأطفال تصل إلى 40% من بين الأطفال لنقص الخدمات داخل تلك الدور بسبب الأوضاع
الاقتصادية والمعاملة السيئة التي يلقونها داخلها، يجعل الأطفال يجدون الشارع بيئة
خصبة لحياتهم، وهو الأمر الذي يعرضهم لأخطار عدة مثل المتسولين الذين يستغلونهم
لتحقيق أموال من التسول.
وأكد أن
الظاهرة تزايدت خلال الفترة الأخيرة رغم أن هناك برامج مختلفة تم إعلانها من وزارة
التضامن والشباب والرياضة لافتا إلى أنه تم تنخصيص مبلغ 164 مليون جنيهًا ورغم ذلك
لم نسمع شيئا عن تلك المبادرة وما قامت به وهو الأمر نفسه بالنسبة للاستراتيجية
الخاصة بمكافحة التشرد والتي تم إصدارها عام 2002، مشيرا إلى عدم تنفيذ السياسات
التي تكفل تخفيض ظاهرة الأطفال المشردين من الحكومة.