فاجأ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الجميع بإعلانه رسميا فك الارتباط بجماعة الإخوان بعد اجتماع عقده ممثلي كيانات الاتحاد في إسطنبول بتركيا.
وبعد هذا القرار انتشرت العديد من الأسئلة في أذهان المصريين حول كواليس هذا الابتعاد الغامض بين اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا وجماعة الإخوان، رغم أن هذا الكيان كان القوى الضاربة للجماعة طوال عقود طويلة.
وقالت مصادر داخل الاتحاد لـ"البوابة نيوز" أن الفكرة بدأت تدور في ذهن الاتحاد بعد وصول معلومات مؤكد له تفيد بوجود نية لعدد كبير من دول أوربا وعلى رأسها في فرنسا لحظر نشاطات الإخوان على أراضيها وحل جميع مؤسساتها وعلى رأسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، والمجلس الأوربي للإفتاء الذي يرأسه القطب الإخواني البارز يوسف القرضاوي، الأمر الذي جن جنون رئيس الاتحاد وجعله يعقد سلسلة اجتماعات طارئة لبحث سبيل للخروج من هذا المأزق الكبير الذي سيكلف الاتحاد الكثير والكثير من مقراته واستثماراته في أوربا.
وتفاجئ التنظيم الدولي للإخوان بتوغل تيار مناهض له داخل الإتحاد وعلى رأسه حركة النهضة التي استقالت من التنظيم الدولي وإخوان المغرب بجانب عدد من منشقي الإخوان بالسودان وعلى رأسهم عصام البشير الذي كان أول من حرض اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا على الاستقالة من الجماعة، وخلفه في هذا الأمر شكيب بن مخلوف الرئيس السابق للإتحاد الذي دعا للتصويت على فك الارتباط مع الإخوان كون استمرار هذا الارتباط سيكلف كل أعضاء الاتحاد الكثير.
السبب الثالث والأهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي توعد بحظر الإخوان في أمريكا نظرا للدور الإرهابي الذي تمثله الجماعة في العالم العربي وبالأخص في مصر التي شهدت عودة الجماعة بشكل رسمي إلى العنف والعمل المسلح، الأمر الذي جعل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا لا يطلبون فقط بفك الارتباط مع الإخوان بل وطلبوا أيضا إزاحة العناصر المصرية من القيادة كونهم أصبحوا إرهابيين في نظر عدد كبير من دول العالم التي تؤيد مصر ونظامها السياسي القائم حاليا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأجبرت هذه الأسباب الكيانات الإخوانية في العالم للتحول لاستمرار بقاء الجماعة بشكل أو بآخر وهو ما بدأ بالفعل بإخوان الأردن من خلال عبد المجيد الذنيبات المراقب العام لإخوان الأردن، ثم لحق به الشيخ راشد الغنوشي مرشد إخوان تونس، وبعدها سار على نهجهما اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا.
ويأتي إلى جوار هذه الأسباب الانشقاقات بالأردن والسودان، ثم ما يجري بالإقليم، ووصول ترامب، سيزعزع التنظيم ويعزله، الأطول فترة ممكنة، ولا يمكن أن تتحول الجماعة فجأة وإلا سيحصل الشرخ، وهذا ما جرى بالضبط.