السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

استقالة UOIE من الإخوان.. تكتيك أم مراجعة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة مفاجئة.. أعلن "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" انفصاله عن جماعة الإخوان، حيث عقد اجتماعًا طارئًا فى مدينة اسطنبول التركية، بمشاركة 56 من أعضاء الاتحاد برئاسة التونسي "عبد الله بن منصور"، الرئيس المباشر للاتحاد، انتهوا إلى موافقة 48 عضوًا واعتراض عضوين، وامتناع 6 عن التصويت، مما أدى إلى غضب العراقي "أحمد كاظم الراوي"، الذى أعلن استقالته من الاتحاد، حرصًا على الجماعة، التي يعتبر هذا الاتحاد أحد أهم مصادر دعمها على الساحة الأوربية.
ما جرى لا بد أن نقف أمامه طويلًا، لنه يتعلق بنا بشكل مباشر، إذ إن هذا القرار يعنى مزيدًا من الضغط على إخوان مصر، وعزلهم، والبداية لحل مؤسسات الإخوان وتشرذمها، عن التنظيم العالمي الموحد للجماعة، حتى لو كان هذا القرار تكتيكيًا، وأسلوب من أساليب المراوغة الإخوانية، أمام ريح الحظر والمطاردة، عقب وصول ترامب للبيت الأبيض.
ما نكتبه في السطور التالية حول أسباب انفصال اتحاد المنظمات الاسلامية بأوروبا UOIE، الذى تم تأسيسه في إقليم مورت وموزيل في يونيو 1983، من قبل تجمع أربع جمعيات لشمال وشرق فرنسا، ويتكون من أكثر من 250 جمعية إسلامية على كامل أراضي فرنسا، هو معلومات مؤكدة وليس تحليل، ومنها عزم فرنسا، ومعها دول أوروبية اخرى، لحل مؤسسات الإخوان، وعلى رأسها هذا الاتحاد، بفروعه، التي تبلغ أكثر من مائتي فرع، ومنها المجلس الأوروبي للإفتاء برئاسة القرضاوي.
قبل أسبوع من إعلان قرار الانفصال، قال القرضاوي على شاشة الجزيرة القطرية إنه ليس له أي علاقة بالجماعة، وبعدها نقلت تقارير صحافية أوربية عزم تركيا على طرد قيادات الإخوان، بالفعل رحلت بعضهم إلى بريطانيا.
السبب الثاني هو تغلغل حركة النهضة وسيطرتها مع المغاربة على قيادة UOIE، والمعلوم أن النهضة استقالت من التنظيم الدولي، وأعلنت تحولها لحزب، وهذا بالضبط مثل دور عصام البشير، السوداني المستقيل من التنظيم، الذى حرض الاتحاد أن يستقيل من الإخوان الدولي.
في ستوكهولم حضر شكيب بن مخلوف الرئيس السابق لـ UOIEودعا أيضًا لاستقالة الاتحاد من الإخوان، وذلك عقب سيطرة إخوان سوريا وتحالفهم مع النهضة التونسية، وإخوان المغرب، على الاتحاد، وتصويتهم ضد العراقي أحمد الراوي، وجماعته من المصريين على قيادة الاتحاد.
التقارب التركي الروسي لصالح نظام الأسد، وإشراك عناصر من إخوان سوريا في عملية المصالحة على حساب التنظيمات الأخرى، رغم أنهم لا وزن لهم على الأرض زلزل المنظمات الإخوانية في أوربا ومنها الاتحاد UOIE، وحدثت موجة استقالات، وضغط من أجل تغيير القيادة المصرية، واستبدالها بقيادة غير مصرية، للتنظيم العالمي، المرشح لها بقوة خالد مشعل.
ما نتوقعه للإخوان، هو أن استراتيجيتهم للأعمال القتالية في مصر، وتحولاتهم في المغرب العربي وتونس، وانشقاقاتهم بالأردن والسودان، ثم ما يجري بالإقليم، ووصول ترامب، سيزعزع التنظيم ويعزله، الأطول فترة ممكنة، ولا يمكن أن تتحول الجماعة فجأة وإلا سيحصل الشرخ، وهذا ما جرى بالضبط.