تُشارك رواية "سكون" للكاتب ولاء كمال، والصادرة مؤخرًا عن دار "سما" للنشر والتوزيع، ضمن إصدارت الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقام حاليًا بأرض المعرض بمدينة نصر.
تدور أحداث الرواية في عالم أسطوري نسجه الكاتب بالكامل من خياله، حيث تستعرض حياة أربع شخصيات تفقد كل منها شيئًا عزيزًا لديها في محنة كبرى.
وتستعرض الرواية ما تمر به شخصيات الرواية والتي تعيش في عصرين مختلفين تمامًا، شخصيات تعيش في عصر إسلامي قديم، وشخصيات معاصرة، وتواجه جميع هذه الشخصيات آلام الفقدان سواء المعنوي أو المادي، لتمر برحلة ملحمية مليئة بالتفاصيل الإنسانية الغنية. كما تدعمها العديد من الشخصيات الفرعية التي تساعد في إثراء هذا العالم الفريد.
يتأرجح أبطال هذه الرواية ما بين فقدان الرغبة في الحياة والتشبث بها، وتختفي فواصل الزمان وحدود المكان لتتقاطع مصائر الشخصيات في محاولتها لتقبل الفقدان، مواصلة الحياة بعد الخسارة، مواجهة القهر والظلم، فهم حكمة الله في الخلق، وأخيرًا محاولة الوصول لحالة السكون.
تناقش الرواية أفكار عديدة تمس قارئ اليوم سواء على المستوى الفردي أو التاريخي، كقضايا الصراع بين الشرق والغرب، الدين ودوره في حياة الإنسان، القهر والديكتاتورية في صورها المختلفة، الإرهاب والأفكار المتشددة، الصراعات الطبقية والمادية، الصوفية وعلاقة الإنسان بالله، اغتراب الإنسان وشعوره بالوحدة واحتياجه الدائم للتواصل، وغيرها من الأفكار الثرية التي تتضمنها حكايات الرواية.
وعلى مستوى السرد، تعتمد الرواية على فكرة الدائرية، وهي واحدة من التيمات المهمة جدًا في رواية سكون، حيث تشكل الدائرة نقطة انطلاق فلسفية وصوفية وتصبح جزءًا من سرد الأحداث وتطور الشخصيات، وهو ما يتضح من الجملة التي تتصدر الغلاف الخلفي للكتاب: "ما كان الفقدان يومًا نقطة نهاية لخط، ولكن نقطة بدء لدائرة".
ولاء كمال كاتب ومترجم مصري ولد بالمملكة المتحدة عام ١٩٨٤، وتنقل ما بين أوروبا، الخليج العربى، ومصر. درس الصحافة والإعلام إلى جانب دراسة الترجمة والإخراج السينمائي. "سكون" هي عمله الروائي الأول والذي عكف على كتابته لمدة أربع سنوات كاملة، ورفض نشر قصصه القصيرة وأعماله السابقة إيمانًا منه بأن "سكون" هي العمل الأبرز الذي يود من خلاله التواصل لأول مرة مع القارئ العربى.