قال الكاتب البريطاني سيباستيان بين، إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي، يجب أن تحقق التوازن الصحيح مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يمثل العمل معه تحدياً صعباً.
واستهل سيباستيان تعليقا في صحيفة "الـفاينانشيال تايمز"، يؤكد أن الأحداث هي أكثر ما يخشاه القادة السياسيون؛ وأن تيريزا ماي تتعلم وتكتسب خبرة في قلب الحدث بحيث يستحيل عليها السيطرة بشكل تام على الموقف مهما حاولت جادة.
ووصف سيباستيان، ردّ رئيسة الوزراء على قرار ترامب بحظر اللاجئين، بأنها جاءت فاترة بشكل مؤسف، راصدًا اجتناب ماي التعليق على القرار بينما كانت وقتئذ في تركيا رغم ما أثاره القرار من ردود فعل غاضبة حول العالم وما أثاره من عاصفة في حزب المحافظين البريطاني.
ولفت الكاتب إلى أن رئيسة الوزراء انتظرت حتى عادت إلى بريطانيا لتوجه نقدًا خفيفا لقرار ترامب، حيث قال المتحدث باسمها أن الحظر المؤقت -الذي يؤثر على حاملي جوازات سفر بريطانية ممن وُلدوا في الخارج- بوصفه "مسألة خاصة بحكومة الولايات المتحدة ولكننا لا نتفق مع هذا النوع من النهج ولن نسلك نهجا شبيها".
ورصد سيباستيان اغتنام خصوم "ماي" السياسيين لفرصة عدم إدانتها لـترامب في لهجة أشدّ - من أمثال إد ميليباند، زعيم حزب العمال السابق، فضلا عن عدد من الأعضاء المحافظين الذين أعربوا بصوتٍ عالٍ عن انتقادهم قرار ترامب.. وأكد الكاتب أن العامة كذلك سيظهرون كثيرا من التعاطف مع المهاجرين اللاجئين الذين تقطعّتْ بهم السبُل.
ورأى سيباستيان أن رئيسة الوزراء بذلك تقف في موقف لا تُحسد عليه؛ حيث يتعذر عليها انتقاد رئيس أمريكي عازم على استعادة السيطرة على حدود بلاده الوطنية - الأمر الذي يمثل محور استراتيجيتها الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أن عليها التقرّب أكثر صوب الولايات المتحدة، والبدء في تدشين اتفاق تجارة حرّة.
ونوه الكاتب عن أن ماي في ذهابها لواشنطن كانت تعرف توجهات ترامب ووعوده في حملته الانتخابية، تماما كما يعرف فريق رئيسة الوزراء أن ترامب يعني ما يقول.. لكن المشكلة أن قرارات الرئيس الأمريكي تؤدي إلى انقسامات في الداخل والخارج، وهذا يترك ماي تحت ضغط متزايد من الاختيار بين الوقوف في صفّ ترامب أو في صفّ منتقديه.
ورجّح صاحب المقال أن تعمد رئيسة الوزراء إلى تغليظ لهجتها بشأن قرار الحظر الذي أصدره ترامب بشأن اللاجئين، ولو على سبيل إرضاء حزبها (المحافظين)... لكن يبقى التساؤل بشأن زيارة ترامب الرسمية المرتقبة في وقت لاحق من العام الجاري، وأن إلغاءها سيكون بمثابة "قنبلة دبلوماسية" بحسب وصْف أحد أعضاء البرلمان البارزين من حزب المحافظين... ورصد الكاتب في هذا الصدد اكتساب معارضة تلك الزيارة زخمًا مع كل ثانية تمرّ.
وخلص الكاتب إلى القول "إننا بصدد رئيسة وزراء تكتسب خبرة ميدانية.. إن ماي قضتْ ستة أعوام في وزارة الداخلية دونما كوارث لكن ذلك لم يُعْطها سوى القليل من الاستعداد للتفكير في وضع قدمها على خشبة المسرح العالمي... إن مهمة تدشين علاقات أقرب مع الولايات المتحدة مع الحفاظ على مسافة آمنة من ترامب "المثير للجدل" تعتبر بمثابة تحدٍ كبيرٍ حتى لأكثر رؤساء الوزراء خبرة".