السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

مدير برنامج "حماية الأطفال بلا مأوى": 16 ألف طفل مشرد منهم 11 ألفًا مجهولو النسب.. المشروع تكلف 162 مليون جنيه بتمويل من صندوق تحيا مصر.. ورفع كفاءة 6 دور رعاية بـ 62 مليون جنيه

حسني يوسف رئيس اللجنة
حسني يوسف رئيس اللجنة التنفيذية ومدير برنامج حماية الأطفال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد حسني يوسف رئيس اللجنة التنفيذية ومدير برنامج حماية الأطفال بلا مأوى، أن نسبة الأطفال المشردين في مصر بلغت 16 ألف طفل طبقا لآخر إحصائية رسمية عام 2014، مشيرا أن البرنامج يهدف في المقام الأول إلى إعادة الأطفال المشردين ( أطفال الشوارع) إلى أسرهم مرة أخرى ودمجهم داخل المجتمع وإعادة تأهيلة، مضيفا في حواره لـ"البوابة نيوز" أن البرنامج تكلف 162 مليون جنيه، مشيرا أن الأسر البديلة هي الحل الأمثل لتنشئة الأطفال وتحديدا مجهولي النسب طبقا لأحدث الدراسات النفسية والاجتماعي، وإلى نص الحوار.
ماذا يعني بالأطفال بلا مأوى؟
المقصود هو الطفل الذي ابتعد عن أسرته لفترة طويلة وليس له مأوى إلا الشارع، سواء كان لأسباب أسرية أو هروب من المؤسسات الاجتماعية أو بسبب الفقر، وفي هذه الحالات يكون المأوى الوحيد له هو الشارع ومنهم نسبة كبيرة تتعرض لسيطرة أشخاص وعصابات تستغلهم في بعض الأعمال مقابل توفير مكان معيشة لهؤلاء الأطفال بصورة غير أدامية، إلى جانب ممارسة العنف الجسدي عليهم ما ينتج عنه انتزاع طفولتهم.
وماهي تفاصيل البرنامج الذي وضعتموه لحماية هؤلاء الأطفال؟
البرنامج يتكون من 17 وحدات متنقلة في الشارع، بتكلفة 20 مليون جنيه قامت الهيئة العربية للتصنيع بتجهيزهم، وكل وحدة بها فريق عمل مكون من اخصائي نفسي واجتماعي ومسعف، تم انتقائهم جميعا بعناية فائقة وتدريبهم على أحدث برامج التعامل مع هذه الفئة من الأطفال من خلال مركز الدريب النفسي بجامعة عين شمس برئاسة الدكتور فتحي الشرقاوي نائب رئيس الجامعة ورئيس قسم علم النفس، إلى جانب تدريبهم على العمل تحت ضغط لأنهم من الممكن أن يضعرضوا لمخاطر أثناء عملهم، فضلا عن 21 وحدة رعاية اجتماعية على مستوى 10 محافظات في الجمهورية( القاهرة والجيزة والقليوبية والسويس والشرقية والمنوفية والأسكندرية والمنيا وأسيوط وبني سويف) وهي المحافظات التي وجد بها كثافة عددية للأطفال بلا مأوى بنسبة 82%، تم تجهيز ورفع كفائة 6 وحدات منهم بتكلفة 62 مليون جنيه مم خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والــ15 مؤسسة الأخرى يتم تجديدهم بتكلفة 11 مليون جنيه.
ما عدد الأطفال بلا مأوى؟
أخر حصر دقيق للأطفال بلا مأوى كان في عام 2014 وبلغ عددهم 16 الف طفل على مستوى الجمهورية.
هناك أطفال يتم القبض عليهم بتهم مثل التسول.. هل هناك تعاون مع وزارة الداخلية بهذا الشأن؟
بلا شك كان يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال باعتبارهم مجرمون وليسوا ضحايا وبعد البدأ في دراسة الموضوع ووضع الخطة التنفيذية للبرنامج، راعت الهيكلة الخاصة بالمشروع هذه النقطة وأجرت تنسيق مع كل الجهات المختصة لأنها مشكلة مجتمعية ويجب أن يشارك جميع فيها، ومنهم اللجنة العليا للبرنامج برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي وعضوية قيادات على أرفع مستوى من وزارات العدل والداخلية والصحة والتربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والمجلس القومي للطفولة والأمومة إلى جانب 17 جهة أخرى، كما تم تصميم برامج خاصة بالأطفال الذين تم ايداعهم المؤسسات الايوائية تنفيذا لحكم صادر بحقهم، من خلال تغير البرامج والأنشطة بناء على معايير الجودة التي تم وضعها، وتم التنسيق مع وزارة العدل لاعادة النظر في الأحكام الصادرة بحقهم من خلال العرض مرة أخرى على نيابة الأحداث بحضور خبير اخصائي اجتماعي يشيرا إلى أنه تم معالجة المشكلات التي اجبرت الطفل للخروج إلى الشارع ودفعه للتسول أو ما شابه، ولوحظ مؤخرا إختفاء الأطفال المشردين من الأماكن العامة وذلك نتيجة للاستنفار الأمني الحالي، وبالبحث عنهم وجدنا أنهم بدأوا ينسحبون إلى الأماكن العشوائية والفقيرة وبدأت فرق العمل في التعامل معهم وفقا للمتغيرات التي طرأت.
ما الهدف من البرنامج؟
الهدف من البرنامج هو إعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى وحمايتهم من مخاطر الشارع وحل مشاكلهم الأسرية، فلدينا نظام الإحالة الذي يعتمد على حل مشكلة ادت لتسربهم إلى الشارع وأغلبهم ضحايا للتفكك الأسري، وفي أغلب الأحيان يكون بسبب مشكلات اقتصادية، وهنا البرنامج وضع حللول لهذه المشكلات كأن يتم ربط الأسر في برنامج تكافل وكرامة أو الأسر المنتجة أو المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
ما هي الضمانة لعدم تسرب الأطفال إلى الشارع مرة أخرى؟
دعنا نتفق أن هؤلاء الأطفال ليسوا على خلاف مع القانون بل هم ضحايا لم يجدوا مأوى لهم إلا الشارع، ومن ضمن خطة البرنامج تغير مفهوم دار الرعاية في ذهن الأطفال والتي كانوا يعتبرونها سجن بالشراكة مع 20 من كبرى المنظمات الاجتماعية العاملة في مجال الأطفال المشردين منهم منظمة فيس وكاريتاس وسامو سوسيال وقرية الأمل وغيرهم، فتم عمل تغير شامل لكل البرامج والأنشطة داخل المؤسسة الإيوائية من خلال برامج تعليمية تعتمد على تعديل سلوكياتهم وأخلاقياتهم من خلال الأنشطة الترفيهية، إلى جانب تصميم برامج جاذبة تبدأ من داخل الوحدات المتنقلة عن طريق تقديم وجبات طعام وإسعافات طبية سريعة لهم حتى يندمج الطفل برغبته مع البرنامج والإخصائيين ويشعر بالأمان، كما تم تصميم حقائب تدريبية حديثة للأطفال ونشاطهم اليومي وتنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم داخل المؤسسات الإيوائية قامت كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان بتصميمها صممت على أن يكون الطفل نفسه مشارك في قراره.
أغلب الأطفال المشردين يعانون من مشكلات صحية خطيرة ما آليات التعامل مع مثل هذه الحالات؟
هنا يأتي دور منظمات المجتمع المدني بالتنسيق مع وزارة الصحة، ونحن بصدد عمل بروتوكول تعاون مع مستشفي رابعة العدوية لاستقبال مثل هذه الحالات، نظرا لتوافر امكانيات ممتازة بها ورحبت بعمل الفحوصات الطبية الشاملة للأطفال أو أي عوارض صحية خاصة بهم كنوع من التأمين الصحي.
الأطفال المشردون متسربون من التعليم فكيف يتعامل معهم البرنامج؟
الأطفال في المشروع يتم استكمال دراستهم بصورة طبيعية إذا كان في مرحلة تعليمية محددة إلى أن يكمل جميع مراحله التعليمية حتى وإن وصل للمرحلة الجامعية فالمشروع يهدف لأن يكون إنسان مستقل يعتمد على نفسه أما الأطفال الذين لم يتلقوا تعليم مطلقا يتم دمجهم في برامج محو أمية صممت لهم إلى أن يكملوا مراحل تعليمهم.
هل يشمل المشروع عمالة الأطفال؟
البرنامج يستهدف الأطفال المقيمين في الشارع ولا يشمل عمالة الأطفال، لكن فرق الشارع العاملة في البرنامج تتعامل مع أي طفل في الشارع سواء كان يعمل أو مستغل.
ما المخاطر التي من الممكن أن تواجه فرق عمل البرنامج.. وكيف يتم التعامل معها؟
هناك تنسيق كامل مع وزارة الداخلية للتعاون مع فريق عمل البرنامج من اخصائيين وغيرهم، كما أن فرق العمل مدربة جيدا على كيفية التعامل في مثل هذه المواقف بما يضمن حماية الفريق ذاته وعند درجة معينة يتم الاستعانة بقوات الشرطة عند استشعار خطر في مكان بعينه.
كثير من الأطفال المشردين أدمنوا المخدرات كيف نتعامل معهم؟
هناك حقائب تدريبية صممت لمثل هذه الحالات بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن لوضع خطة علاجية لهم.
أغلب أطفال المشردين اعتادوا الاستقلالية المادية لكسب موارد دخل.. كيف سيتم تعويضهم ماديا؟
تعتمد الحقائب التدريبية في البرنامج على تعديل السلوك والاتجاه لدى الأطفال، فيتم تدريبهم على أنه يتم توفير المأكل والمشرب والملبس والمأوى الأمن لهم إلى جانب توفير الأنشطة الترفيهية والرحلات إلى أن يقتنع الطفل بأنه ليس مسؤلا عن توفير مصدر دخل لنفسه الأن، فينساق إلى الصواب طواعية.
كيف تعامل البرنامج مع الأطفال مجهولي النسب؟
أكدت الدراسات أنه أفضل مكان لتنشأة الطفل هو داخل الأسرة وعلى التوازي مع البرنامج، عقدت الدكتورة غادة والي عقدت لجنة عليا للأسر البديلة بقرار وزاري منذ ثلاث سنواتوضمت خبراء من وزارة الداخلية ودار الإفتاء والأزهر والأوقاف، وحتى الأن لدينا 11 الف أسرة بديلة تسلمت أكثر من 11 الف طفل مجهول نسب، ودور اللجنة تفعيل وتعديل القانون رقم 12 لسنة 96 والقانون المعدل 126 لسنة 2008، كان هناك عدد من الصعوبات داخل القانون منها عدم تسليم الطفل لأم أكبر من 45 عاما وتم رفع السن ليصبح 50 عاما، كما كان محذورا على الأرملة أن تتسلم طفل وتم تعديله هذا الجزء، كذلك كان القنون يحدد ألا يسلم طفل عمره أقل من سنتين وتم تعديله ليصبح عمر الطفل ثلاثة أشهر، ولا يتم تسليم الأطفال إلا لأسر موثوق فيها اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وبيئيا بما يضمن حياة كريمة لهذا الطفلوعلى الجانب الأخر لا يمكن الاستغناء عن المؤسسات الإيوائية نظرا لما قد يطرأ على أي من الأسر البديلة فيجد الطفل مكان أمن يحتمي به.