يحتفل اليوم الأحد ملتقى رؤى للإبداع والنقد بعيد ميلاد الروائي
الكبير جار النبى الحلو، السبعين.
ويشارك في تقديم المقاربات النقدية الروائية هدرا جرجس، والناقد
الدكتور علاء الجابري، والدكتور شريف حتيتة، والدكتور أيمن حماد، ويدير اللقاء
المسرحي أحمد سراج، بحضور نخبة من المبدعين على رأسهم القاص سعيد الكفراوي.
وأشار جرجس، في دراسته التي سيقدمها في الملتقى إلى أهمية المكان في
إبداع جار النبي الحلو قائلا: "يبدو المكان سيدًا في روايات جار النبي الحلو،
وليس بطلًا فحسب، هذا أول ما يمكننا الشعور به خلال التدفق الإبداعي لنوستالجيا
تذكر الأماكن عبر الكلمات الدقيقة الشفيفة المنتقاة بعناية فائقة، لا زيادة ولا
نقصان، جار مولع بتذكر أماكن الأمس، باعتبارها الوطن المفقود، خاصة تلك البكر التي
لم يفضضها الصخب والانتهازية والزحام وآثام البشر، وله قدرة فائقة على رسم صورتين
لها، ما كانته، وما آلت إليه مؤخرا، في استنطاق بديع لفحوى التحولات سياسيا
واجتماعيا ودينيا وحتى اقتصاديا".
وقال جرجس، إن جار قادر، وحده، على صناعة ما يسمى اصطلاحا "الذاكرة الحضارية" للوطن، وهذا عمل، مع تراكمه، عظيم، عجزت عن صناعته مؤسسات كاملة، لكنه لا يثبت لحظات الصعود في الذاكرة فقط، إنما يرصد كذلك لحظات سقوطها، فالبحث عن الذاكرة المفقودة أو المهملة، في الأماكن تحديدا، يأتي لديه فيما يبدو بلا وعي، وهذا سر عبقرية كاتبه، الذي لا يهتم في كتاباته إلا بقيمة الإنسان الذي ينتصر له الكاتب، بالرغم من كل شروره ـ في فطرته وبراءته.