احتجزت السلطات في عدد من المطارات الأمريكية أوائل المسافرين
القاصدين الأراضي الأمريكية غداة إصدار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب
مرسوماً بوقف دخول اللاجئين من سبع دول إلى الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت إن من بين هؤلاء
عراقيين اثنين احتجزا في مطار كنيدي في نيويورك، وقد أفرج عن أحدهما دون الآخر.
وأشارت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز العنصري إلى تسلمها
تقارير تفيد بمنع حاملي تصاريح الإقامة في أمريكا، من مواطني الدول التي شملها
القرار، المسموح لهم بالإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، أيضا من دخول البلاد
في المطارات.
وقالت اللجنة في بيان إن: "اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة
التمييز العنصري تنصح مواطني الدول المشار إليها سابقا، والمتواجدين حالياً في
الولايات المتحدة، بعدم السفر إلى الخارج. لن يُسمح لكم بدخول البلاد مجدداً".
وأضاف البيان أن إدارة ترامب لديها "أجندة واضحة لتجريم جميع
المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين والأشخاص المنحدرين من أصول عربية و/أو
المسلمين".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع الجمعة أمراً تنفيذياً يعلق
برنامج الولايات المتحدة للاجئين لمدة 120 يوماً، ويمنع بشكل محدد اللاجئين
السوريين من دخول البلاد إلى أن يتم تحديد أن قبولهم لا يشكل ضرراً أمنياً.
ويشمل القرار رعايا الدول السبع الآتية: العراق وإيران وليبيا
والصومال والسودان وسوريا واليمن.
وأعلن ملحق شؤون المغتربين اليمنيين، في مصر، السبت، عن إعادة أول
مواطن يمني أثناء توجهه للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك غداة قرار للرئيس
الأمريكي دونالد ترامب بهذا الشأن.
فيما قالت مصادر مطار لبنانية إنه تم منع عائلة سورية تحمل تأشيرات
دخول للولايات المتحدة من ركوب طائرة كانت متجهة من باريس إلى أتلانتا اليوم السبت
وعادت إلى مطار بيروت الذي كانت قد غادرته إلى باريس.
وأضافت المصادر أن هذه العائلة كانت قد سافرت من بيروت إلى باريس
الليلة الماضية حيث انتظرت رحلتها المتجهة إلى الولايات المتحدة.
من جهتها، رفضت شركة الطيران الهولندية (كيه إل إم) السبت حمل سبعة
ركاب على متن إحدى طائراتها المتجهة إلى الولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم الشركة لوكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي):
"كان بودنا أن نأخذهم معنا إلا أنه سيكون إجراء بلا جدوى، لأنهم بعد الهبوط
لن يسمح لهم بالدخول".
وذكر المتحدث إن اثنين من هؤلاء السبعة كانا سيبدآن رحلتهما من
أمستردام، بينما كانت رحلة الخمسة الباقين ستبدأ من أماكن أخرى، وكانوا جميعاً
يحملون تأشيرات سارية.
حاملو بطاقات الإقامة أيضاً
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، السبت، إن
القيود الجديدة على المهاجرين واللاجئين تعني أن الأشخاص الذين لديهم إقامة دائمة
أو ما يعرف بحاملي البطاقة الخضراء من سوريا وست دول أخرى ذات أغلبية من المسلمين
سيتعين فحص موقفهم على أساس كل حالة على حدة قبل السماح لهم بدخول الولايات
المتحدة.
ودافع المسؤول في إفادة للصحفيين عن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب
يوم الجمعة، وهي الخطوة التي أحدثت حالة من الفوضى والقلق في مطارات العالم.
ورداً على سؤال عن الدعاوى القضائية التي رفعت ضد هذا الأمر أحجم
المسؤول عن الإدلاء بتعليق محدد لكنه قال إن الأجانب ليس لهم الحق في دخول
الولايات المتحدة ورفض وصف الحظر بأنه يرقى إلى حد اعتباره "حظراً على
المسلمين" واصفاً ذلك بأنه "مضحك".
وقال مسؤول آخر إن هناك دولاً أخرى ذات أغلبية مسلمة لا يشملها الحظر
مثل أفغانستان وماليزيا وباكستان وعُمان وتونس وتركيا.
شركات أمريكية تحاول التكيف
هرعت شركات أمريكية، السبت، للتكيف مع تداعيات الأمر التنفيذي الذي
أصدره ترامب بشأن الهجرة مع استدعاء شركة غوغل موظفيها من الخارج بشكل عاجل.
ونقل مسؤول تنفيذي بغوغل عن ساندر بتشاي الرئيس التنفيذي لغوغل قوله
في رسالة عبر البريد الإلكتروني للموظفين إن أكثر من 100 موظف بغوغل تأثروا بهذا
الأمر.
وأضاف إن موظفا بغوغل يحمل الجنسية الإيرانية ومعه إقامة قانونية
بالولايات المتحدة عاد للولايات المتحدة قبل ساعات فقط من سريان أمر ترامب.
وقالت شركة غوغل في بيان "نشعر بقلق من تأثير هذا الأمر وأي
مقترحات قد تفرض قيوداً على موظفي غوغل وأسرهم أو قد تخلق عقبات أمام جلب مواهب
عظيمة للولايات المتحدة".
"سنواصل إبلاغ أرائنا بشأن تلك القضايا للزعماء في واشنطن ومناطق أخرى".
وقالت شركة مايكروسوفت في بيان "نتبادل القلق بشأن تأثير الأمر
التنفيذي على موظفينا من الدول المدرجة وكلهم موجودون في الولايات المتحدة بشكل
قانوني ونعمل معهم بشكل نشط لتقديم المشورة والمساعدة القانونية".
ولم يكن لدى فيس بوك تعليق أكثر مما قاله مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي للشركة في تدوينة يوم الجمعة أوضح فيها أنه "قلق" من هذا الأمر وأبدى تأييده للمهاجرين.