فى تقديرى أن من أعظم أدبيات الرئيس عبدالفتاح السيسى الصدق فى القول والفعل، وربما كانت مصداقية الرئيس هى السر الحقيقى وراء مساندة شعب مصر العظيم لقائد، منذ أن كان قائدًا للجيش ووزيرًا للدفاع، وكان يبعث دائمًا بالعديد من الرسائل للشعب يطمئنه فيها بأن قواته المسلحة تقف بجانبه وتسانده، وانحيازها للشعب وليس للحاكم الظالم والمستبد، وهذا الانحياز جزء من عقيدة راسخة لدى خير أجناد الأرض من رجال الجيش والشرطة، وبالرغم من التهديد والوعيد أثناء حكم التنظيم الإخوانى الإرهابى للشعب، إذا بالتظاهر فى اليوم الذى حدده الشعب وهو ٣٠ يونيو ٢٠١٣، إلا أن وزير الدفاع المشير السيسى والمجلس العسكرى الموقر لم يخش من غدر الإخوان، وكانت حياته مهددة من قبل أهل الشر، ولكن صدقت مقولة المولى القدير عز وجل: «والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين» ولولا انحياز القوات المسلحة والشرطة للشعب فى مواجهة المؤامرات التى كانت تحاك ضد مصر فى الخارج والداخل يوم ٣٠ يونيو بكل جسارة ووطنية، لا ندرى إلى أين المصير الذى كان ينتظر مصر المحروسة، فى هذه الأثناء وقبل الثورة وأثناءها وبعدها، استشعر شعب مصر بعبقريته الفذة، أن وزير الدفاع المشير السيسى هو الرجل القوى، والذى تحتاجه مصر للحفاظ على أمنها القومى، واستشعر المصريون صدق كلمات ووعود قائدهم، ولم يخش على حياته من أجل مصر وشعبها الأبى.
ومصداقية الرئيس ليست وليدة الصدفة فى مساندته للشعب فى ثوراته الفريدة فى العالم، ولكنها كانت جزءًا أصيلًا فى نشأة وتربية القائد الدينية الصحيحة التى عاشها وسط والديه وإخوته فى أحد أحياء مصر الشعبية والدينية، وهو حى الجمالية المجاور، لسيدنا الحسين رضى الله عنه، وتربى الشاب على الاستقامة والتدين والخلق الكريم، حتى أنه اعتاد منذ صغره على الصلاة والصوم وقراءة القرآن، مثله مثل ملايين المصريين المتدينين بالفطرة المستقيمة، وعندما كانت تصادفه مشكلة، يصلى ويعتكف فى البيت أو المسجد ويقرأ القرآن، وعندما يخلد إلى النوم، يأتى الفرج ويظهر له فى الرؤيا الفرج لهذه المشكلة.
مصداقية الرئيس أيضا تجلت فى إحدى الخصال التى تربى عليها وهو أنه بطبيعته حنون على أهله وشعبه، وكلنا رأينا الدموع كثيرا فى عيني الرئيس وهو يواسى أو يقبل رأس أم الشهيد من رجال الجيش والشرطة.. وحنان الرئيس أيضا تجلى فى أنه يعيش بنبض الشارع ويشعر بالمواطن البسيط، وربما كان السيسى هو الرئيس الوحيد فى مصر الذى تصدى بكل جسارة لمشكلة العشوائيات، وقال فى أحد خطاباته: «كيف نأكل وننام وأهلنا يعيشون هكذا فى العشوائيات؟!».
وتجلى حنان الرئيس وعطفه على أبناء شعبه، عندما شاهد الفتاة التى تجر عربة لتتكسب قوت يومها لمساعدة أهلها الفقراء والمحتاجين، والتقاها الرئيس وشد من أزرها وأمر الدولة بتوفير مسكن مناسب لها ولأسرتها ومنحها محلًا تأكل فيه لقمة العيش بشرف وكرامة.
وتجلت مصداقية الرئيس فى مشروع الضمان الاجتماعى لصرف معاش مناسب لكل الأسر الفقيرة والمعدمة.
مصداقية الرئيس تجلت أيضًا فى مواجهة التحديات والمؤامرات التى فرضت على مصر منذ ثورة ٢٥ يناير وحتى ثورة ٣٠ يونيو وحتى اليوم، لكن صلابة الشعب المصرى وتكاتفه حول قائده وأولاده رجال القوات المسلحة والشرطة، استطاعوا جميعًا أن يهزموا المؤامرات ويحافظوا على مصر من الهدم أو التقسيم، وكانت صيحة الشعب فى ميادين الثورة فى ٣٠ يونيو التى تزلزل الأرض: الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة.. هى السر فى نجاح الثورة وهزيمة المؤامرات.
مصداقية الرئيس التى استشعرها شعب مصر منذ أن كان وزيرًا للدفاع هى التى جعلت الشعب المصرى يساند الرئيس فى أصعب الفترات فى تاريخ مصر، وفى أصعب القرارات التى اضطر الرئيس أن يتخذها من أجل الإصلاح الاقتصادى، وبرغم مؤامرات أعداء مصر فى الداخل فى محاولة إخفاء السلع الاستراتيجية مثل السكر والأرز، وبرغم جشع التجار أصحاب الضمائر الخربة ورفعهم غير المبرر للسلع الغذائية، وبرغم قرارات الرئيس الجريئة والصعبة فى رفع أسعار الوقود وتعويم الجنيه، وما ترتب عليهما من ارتفاع ملحوظ للأسعار، وكان رهان جماعة أهل الشر من الخونة والإرهابيين أن الشعب سوف يتظاهر ضد الدولة والرئيس بسبب الوضع الاقتصادى، إلا أن الشعب انتصر للرئيس وهزم المؤامرة وأهل الشر، ولا يزال شعب مصر العظيم صامدا يواجه التحديات والمؤامرات والأزمات، حفاظًا على مصر، وثقة فى مصداقية وصدق قائدهم الذين اختاروه عن قناعة ويقين بأنه المنقذ الذى أرسلته العناية الإلهية ليحافظ على أرض الكنانة.
وأخيرًا مصداقية الرئيس السيسى، كانت بفضل انتمائه للمؤسسة العسكرية التى تعلم فيها مبادئ الوطنية والالتزام والتضحية والفداء.