الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

المدرج الروماني بالأردن.. قبلة السائحين الوافدين

المدرج الروماني
المدرج الروماني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مرور 1800 عام على المدرج الرومانى بالأردن، إلا أنه ما زال مقصد السائحين الوافدين للعاصمة الأردنية عمان وأيضا للمواطنين الأردنيين، حيث يعد نزهة للعائلات الأردنية وللتعرف على آثارها، حيث يقصده السائحون من كافة بقاع الأرض.. ووقوعه بمنطقة وسط البلد في عمان بمحاذاة الساحة الهاشمية وما يحيطه من أماكن آثرية أخرى مثل (سبيل الحوريات، والمسجد الحسينى، وقلعة الجبل)، بالإضافة إلى قربه من الأسواق الشعبية، يجعل من زيارته شيء ثري.
ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط أهم ملامح هذا الصرح الآثري، حيث يوجد على جانبي المدرج متحفان، وهما أولا: متحف "الحياة الشعبية"، الذي تأسس عام 1975 وسمى بهذا الاسم، كما روى حارس المتحف، لأنه يستعرض نماذج من حياة دول الشام (فلسطين، الأردن، لبنان، سوريا) وكيف كانت عادات الأردن في بعض نواحي الحياة كالعزائم على سبيل المثال حث كان رأس الخروف لا يقدم إلا للضيف وشيخ القبيلة، والهودج الذي كان يحمل عروس شيخ القبائل وغيرها من الأمور التى توضح كرم الضيافة عند الأردنيين.
ويتضمن متحف "الحياة الشعبية" نموذج لامرأة بدوية تحلب الغنم، وأخرى تخبز، كما يتضمن (بيت الشعر، وهودج العريس والعروس، وغرفة النول، ومجلخ السكاكين)، وصانع الفخار وصائغ الذهب وملمع الألومنيوم، فضلًا عن الجلسة الأردنية وخزانة الأسلحة وأدوات موسيقية وتراثية والبيت الفلاحى وحياه المدينة والزى الشركسى، بالإضافة إلى آلة "المهباش" التى اشتهرت بها الأردن وتستخدم لطحن حبوب القهوة بعد التحميص.
وثانيا: المتحف "الشعبى الأردنى للحلى والملابس"، الذي تأسس عام 1972 ويستعرض أزياء المدن الأردنية والفلسطينية التقليدية والحلى وأدوات التزيين التي تستعملها النساء، ويضم "سدر" كبير من النحاس المطلى بالفضة، والذى كان يستخدمه شيوخ العشائر فى الأردن، وتمثال لامرأه من شمال الأردن تلبس ثوب "المدرقة"، فضلًا عن نماذج لحرف البادية، ومنها "مرياع" من شعر الماعز مزين بالخرز الأزرق والودع يوضع على ظهر الكبش ليكون قائد القطيع، وظبية من جلد الغزال توضع فيها حبوب الهال ومكرش من جلد السخل تستعمل لحفظ الزبدة الخالصة، و"مجرابة" من جلد الظبية تستعمل لوضع حبوب القهوة.
كما يتضمن المتحف أدوات لتجسيد حياة الرعيان، ومنها "زربول" من الجلد وهو حذاء البدو، وجراب من جلد الغنم يستعمل لخزن الحبوب أو البذور وتمثالين لامرأتين من عشيرة بنى صخر والشونة بجانب زينات للمرأة من المرجان، حيث أن المرأة بجنوب الأردن استعملته كقلائد تتزين بها، كما أن هناك زينات تراثية وأحجار بدوية ومجموعة من قلائد العنبر تتزين بها المرأة البدوية في الأردن وفلسطين، وأيضا حلى من العقيق حيث استعمل خرز العقيق كقلائد للزينة، واستعمل كمعتقد طبى شعبى لمعالجة إلتهابات العين وللوقاية من مضاعفات الولادة.
ويشتمل المتحف علي مجموعة من الحلى مختلفة الأشكال والاستعمال، إلا أنها تشترك جميعها في نفس صناعة الزخرفة، ومنها التحبير بالميناء الأسود.. وجاءت صناعة التحبير إلى الأردن عن طريق الشركس، وقد كانت الكرك جنوب الأردن هي مركز لصناع الفضة المحبرة، كما يتضمن المتحف زخارف هندسية متعددة الألوان منها ما يجسد جزء من حاشية كنيسة "إلياس وماريا" في جرش آواخر القرن الـ16.
ويوجد أمام المدرج، الذى يقع بسفح جبل الجوفة في مدينة عمان، لوحة من نقوش يونانية تشير إلى كيف كانت عمان قديما تسمى "فيلادلفيا" ثم "ربة عمون" ثم "عمان" اشتقاقًا من "ربة عمون"، كما تشير كتابة يونانية موجودة على إحدى منصات الأعمدة إلى أن هذا المدرج قد بني إكراما للإمبراطور مادريانوس الذي زار عمان سنة 130م لتدشين الطريق الممتد بدءًا من البصرة مرورًا بجرش وعمان إلى البحر الميت.
ويستوعب المدرج 6 ألاف مشاهد، ويتألف من 3 طبقات يفصل بين كل طبقة والأخرى عتبة تقارب المترين، كما يتخلل هذه الطبقات ممرات يبلغ عددها 8 في كل طبقة.. وقد استعمل المدرج الروماني للعروض المسرحية والغنائية بسبب جودة نظام الصوت فيه، ويستعمل حتى يومنا هذا للعروض الفنية، حيث يتسع لـ6 آلاف متفرج، ليعد بذلك أكبر من المسرح الجنوبي في جرش، الذي يتسع إلى 4 إلى 5 آلاف متفرج.. والمدرجات به مقسمة إلى 44 صفًا في 3 مجموعات رئيسية كانت مجموعة الصفوف الأولى تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات، بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لباقي الشعب.
والزائر لهذا الصرح الشامخ والمهيب، ألا ينسي إلتقاط الصور التذكارية والجلوس على مدرجاته العالية للشعور بعظمة المكان والتجول بين أقسامه، وأيضا تجربة الوقوف على إحدى أرضيات المدرج وسماع صدى الصوت.. كما يجب عند التواجد بالمدرج الروماني زيارة مدرج صغير بجانبه يسمى بـ"المدرج الشتوى".
وأشار أحد المسئولين بالمدرج إلى أن هذا المدرج يعرف بـ"بيت الكونجرس" نظرا لأنه كان يعقد به الاجتماعات عند الرومان ويسمى بمسرح "الأوديون"، وهو مدرج روماني صغير تم تشييده في القرن الثاني للميلاد قبل إنشاء المدرج الكبير، ليتسع لحوالي 500 متفرج.
وعند الخروج من المدرج الرومانى تجد في الجهة المقابلة له فندق المدرج الرومانى، حيث يكتسب هذا الفندق شهرة نظرًا لقربه من معبد "هرقل" و"قلعة عمان"، وباقي المعالم السياحية البارزة الأخرى، مثل المتحف الأثري الوطني، والكنيسة البيزنطية، فضلًا عن بعض مواقع التسوق الأكثر شعبية في المدينة.