الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

التكاتف العربي أمر ضروي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت المحكمة الإدارية العليا - دائرة فحص الطعون برئاسة المستشار الجليل أحمد الشاذلى حكمها الذى قضى منطوقه (برفض الطعن المقام من هيئة قضايا الدولة ممثلة عن رئاسة الجمهورية والحكومة وتأييد الحكم الصادر من محكمة أول درجة - القضاء الإدارى - ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية). وهو مستشار عظيم لى شرف الحضور أمامه قرابة ٢٥ عاما فى قضايا الصحفيين ومهما استخدمت من عبارات وألفاظ جيدة لن أوفه مقداره فهو عاشق للقانون، والعدالة، والدفاع عن قيم الحرية، والوطنية فى محراب مجلس الدولة على طريق الفقيه السنهورى والمستشار الجليل مجدى العجاتى أطال الله فى عمره وحيثيات حكمه تحفة قانونية وأدبية جميلة سيتزين بها متحف الأحكام القضائية المصيرية التى كسبتها القوى الوطنية والديمقراطية فى نضالها اليومى على مر التاريخ، وهى كثيرة، وتؤكد افتخارنا بقضائنا النزيه، وكان طبيعيا أن يستهل النطق بالحكم هذه العبارات (أن أرض مصرنا ثابتة منذ فجر التاريخ لم يرسمها الخطاطون، ورسامو الخرائط، ولكن بدماء أبنائها عبر آلاف السنين، وأن الدستور خلق نظامًا قانونيًا جديدًا للفصل بين السلطات وأعلى من شأن حق الإنسان المصرى فى المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لبناء دولته الجديدة مصطحبا تاريخ مصر الخالد وحضارتها العظيمة وموقعها الجغرافى المتميز وقدم وعراقة شعبها ويستعذب أصالته كل من سرى فى شرايينه مياه النيل مسرى الدم».
وهو تلخيص لحالتنا بعد ثورة ٣٠ يونيو تصحيحا لثورة ٢٥ يناير فى ظل قيادتنا الوطنية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى وزملائه من قادة عظام خلصونا من قوى الضلال والظلام وعمت الفرحة لدى المواطنين العاديين أيا كانت ظروفهم المعيشية حيث أكدوا أنهم على استعداد للموت جوعا على ألا يفرطوا فى حبة رمل من أرض الوطن، ومن يفكر فى تجويعنا واهم ومختل فى تفكيره والكرامة الوطنية لدى شعبنا مسألة راسخة لا تحتمل التأويل سواء كان حاكما أو محكوما ولا نقبل المزايدة فى هذا الشأن.. نقول هذا لبعض من يحاولون اختطاف هذا الحكم وركوب الموجة ودق الإسفين بين مصر وأشقائها العرب متناسين أننا أوقفنا مخطط تقسيم وتفتيت البلاد العربية المخطط الصهيونى - أمريكى الذى استغل حالات الثورة والسخط ضد بعض الأنظمة العربية المستبدة من قبل شعوبها وحرف هذه الثورات عن أهدافها الحقيقية من خلال أدواته التى رباها واحتضنها سواء كانت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أو التنظيمات التى خرجت من أحشائها أو طابورا خامسا مدربا على أيدى مخابراتهم.
إن إثارة النعرات الإقليمية والحدود بهدف بث الفرقة والخلاف العربى مسألة مرفوضة فكلنا نعلم تمام العلم أن الدول العربية لم تضع حدودها بإرادتها الحرة إنما سمحت لها على أيدى القوى الاستعمارية التى لم ترتض لنا الخير وتركت لنا العديد من القنابل والخوازيق الكفيلة بتأجيج الصراعات الإقليمية والحدودية ما بين جميع الأشقاء العرب وكان هذا بعد الحرب العالمية الأولى فى مايو ١٩١٦ «اتفاقية سايكس - بيكو» وهى امتداد لمعاهدة ثلاثية سبقتها فى مارس ١٩١٦ بين بريطانيا وفرنسا وروسيا وتم إدخال تعديلات أساسية بعد توقيعها بموجب ثلاث اتفاقيات أخري أهمها سان ريمو وسيفر ولوزان، الأمر الذى يتطلب منا الحنكة والكياسة فى تناول هذا الموضوع بما يحفظ التكاتف العربى والقوى الاستعمارية الجديدة اعتمدت على داء النسيان لدى الشعوب العربية وتحاول إحياء مخطط التقسيم والتفتيت والذى عبر عنه بن جوريون أول حاكم للكيان الصهيونى التوسعى حينما قال بالكنيست: «إسرائيل لا يعنيها أن تمتلك القنبلة النووية بقدر ما يعنيها تدمير دول المواجهة الثلاث مصر، وسوريا، والعراق»، وكانت البداية فى فترة جورج بوش الابن باحتلال العراق بالتنسيق مع بريطانيا وتدمير جيشها بحجة وجود أسلحة دمار شامل ومحاولتهم تقسيمها لثلاث دول احداهما شيعية وأخرى سنية والثالثة كردية وقامت بإعداد تنظيم داعش وقادته داخل السجون العراقية ليحل محل تنظيم القاعدة وانتهاج أساليب الرعب التى حفلت بها الأفلام الأمريكية ليجسدها فى الواقع سواء الذبح أو التمثيل بالجثث واغتصاب النساء وتدمير الآثار التى تشير إلى أن البلاد العربية مهد الحضارات الإنسانية وامتد هذا التنظيم بسرعة البرق إلى سوريا وليبيا بعد أن نجح نظام أوباما فى إسقاط نظام معمر القذافى بالتعاون مع فرنسا وحلف الناتو وإسقاط الدولة حتى تتحول لدولة فاشلة تأوى الإرهابيين من داعش أو جماعة الإخوان المسلمين، أما سوريا فبعد أن فشلت إسرائيل وأمريكا وبعض الدول العربية التى تدور فى فلكها فى إسقاط نظام الأسد قامت باستجلاب آلاف الإرهابيين وقطاع الطرق من جميع أنحاء العالم وتدريبهم وغزوهم لجزء من المدن السورية ليبثوا فيها الخراب والدمار فى جميع أنحاء سوريا تحت مسميات غريبة بلغ عددها ما يقرب من ٢٧ فصيلا ومنظمة إرهابية وظهرت آثار ونتائج ثورة ٣٠ يونيو حيث أوقف مخطط التقسيم والتفتيت من خلال فضحه وتعريته لدى الشعوب العربية وهناك بشائر للنصر العربى سواء بتحرير حلب السورية أو توجيهه ضربات موجعة لتنظيم داعش فى ليبيا والانتصارات التى يحققها الجيش العراقى والسورى وعادت مصر قوية لتلعب دور الريادة العربية بمواقفها القوية الداعمة للتكاتف العربى سواء لوحدة الأراضى السورية ورفض تقسيمها أو المحاولات الأمريكية والإيطالية الرامية إلى تقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات الأولى برقة بالشرق، والثانية طرابلس غربا، والثالثة يفرن.. حيث دخل ما يقرب من ١٠٠٠ جندى أمريكى وتمركزوا فى إحدى ضواحى طرابلس أو إنزال بعض القوات الإيطالية مع تواجد بعض القطع الحربية الإيطالية أيضا قرب الحدود الليبية الأمر الذى دفع روسيا إلى إرسال حاملة الطائرات قرب المياه الليبية وإعلانها عن استعدادها لتدريب الجيش الليبى وتزويده بالسلاح، وهو الأمر الذى دفع مصر إلى دعوة دول الجوار العربى سواء الجزائر أو تونس للاجتماع لمناقشة مستقبل ليبيا ووحدة أراضيها وكذلك مؤتمر الآستانة بشأن سوريا وهذا يتماشى مع توجهات قيادتنا الوطنية من خلال تصريحاتهم الواضحة وكان آخرها للفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى فى مراسم الاحتفال بفترة الإعداد العسكرى لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية «الأمن القومى العربى لا يتجزأ، ومصر سند أمتها العربية» وهذا النهج رصدته تقارير المخابرات المركزية الأمريكية حيث إن مخطط التقسيم كان مخططا له أن يبدأ بالعراق وليبيا وسوريا وإيران والجزائر وأخيرًا السعودية على أن يكون ترتيب مصر السابع بعد السعودية إلا أن مراكز الأبحاث ووكالة الاستخبارات الأمريكية الـ«C.I.A» رفضوا هذا الترتيب وطالبوا بإعادة التقسيم على أن تكون مصر أولا استنادا إلى ما رصدته من أن الشعب المصرى متدين بالفطرة ويعشق الحرمين الشريفين كما يعشق آل البيت وإذا استشعر المصريون الخطر على السعودية بالهجوم الأمريكى عليها أو محاولة تقسيمها أو الاعتداء على الأسرة الحاكمة فسوف يتخذ الشعب المصرى قراره فورا ويعبر البحر الأحمر عائما حتى يصل للأراضى السعودية ليحارب الأمريكان بكل ما لديه من قوة وعقيدة، وهذا دفعهم إلى تعديل المخطط الصهيو - أمريكى التآمرى بأن تكون مصر هى الجائزة الأولى فى مؤامرة التقسيم ثم تأتى بعدها السعودية والإمارات وباقى دول الخليج وهذا يؤكد أن خطر التقسيم والتفتيت مازال قائما، الأمر الذى يستلزم منا اليقظة ولا نسمح لتجار الشعارات بالانحراف بالحكم إلى ما يضر بالتكاتف العربي.