الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

نكشف حقيقة المجموعة 80 التابعة لـ"الشاطر".. وتفاصيل " فياجرا" السجون

 خيرت الشاطر
خيرت الشاطر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت مصادر خاصة للبوابة نيوز بعضا من طرق تحايل عناصر الإخوان على عناصر الأمن -بحكم خبرتهم- في هذا المجال، وذلك بهدف التواصل مع قياداتهم القابعة خلف اسوار السجون ونقل تعليمات هؤلاء القيادات الى أعضاء الجماعة بالخارج، ونشرها بعد ذلك على صفحات التواصل الاجتماعي، ومنها الى وسائل الإعلام 
وأكدت المصادر، أن عناصر المحظورة بداوا يتحايلون هذه الأيام على قوات الأمن بنفس الطرق التي كانوا يستخدمونها أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك من خلال إهداء "الفياجرا"، وشرائط الابتريل،، كهدايا لأمناء وحراس السجون، حتى يستطيعوا رؤية وزيارة ذويهم على انفراد، والحصول على بعض الرسائل الخاصة من قيادات الجماعة ومن ثم نقلها الى الأعضاء بالخارج لتنفيذها.
كما أشارت المصادر إلى أن اللجنة القائمة على نشر المعلومات في وسائل الإعلام وعلى صفحات الـ"فيس بوك"، تمت إعادة هيكلتها مؤخرا، وتم تقسيمها إلى عدة مجموعات أهمها المجموعات 80، 101، 66، 77، وهي مجموعات تابعة للرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر وتتلقى الرسائل منه بشكل غير مباشر، ويتركز دورها في مهاجمة الجيش والشرطة وتوسيع ونشر مصطلح الانقلاب والشرعية، ومهاجمة عناصر الحكومة الحالية.
ووفقا للمصادر،  تقوم هذه المجموعات بدور مهم على صفحات "فيس بوك"، وتدير جميع الصفحات الخاصة بالجماعة وقياداتها، مثل صفحة شبكة نبض الإخوان، المدعي العام المصري، وكتائب الإخوان ، وتاريخ جماعة الإخوان وبنات إخوانيات جدا، ونبض رابعة، وبنات مسلمات إخوانيات، ووكالة زرقاء اليمامة، وشبكة أوراق الإخبارية، ومصر العربية، وطلاب الإخوان ، وصفحة خيرت الشاطر، التي تديرها ابنته عائشة الشاطر.
وأضافت المصادر، أن من أشهر عناصر الإخوان الذين يديرون هذه المجموعات، عائشة الشاطر، وخديجة الشاطر، وهبة عمار، وأحمد القاعود، وأنس أبومالك، وأحمد فهمي، وأحمد عزت والمهندس أحمد فرج، وأحمد الطنوبي وزياد شرف الدين، ومروة أبو زيد التي تدير صفحة نبض الإخوان، والتي أثارت جدلا واسعا بعد أن كتبت مؤخرا على صفحتهاالشخصية  "سأسجد سجدة شكر عندما تحتل إسرائيل سيناء الآن في ظل هذا النظام الفاسد والقضاء الفاجر والداخلية البلطجية والجيش، والشعب الظالم، والوطن الذي بلا وطن والدولة التي بلا دولة.. أنا الآن لست مصرية بل مسلمة وديني هو وطني أبحث عنه وأقيمه في المكان المناسب إن أمكن لي ذلك".
كانت "البوابة نيوز"،- في وقت سابق- قد كشفت النقاب، عن أخطر لجان تجنيد النساء، داخل تنظيم الأخوات، بالجماعة المحظورة، حيث تمثّل لجنة "الزهراوات" أخطر اللجان التي تهتم داخل الأخوات، باستقطاب مَن هن في سن الطفولة، مثل تلميذات المرحلة الابتدائية والإعدادية، بينما تليها في الأهمية لجنة "الفتيات"، وهي لجنة متخصصة في استقطاب طالبات المرحلة الثانوية والجامعية، لمحاولة إصباغهن بفكر الجماعة وأدبياتها، ثم ضمهن بعد ذلك إلى المستويات الأخرى التي تتبع لجنة التربية والأسر.
وتشمل هذه المجموعات كذلك عدة مستويات من محب ومؤيد ومنتسب، وهي التقسيمات التي يدرج بها الإخوان جميع عناصرهم، لقياس مدى إيمانهم بمبادئ السمع والطاعة والولاء للقيادات العليا!
كيانات إخوانية
وفي مرحلة الجامعة، يتم دمج نتاج هاتين اللجنتين داخل كيانات الإخوان الناشطة في الجامعات، حيث يكون لكل كلية مكتب أو لجنة تديرها إحدى الأخوات المنتميات إلى الكلية، وتشرف عليها أخت من خارج الكلية، وغالبًا هي زوجة للمسئول عن أنشطة الإخوان بالنسبة إلى الشباب داخل الكلية والمكلف بذلك من قبل الجماعة.
ويضم مكتب الجامعة الأخوات المسئولات عن الكليات، ومسئولة هذا المكتب هي زوجة لمسئول الجامعة داخل تنظيم الإخوان، ووفق ما صرّحت به الدكتورة أماني حسن مسئولة أخوات جامعة القاهرة، من أن مشاريع "الزهراوات" في المناطق مكملة للنشاط الطلابي في الجامعات، وأن نتاج جماعة الإخوان من مشاريع الفتيات الصغيرات قوي جدًّا، وتتم الاستفادة منهن وربطهن في ما بعد بالنشاط الطلابي، وأن لجنة الأخوات بجامعة القاهرة استقبلت هذا العام أكثر من 70 فتاة.
ويقتصر دور الأخوات في الكليات على الدعوة الفردية بين الطالبات واستقطابهن إلى فكر الجماعة، والمشاركة في بعض الأنشطة التي يقيمها عناصر الجماعة من الشباب، لكن لا يقمن بتوزيع المنشورات والمطبوعات ولا دخل لهن بتجهيز المظاهرات، ولم يكن يسمح لهن بالمشاركة في المعسكرات التربوية نظرًا إلى طول مدّتها.

معسكرات الأخوات
لكن د. أماني حسن، أكدت أن الجماعة قررت مؤخرًا مشاركة الأخوات في المعسكرات خلال الفترات الماضية، وكان هدفها الأساسي تجهيز الأخوات نفسيًّا وإيمانيًّا، في إطار خطة الجوانب التربوية، ولم تكن بهدف التصعيد لمستويات أخرى، وقد أقيمت بمدينة الإسكندرية، وتم تأمين المعسكر بشكل قوي، عن طريق اتفاق الجماعة مع شركات حراسة أمنية خاصة لتأمين الفتيات.
اعتمد قسم الأخوات بعض المناهج التربوية التي يتم من خلالها تصعيد الفتيات إلى المستويات التنظيمية المختلفة، مثل "محبة" و"مؤيدة" و"منتسبة"، وهي نفس المناهج التربوية المقررة لمعظم عناصر الجماعة، مثل مبادئ الإسلام، و"في رحاب الله"، لكن يزيد عليها كتاب "دور المرأة المسلمة" لجمعة أمين، ومن قبل كان كتاب " في رياض الجنة".
وعند إعادة هيكلة تنظيم الإخوان استقر وضع كيان الأخوات على شكل بسيط، وهو إنشاء قسم للأخوات بكل شعبة تتولّى مسئوليته إحدى الأخوات، والتي هي في الغالب زوجة مسئول الشعبة أو أخته أو زوجة أحد أعضاء مكتب الشعبة، حتى يسهل التنسيق بين القسم وقيادات مكتب الشعبة.
التربية والدعوة الفردية
ويقع تحت مسئولية هذه الأخت مجموعة من اللجان، مثل لجنة التربية ولجنة الدعوة الفردية، حيث تتضمّن لجنة التربية مجموعة من الأسر يتراوح عدد العضوات بكل أسرة من خمس إلى سبع، ولكل أسرة "أخت" مسئولة عنها ويخصص لها لقاء أسبوعي تربوي تتم فيه دراسة كتاب "في رياض الجنة" الذي يمثّل المنهج الثقافي للأخوات، بجانب بعض كتيبات الإخوان الأخرى.
ومن أشهر قيادات قسم الأخوات الدكتورة مكارم الديري زوجة المهندس إبراهيم شرف سكرتير مكتب الإرشاد السابق، ووفاء مشهور ابنة المرشد الأسبق مصطفى مشهور، والتي تدير مدارس دار حراء الإسلامية بأسيوط، وكذلك سميحة غريب وكيلة نقابة المعلمين بالإسكندرية، ود. جيهان الحلفاوي الحاصلة على بكالوريوس التجارة ودكتوراه في الشريعة الإسلامية، ولديها مركز خاص للإعلام والثقافة، وتقيم من خلاله ندوات دينية، وهي زوجة القيادي الإخواني السابق إبراهيم الزعفراني أمين عام نقابة أطباء الإسكندرية، وتسلّمت مسئولية قيادة الأخوات خلفًا لزينب الغزالي قبل وفاتها، مثلما تسلّمتها زينب من حسن البنا في بداية عهد الجماعة، وذلك قبل أن يترك الزعفراني الإخوان، والدكتورة منال أبو الحسن، والدكتورة أماني أبو الفضل، والنائبة عزة الجرف، والنائبة هدي غنية، وسمية الشاطر ابنة المهندس خيرت الشاطر.
مراحل متعددة
وقد مرّ وضع قسم الأخوات بجماعة الإخوان بعدة مراحل، حيث كانت البداية (فرقة الأخوات) وتكونت من نساء وبنات الإخوان، وصدرت أول لائحة لهذا التأسيس في أبريل عام 1932، وفق ما ورد في كتاب البنا "مذكرات الدعوة والداعية"، واعتبرت حسن البنا المرشد العام للإخوان رئيسًا للفرقة ووكيلتها لبيبة أحمد، التي كانت همزة الوصل بين حسن البنا والأخوات، لكنها سافرت مع زوجها، مما أصاب الفرقة بالتدهور!
بعد ذلك سعى البنا لتكوين أول لجنة تنفيذية لـ"قسم الأخوات" عام 1944، وكان مقرّها شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة، وتألّفت اللجنة من 12 عضوة، وكانت مسئولة اللجنة آمال عشماوي زوجة المستشار منير دلة، ونائبتها فاطمة عبد الهادي.
واستطاع البنا أن يكوّن كوادر نسائية، حين كان يعطي لهن دروسًا، وجمع عددًا كبيرًا من المثقفات وطالبات الجامعة في مدرسة "أمير الصعيد" بحي السيدة زينب، ووصل عددهن إلى أكثر من 200 عضوة، حتى بدأ توسيع نشاط هذا القسم في أواخر الثلاثينيات على يد زينب الغزالي، التي أسست جمعية الأخوات المسلمات عام 1936، بعد أن انشقت عن الاتحاد النسائي الذي ترأسته هدى شعراوي، وأصدرت مجلة الأخوات المسلمات وأصبحت بعد ذلك قسمًا من أقسام الإخوان، بعدما التقت زينب الغزالي بحسن البنا، الذي طلب منها ذلك، وإن كانت قد رفضت هذا الاندماج في بادئ الأمر، وظلت هذه الجمعية تمارس نشاطها بالتنسيق مع الإخوان من الباطن!
الهضيبي والغزالي
وقد كان لزينب الغزالي دور مهم في تاريخ الجماعة، حيث أحيت قسم الأخوات مرة ثانية بعد اغتيال البنا، وتم اعتقالها في الستينيات وخرجت مع بداية السبعينيات لتعيد مرة أخرى قسم الأخوات بعد أن أوقف حسن الهضيبي نشاط القسم خوفًا عليهن من حملات الاعتقال التي طالت صفوف الجماعة، وحاولت التنسيق بين زوجات الإخوان أو الاتصال بهن لتكوين كوادر نسائية جديدة، وفي بداية التسعينيات تغلب المرض على زينب وتوفيت في أغسطس 2005، بعد أن سلّمت مهام أمر الأخوات في يد جيهان الحلفاوي، تاركة وراءها كتابًا يعد من أخطر الكتب التي تؤثّر في أجيال الجماعة من الرجال والنساء، وهو "أيام من حياتي"، الذي سجلت فيه كثيرًا من أسرار طريقها مع الإخوان وتفاصيل حياتها الخاصة المتشابكة مع كوادر الجماعة وأفرادها!