تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يعتبر الفنان التشكيلي النرويجي "إدفارد مونك" رساما وفنان طباعة عاش حياته مجهولا ومغمورا لكن لوحاته حيرت العالم؛ وخصوصا لوحة "الصرخة" التي نفذت من عدة نسخ؛ اثنتان منها محفوظة في متحف مونك، والأخرى محفوظة في معرض النرويج الوطني؛ والتي سرقت من متحف مونك وتم استردادها بعدها بفترة قليلة وإن أصابتها أضرار، فقد تم عرضها بعد تنفيذ عملية ترميم لهما.
تعد لوحة الصرخة هي أشهر أعمال الفنان إدفارد مونك التي تحل ذكراه اليوم وقد اكتسبت هذه اللوحة رغم بساطتها الظاهرية شعبية كاسحة، خاصة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ ربما يعود سبب شهرة هذه اللوحة إلى شحنة الدراما المكثفة فيها والخوف الوجودي الذي تجسده. وبناء على شعبيتها الكاسحة فقد اشتراها احد الأغنياء الأمريكيين بمبلغ يقدر بحوالى 120 مليون دولار.
وقد تعددت التفسيرات للوحة إلا أن الطابع العام لها واحد بمكوناتها الأساسية وبالتأثير الشعوري التي تبعثه الألوان وطريقة التنفيذ على المشاهد.
وقد ولد "مونك" في أوسلو عاصمة النرويج لأسرة متدينة متشددة؛ ويعد ذلك التشدد هو سبب الآلام التي تعبر عنها لوحاته؛ وقد كتب مونك في ما بعد في مذكّراته يقول: كانت ملائكة الخوف والندم والموت تحفّ بي منذ أن ولدت ولم تكفّ عن مطاردتي طوال حياتي. كانت تقف إلى جانبي عندما أغلق عيني وتهدّدني بالموت والجحيم وباللعنة الأبدية"، بالإضافة لموت أمه في عمر صغيره وموت أبيه وأختيه، مما دفعه لاستئجار ستوديو في الحي البوهيمي من أوسلو، تأثر بـ "هانز جيفلز" وهو فيلسوف عدمي كان قد تعهد لأبناء جيله بدفعهم للانحلال أو الانتحار؛ وبالفعل انغمس مونك في حياة الانحلال وجرب كل شيء خلال العشر سنوات الأولى.
وكان معجبا بالروائي الروسي "دويستوفسكي"؛ وتبرز اللوحة معاني الرعب والخوف الشديد والألم النفسي، والوحدة بشكل مكثف وإبداعي ومؤثر؛ فالوجه قد استطال وتشوه من شدة الخوف وملامح الوجه مطموسة نسبيًا كالعينين والحاجبين والأنف وأما الفم فهو مفتوح ويصرخ ؟ والعينان شاخصتان بشكل مبالغ فيه؛ واليدان تغطيان الأذنين؛ بالإضافة الى شخصين قادمين من خلفه يدير ظهره لهم؛ أما عن الخلفية فتداخلات الحمرة مع درجات الأزرق القاتم والخطوط المتعرجة المتفرقة نوعا ما، وعموما الجو العام يبعث على الحزن والخوف والألم.