السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتب بريطاني: نأمل أن يكون الرئيس ترامب على قدر أهدافه الثورية

الرئيس ترامب
الرئيس ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف الكاتب البريطاني سيمون هيفر، خطاب تنصيب دونالد ترامب بالـبلاغي، داعيا إلى التريث قبل إصدار حكم جاد على الرئيس الجديد.
وقال هيفر –في مقاله بالـصنداي تلغراف- يتعين علينا الوقوف أولًا على الكيفية التي سيحقق بها ترامب ما وعد به من استعادة أمجاد أمريكا التي تعني بالنسبة له وضْع البلاد في المقدمة، على نحو ينذر بتوجهات انعزالية.
ورصد هيفر بعض بواعث القلق في خطاب ترامب، منها قوله "الحمائية طريق الرخاء والقوة" على الرغم مما يثبته التاريخ الاقتصادي من ارتباط الرخاء والتحرر ارتباطا لا ينفصم بحُريّة التجارة.
وأضاف هيفر أن إقامة حواجز تجارية مع المكسيك والصين قد يترتب عليه تحسين الطلب على المنتجات وتوفير وظائف في أمريكا لكن ذلك قد يخرج البلاد من هاتين السوقين وغيرهما.
ورأى الكاتب أن المستر ترامب بات ملتزما بإصلاح أخطاء شهدتها أمريكا على مدى أكثر من نصف قرن، كما بات ملتزما كذلك بتطهير فساد وعجز السلطات المحلية وأقسام الشرطة ذوات التوجهات والأساليب التي لا يمكن السماح بوجودها .
ورأى صاحب المقال أن تعهد المستر ترامب بـ"وقف النزيف الأمريكي فورا" هو أمرٌ لم يكن ليُقْدم عليه سياسيٌ محنك، وقد يأتي يوم يندم فيه ترامب على قوله ذلك.
وعاد هيفر بالأذهان إلى حديث استفاضتْ فيه حملة ترامب حول 20 تريليون دولار من الدَين الوطني، ورأى الكاتب أن السيطرة على مثل هذا الرقم سيكون أمرًا صعبا إذا ما عمد المستر ترامب إلى الوفاء بوعده الخاص بتحسين البنية التحتية الأمريكية من طرق وكباري وسكك حديدية.
ورجح هيفر أن تتمثل مشكلة ترامب المحلية الرئيسية في توحيد أمريكا، وقد لا ينجح في ذلك؛ ذلك أن الكراهية المحمومة التي يُكنّها له مَن يُدعون ليبراليون تؤكد أنهم غير قابلين للتفاوض، فهم يصنفونه بالفاشي ويتلمسون مبررات للإطاحة به، ومن شأن ذلك المشهد أن يعمق حالة الانقسام، وإذا ما أخفق المستر ترامب فإن إجماعا سيقف من وراء هؤلاء الناقدين له وسيغادر ترامب السلطة عام 2020 أما إذا لم يخفق فسيواجه هؤلاء النقاد مصير التهميش.
ولفت صاحب المقال إلى أن المستر ترامب بينما حاول في خطاب تنصيبه طمأنة ناخبيه، فإنه ترك بقية العالم في قلق مما أوحته بعض كلماته من نزعة "انعزالية" كقوله "القناعة الأكيدة أن ثمة أمة توجد لتخدم مواطنيها"، ولربما يريد ترامب بقوله هذا أن أمريكا كقوة تعمل لخير العالم كفيلة بألا تنسى خدمة مواطنيها.
أما شكوى ترامب من أن أمريكا قد "دعمت جيوش دول أخرى" فإن ذلك باعث على القلق، لا سيما بعد أن وصف ترامب حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنه "عفا عليه الزمن"... وبخصوص تعهد ترامب باستئصال الإرهاب ، قال هيفر، أشك أن يكون ترامب بصدد التفكير في عمل مشترك مع صديقه فلاديمير بوتين، وفي ظل الأعمال الجارية في سوريا فإن هذا العمل المشترك قد لا يكون بالضرورة جديرا بالتطلع إليه.
اختتم الكاتب قائلا "نظرا لعدم الوقوف بعد على مهارات المستر ترامب السياسية، فضلا عن أن قدرًا كبيرا جدا من خطاباته السابقة اتسّم بالمغالاة، فإنه لا يمكننا التنبؤ بما سيستطيع المستر ترامب تحقيقه أو كيف سيحققه... إن التاريخ الحديث لم يعرف رئيسا بدأ بكل هذه العداوات في الخارج والداخل؛ ومن السابق لأوانه الحكم على ترامب، لكن مَن يؤمنون بسيادة الديمقراطية يجب عليهم أن يأملوا أن يكون الرئيس ترامب على قدر أهدافه الثورية".