لا تزال تداعيات سرقة 5 لوحات من متحف الفن الحديث تُلقي بظلالها على الوسط الثقافى كله وسط حالة من التأهب الأمني غير المسبوق في جميع المتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية.
اللافت للانتباه أن التأهب الأمني لم يقتصر على المتاحف فقط، وإنما امتد أيضًا إلى الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية الذي لاحظ البعض استعانته بفردي أمن يرافقانه في كل تحركاته منذ عدة أيام، على إثر تردد أنباء عن تلقيه تهديدات بالقتل من مجهولين، وفق ما صرحت به مصادر، وقد حاولنا الاتصال به للتأكد من الأمر إلا أنه لم يرد.
الفنان أحمد تمسك خلال التحقيقات التي تجريها النيابة العامة معه بأنه وحده هو من خطط ونفذ الواقعة نافيا أن يكون معه أحد من الشركاء، بينما تحاول جهات التحقيق كشف جميع خيوط القضية التي لا تزال طي الكتمان.
على جانب آخر طالب عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين بضرورة عرض اللوحات الأصلية للجميع للتأكد من وجودها وعدم تعرضها لأي تشويه بينما لا يزال المسئولون في القطاع يؤكدون أن اللوحات ما زالت موجودة بالمكتب الفني للتأكد من صحتها كإجراء روتيني يحدث هذا في كل الوقائع المماثلة.
يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر، أن إلغاء معرض "السرياليون المصريون حين يصبح الفن حرية ١٩٣٨-١٩٦٥"، ويضم المعرض أكثر من 150 عملًا من أهم أعمال رواد السريالية المصرية وكذلك مجموعة هامة من الوثائق المتوفرة عن هذه المرحلة الهامة من تاريخ الفن المصرى.
وأشارت المصادر إلى أن إجراءات مشددة سيتم اتخاذها حال الإصرار على إقامة المعرض خارج مصر، منها التأمين على اللوحات واتخاذ جميع الإجراءات التي تمت مع إقامة المعرض في مصر منذ البداية.
وحول الفنان المتهم بالسرقة أكدت المصادر أنه كان يعمل بقصر الفنون التابع لقطاع الفنون التشكيلية لمدة أربعة أعوام ما بين 2001 و2005، وهو مبنى مجاور لمتحف الفن الحديث وكان دائم السفر في معارض دولية بدول أوروبية، وقد تقدم بعد اندلاع ثورة يناير بمشروع فيلم وثائقي عن الفنان الراحل محمود سعيد الذي حاول سرقة أعماله؛ إلى الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة وقتها، إلا أنه رفض مشروع الفيلم لعدم جودته فما كان من المتهم إلا أن هاجم أبو غازي وقام بتوجه العديد من الانتقادات له على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي الوسط الثقافي.
هذا في الوقت الذي تعهد فيه المسئولون بقطاع الفنون التشكيلية على رأسهم الدكتور خالد سرور رئيس القطاع؛ وأحمد عبدالفتاح رئيس قطاع المتاحف بعدم تكرار هذه الواقعة مرة أخرى، في الاجتماع الذي جمعهم أمس السبت بوزير الثقافة فور عودته من الصين حيث وجه بإحالة جميع العاملين في المتحف للتحقيق على إثر هذه الواقعة بسبب إهمالهم الشديد في الحفاظ على ثروات الفن التشكيلي التي يحتوي عليها المتحف.