مجرد أن تتحدث معها تجد
الابتسامة لا تفارق وجهها، لا تكترث لإعاقتها، بل إن تلك الإعاقة هي التي جعلتها
الأقوى، وكل ما تتمناه في حياتها هو أن تصبح فردا فعالا في المجتمع، ولا تبقى
حبيسة الكرسي المتحرك.
والتقت "البوابة نيوز"، مع أميرة مختار،
صاحبة الـ19 عاما، التي تحدت إعاقتها وأصبحت "مصممة كروشيه"، هكذا تطلق
هذا الاسم على نفسها.
وقالت "أميرة": إنها مصابة بمرض ضمور
العضلات، ما جعلها قعيدة على كرسي متحرك، منذ العاشرة من عمرها.
وتابعت: "لما كنت في
المدرسة وقعت من على الكرسي ورجلي اجتزعت من وقتها خوفت أروح تاني ومكملتش
الدراسة"، لافتة إلى أن ذلك الأمر جعلها تشعر باليأس والإحباط، وبقيت في
المنزل دون حركة لفترة طويلة.
وأضافت: "تعبت من وجودي بالمنزل، وحسيت أني مش
مهمة، فقررت أتعلم أي مهارة، وتعلمت فن صناعة الكروشيه وقراءة البترونات بكافة
أنواعه وأشكاله"، مشيرة إلى أنها بدأت في التعلم من خلال الفيديوهات
المتواجدة على الإنترنت، ثم بدأت بالعمل والتسويق لبضاعتها عن طريق أسرتها
والأقارب بدون مقابل، وبعدها توسعت في هذا العمل وبدأت بالعمل بكافة أنواع الخيوط
"الصيني، القطن، التركي، المصري"، وأيضًا أصبح لديها الخبرة لمعرفة نوع
"غرزة الكروشيه" بمجرد رؤيتها لها، مشيرة إلى أنها تعتمد على شقيقتها
"أية" في مساعدتها في شراء الخيوط والأدوات.
وأشارت "أميرة" إلى أن أسعار المنتجات اليدوية والخامات المستخدمة في الكروشيه مرتفعة؛ لكنها لا تعمل بهذا النهج، وإنما تبيع منتجاتها بالأسعار المقبولة، مضيفة "أنا مش بسعي أني أكسب فلوس وخلاص، بالعكس نفسي أعمل حاجة مفيدة ويكون ليا بصمة حتى لو هتبقى بسيطة".
وتابعت أميرة، أن الوقت الذي تستهلكه في صناعة قطعة من الكروشيه يتوقف على نوع المنتج، فمن الممكن أن تأخذ القطعة الصغيرة 4 ساعات، وفي الفستان تصل المدة إلى أسبوعين.
وتمنت "أميرة" عمل مشروع لتسويق منتجاتها من "فساتين، سلاسل، هاف بوت"، قائلة: "أنا مش عاوزة أعتمد علي "فيس بوك" بس، أنا نفسي حد من المتخصصين يرعى موهبتي ويهتم بيها".
ووجه أميرة الكروشيه رسالة إلى الشباب الذي لا يعمل، قائلة: "متخلوش اليأس يتملك منكم أو يحبطكم، وأسعوا، وحب اللى هتشتغله، وخليك متميز فيه، وقتها هتحس إن الدنيا مش سيعاك".