موجة من الغلاء ضربت الأسعار منذ شهور قليلة لترتفع الضعف وكأن هناك "تسونامي الغلاء"، الأسعار تعلو دون هبوط، في ظل غياب الرقابة على الأسواق والتجار، ما تسبب في حالة اختناق بالشارع المصري، ما دفع الكثيرون إلى السير في حالة من الذهول، كل يحدث نفسه متسائلا "كيف يعيش محدودي الدخل بل معدوموه في ظل تلك الأجواء".
"البوابة نيوز" تجولت في أسواق الخضار والفاكهة، لتتعرف على معاناة المواطنين عن قرب في ظل كابوس ارتفاع الأسعار، الذي خيم على بيوت الفقراء.
أمام "علي تاج الدين" بائع فاكهة بحي المطرية، حيث وقفت أكثر من زبونة تستفسر عن أسعار الفاكهة، إلا أنها اصطدمت بالأسعار، ومضت في طريقها دون شراء ثمرة واحدة.
"الست سعاد ربة منزل" التي وقفت تشتري تفاح وجوافة وظلت تفاوض على السعر وقتا طويلا، أكدت لـ"البوابة" أنها مضطرة للشراء اليوم بسبب الضيوف القادمين لخطبة ابنتها، ولولا تلك المناسبة ما أدخلت الفاكهة بيتها.
بينما قالت أخرى تدعى "علا" أنها ربما تشتري كيلو يوسفي أو برتقال باعتباره ارخص الفاكهة، في حال توفر نقود معها بعد شراء "الخضار ولوزام الطبيخ"، غير ذلك لم تفكر في الإقبال على شراء الفاكهة.
الفكهاني "تاج الدين" راح يبرر الحال الذي لا يسر البائع أو المشتري، قائلا: "ارتفعت أسعار الفاكهة لتسجل أعلى ارتفاع لها منذ شهرين، سعر الجوافة وصل 8 جنيهات للكيلو الواحد، بينما التفاح الأصفر وصل سعر الكيلو منه 20 جنيها، فيما بلغ سعر التفاح الأحمر 16 جنيها والكانتالوب 8 جنيهات أما الموز 8 جنيهات، في حين سجلت الفراولة 8 جنيهات، وارتفع سعر البرقوق ليتراوح بين 20 إلى 30 جنيها، فيما تربع الكيوي على عرش الفاكهة رغم ندرة شرائه ليصل سعر الثمرة الواحدة منه 3 جنيهات، أما برتقال الغلابة فلم يتنازل عن الـ5 جنيهات شأنه شأن اليوسفي، ليبقى أبو فروة هو الأكثر غلاء حيث صعدت تسعيرته لـ40 جنيها للكيلو".
الفكهاني الذي يرى أن أسعاره أقل أسعار في السوق، ناشد المعنيين بضبط الأسواق وضرورة العودة للتسعيرة مرة أخرى، حتى لا يستغل بعض التجار المواطن البسيط ويمارس عليه جشعه،لأن البيع أصبح اجتهاديا وكل بائع يحدد السعر حسبما يروق له.
وأضافت "سيدة" بائعة فاكهة "افترشت الرصيف، يابنتي كنا بنشتري 3 أطنان فاكهة والناس تشيلهم في يومها، النهاردة 100 كيلو بيقعدوا بالأسبوع وفي الأخر الفاكهة بتدبل إما نبيعها بأقل من ثمنها أو تفضل معانا لحد ما تفسد وتترمي، وفي بياعين كتير بيوتهم قفلت"، مختتمة كلامها بدعاء "ربنا يحوش الغلاء والبلاء عنا".
وأشارت "كاميليا" بائعة الخضراوات إلى أن البسلة وصل سعرها 7جنيهات والفول الحراتي الكيلو ونصف بـ11 جنيها والكوسة بـ 8 جنيهات، وكيلو الباذنجان بـ 6 جنيهات والفلفل الأخضر 6 جنيهات، و4 حزم من خضار الكسبرة والبقدونس بجنيه واحد، وكيلو البصل 8 جنيهات وكيلو الثوم 20 جنيها وكيلو الخيار 7 جنيهات والطماطم الكيلو 4 جنيهات وقرص القرنبيط 6 جنيهات وقطعة الكرنب بـ 7 جنيهات وكيلو البطاطس 4 جنيهات، والسبانخ 6 جنيهات للكيلو.
وروت كاميليا عن الحيرة والحزن التي تراه في عيون الزبائن أثناء الشراء، حيث ارتفاع السعر 3 أضعاف، وأقسمت بالله أنها رأت رجل يبكي وهو يشتري منها نصف كيلو بسلة وربع كيلو طماطم وراح يحدث نفسه "دا هيكفي مين ولا مين في البيت؟"، وأكدت تراجع الإقبال علي شراء الخضراوات بنسبة كبيرة، أما الفاكهة فشهدت تراجعا أكبر في نسبة الشراء.
فيما حكت إحدى المواطنات بالسوق "زوجي محاسب بإحدى المصالح الحكومية، طفش وساب البيت ومنعرفش عنه حاجة علشان مش قادر يكفي احتياجاتنا، ولدينا 4 أبناء، وأنا وأولادي نسينا طعم الفاكهة يادوب نجيب الخضار والرز واللازم اللي يعيشنا".
وقال الحاج محمد، موظف بالمعاش "والله يابنتي خلاص اتخنقنا، جعنا يا ريس، مش عارفين نلاحق على إيه ولا إيه، كفاية سعر أنبوبة الغاز وسعر الخضار ولن اتحدث عن اللحوم"، متحسرا قال "احسبي كدا ثمن غدوة من خضار البسلة والأرز والطماطم على ميه ساقعة بدون بروتين تتكلف كم ؟"
فيما أكد محمد تاجر جملة: "المنتج المستورد من الخضار والفاكهة أغلى من المحلي، أما الخضار والفاكهة التي نشتريها من الفلاح المصري ربما تكون أقل سعرا نسبيا، لكن الزراعة أصبحت مكلفة والفلاح إذا لم يرض بأجر معقول لمحصوله سينصرف عن الزراعة، وبعدين التجار الكبار في السوق ماحدش بيقف قدامهم".
وناشد الأجهزة الرقابية فرض رقابة علي الأسعار قائلا: "الغلبان بيموت والناس بتكلم نفسها من الغلا".