فاجأنى الكاتب والصحفى الكبير بهذا السؤال وأنا على الهواء أقدم برنامجى الأسبوعى فى تليفزيون الدولة الرسمى..
لم يمنحنى الرجل أى فرصة للإجابة أو حتى التفكير فى السؤال وأضاف: بماذا تفسر غياب الرئيس عن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب؟ ولماذا لم يدر حوارات مفتوحة مع جموع المثقفين من رواد المعرض مما جرت عليه العادة على مدار سنوات؟.
علقت بعفوية: ربما كان الرئيس مشغولا بأمور تخص ما هو أخطر من جلسة مكلَمة مع من تسميهم جموع المثقفين.. وانتهت الحلقة دون رد منى أو إلحاح من صديقى الكاتب الذى يقف دوما فى صف الدولة ومن ثم صف الرئيس.
لكن لم تنته تداعيات السؤال لدى شخصيا، وحتى أكون منصفا مع ذاتى متسقا مع قناعاتى أقول:
الرئيس السيسى لا يكره أحدا على الإطلاق حتى الذين يسيئون إليه شخصيا.
الرئيس السيسى يحمل فوق رأسه هموما وشجونا وآلاما لا يعلم قدرها ومقدارها إلا الله.
الرئيس السيسى استقبل زمرة من المثقفين فى قصر الاتحادية أكثر من مرة وللأسف الشديد وبحسب رأيى الشخصى أن مناقشاتهم ومداخلاتهم وملفاتهم وأولوياتهم لم تكن مشرفة ولم تكن على قدر الموقف والمشهد والتحديات والأولويات الوطنية.
ساعات وساعات قضاها الرئيس مع هؤلاء المثقفين والإعلاميين، كان الرجل يبحث عن وعى مفقود وخريطة طريق ضائعة وظن الرجل أن ضالته بمكن أن تكون لدى هؤلاء.. لكن بالطبع فبعض الظن إثم وبعضه ليس كذلك.
مصر تحتاج إلى عقول وتحتاج إلى أفكار وتحتاج إلى قوة ناعمة.. ظنى أن الرئيس قد صدم فى مستوى هؤلاء وضحالة أطروحاتهم، فهل الخطأ فى اختيارات القائم بالاختيار لأسماء هؤلاء؟ أم أن الخطأ فى هؤلاء أنفسهم؟.
فقط أتذكر مقالا كتبه مجدى الجلاد بعنوان (أنا مكسوف) أوضح فيه خجله وكسوفه من مستوى الحضور الذين كانوا فى حضرة الرئيس السيسى حيث هيافة وضحالة الأسئلة والتعليقات.
نحن فى لحظة صدق تحتاج إلى قولة حق.. مصر فى حاجة إلى إعادة بناء ثقافى يفرز مثقفين جددا.. هؤلاء المثقفون موجودون فى أنحاء مصر.. فقط نحن فى حاجة إلى اكتشافهم وتقديمهم إلى حيث يجب أن يتقدموا!
وفى كل الأحوال أتمنى أن يحضر الرئيس معرض الكتاب وأتمنى أن يجرى حوارا ونقاشا مع رواد المعرض كما أتمنى أن أجد مثقفا مصريا فى وزن نجيب محفوظ.