يعد متحف الفن الإسلامى الذى طالته يد الإرهاب الغاشم بعد الانفجار الذى
وقع أمام مديرية أمن القاهرة قبل 3 سنوات، وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته
النادرة، درة المتاحف الإسلامية فى العالم، فيما تعد تلك المرة الثالثة التى يتعرض
لها المتحف لعملية تطوير وترميم منذ افتتاحه عام 1903.
وشهد المتحف عمليات توسعة وترميم عام 1983 استغرقت عامًا واحدًا،
فيما تم تطويره في عام 2003 وبسبب تكدس التحف والآثار، وتم إغلاقه لمدة 7 سنوات
لحين انتهاء أعمال التطوير، وافتتح في أكتوبر 2010، وطوال الفترة الماضية شهد
متحف الفن الإسلامى العديد من الزيارات الدولية من وفود منظمة اليونسكو إلى جانب
وفد من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر والذى تولى إعادة
ترميم مبنى المتحف وتطويره، حيث تم الإشادة بعمليات الترميم التى يقوم بها الفريق
المصرى للقطع الأثرية بالمتحف، مؤكدين أن العمل يعد إنجازا بكل المقاييس.
وجاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية للمتحف
يوم الأربعاء 18 يناير مؤشرًا قويًا لعودة الأمن والاستقرار لمصر، وأنها قادرة على
استقبال جميع زائريها من دول العالم المختلفة.
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو اللجنة الوطنية المصرية
للمجلس الدولى للمتاحف أن متحف الفن الإسلامى بعد تطويره أصبح يضم 4000 تحفة منهم
400 تحفة تعرض لأول مرة وإضافة 3 قاعات جديدة وعدد 14 فاترينة وعمل 3 كتالوجات
باللغتين العربية والإنجليزية وكتالوج للأطفال يضم علاء الدين والقميص السحرى من
خلال ما عرضه الدكتور أحمد الشوكى المشرف العام على متحف الفن الإسلامى أثناء
زيارة وفد اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولى للمتاحف قبل افتتاحه.
وأضاف ريحان أن عدد التحف قبل التطوير كانت 1471 تحفة وأصبحت
4000 تحفة مع إضافة قاعات جديدة للحياة اليومية وأعمال الترميم وتحف أسرة محمد على
وشاشات عرض كبيرة وإبهار فى طريقة العرض، مشيرا إلى أن إنهاء مشكلة تكدس التحف
إنجاز مصرى جديد بعد أعمال التطوير بشكل يقارب العالمية بل ويتفوق عليها فى بعض
الأمور.
وعرض الدكتور أحمد الشوكى المشرف العام على متحف الفن الإسلامى على وفد
اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولى للمتاحف أعمال تطوير المتحف والتطوير السابق
بواسطة دراسات أديان جاردير عام 2003 وأشاد بدور إخصائى الترميم المصرى بعد
التفجير حيث تعرضت 179 تحفة للتلف تم ترميمها.
وأشار إلى تطوير نظام البطاقات وتزويد المتحف بعشر شاشات عرض
باللمس تضم صور التحف وفيديوهات وخرائط فيما سيقوم المتحف بتدريب المرشدين
السياحيين على طريقة شرح المتحف.
وأكد الدكتور الشوكى أن مدخل المتحف يمثل نورانية الحضارة
الإسلامية ويضم "بنرين" كبيرين: الأيمن عن عالمية الحضارة الإسلامية
والأيسر: عن شكل المتحف منذ عام 1881 وحتى الآن.
ويتصدر المدخل مصحف كبير ومشكاة وهما نور الحضارة الإسلامية
وأقدم مفتاح للكعبة المشرفة وإناء قاجارى يؤكد عالمية الحضارة الإسلامية
والإنجازات العلمية فى العصر الإسلامى وباب خشبى صنعه يهودا أصلان لجامع السيدة
زينب مما يؤكد مساهمة غير المسلمين فى الحضارة الإسلامية
وأشار الشوكى لأهمية قاعة العصر الأموى والعباسى والطولونى خاصة
أن بها أقدم كأس زجاجى فى العالم المنسوب لعبد الصمد بن على وأشهر إبريق فى الفنون
الإسلامية وهو إبريق مروان بن محمد وقاعة العصر الفاطمى وهى قاعة الإبهار وتضم تحف
العاج والخزف ذو البريق المعدنى فضلا عن طبق عليه رسم صورة السيد المسيح.
كما تضم القاعة التراث الفاطمى
من الأعياد وغيرها ومنبر السيدة رقية، وتضم قاعة العصر المملوكى تحف توضح الرنوك
وما تدل عليه من وظائف والمشكاوات مرتبة تاريخيًا، وهناك قاعة جديدة تضم تحف أسرة
محمد على بها فواحتى أوجينى من عصر الخديوى إسماعيل والنياشين الممنوحة لمحمد على
وعباس حلمى الثانى ومصحف من الذهب من عصر محمد على وقاعة العرض المؤقت للتحف
الجارى ترميمها وبها قصة تفجير المتحف وتحف توضح شاشات العرض حالتها قبل وبعد
الترميم وقاعة العملات وتم ترتيبها تاريخيا ووضع مرايا أسفلها لتكشف ظهر العملة
وبها سفينة ترمز لتفوق البحرية الإسلامية وبها سيف الغورى الشهير.
وأوضح الدكتور الشوكى أن المتحف يضم قاعة أشبه بمتحف
الطفل وعرض منتجات كلية التربية الفنية لربط القديم بالجديد وقاعة للسجاد بها سجاد
إيراني من القرن 19م وقاعة للنسيج وقاعة للنقوش والكتابات تضم شواهد قبور ولوحات
خزفية برسم الكعبة ومخطوطات وقاعة الحياة اليومية وتضم أدوات العروسة وأوانى
المطبخ وبها مشربية تعطى الإحساس بالمنزل وتضم 110 تحفة.
كما تضم أحد القاعات صورة ساعة الفيل من العراق وهى
الصورة الثانية على مستوى العالم والأولى بمتحف المتروبوليتان وبها براجل وكرات
فلكية وقاعة للطب وبها الوصفات الطبية وطريقة إعداد الدواء وكتاب الأعشاب ومخطوط
التشريح للمنصورى من القرن 11هـ وأدوات جراحية وصورة لابن سينا وتلاميذه وقميص قصة
علاء الدين من العصر الصفوى بإيران.
وضم وفد اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولى
للمتاحف أسامة النحاس والدكتور عبد الرازق النجار والدكتور خالد عزب وفاطمة مصطفى
وأحمد نقشارة سكرتير اللجنة والدكتور عبد الرحيم ريحان عضو اللجنة.